تحضيرات لعقد لقاء موسع للعشائر السورية والعراقية … أوسي نقل عن شخصيات من الغوطة وجوبر استعداد «جيش الإسلام» للانخراط في الحياة الوطنية السورية
سامر ضاحي :
أكد رئيس لجنة المصالحة الوطنية في مجلس الشعب عمر أوسي أن انتصارات الجيش في الميدان تهيئ الآفاق والمناخات المناسبة لإجراء تسويات المصالحة الوطنية في سورية، ولاسيما بعد دخول «الحليف الروسي» على خط الأزمة والذي أدى إلى انهيارات في صفوف الإرهابيين ما حذا بميليشيا «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية إلى إبداء استعدادها للانخراط في الحياة الوطنية السورية، على حين كشف أعضاء الوفد أنهم مستعدون للتطوع و«ارتداء البذلة العسكرية في صفوف الجيش العربي السوري» لمحاربة الإرهاب.
وخلال لقائه وفد ملتقى قبائل وعشائر العراق، كشف أوسي أن أعضاء من لجنة المصالحة البرلمانية السورية اجتمعوا مع خمسين شخصية من غوطة دمشق ومع أهلنا في جوبر «حيث نقلوا لنا رسائل من جيش الإسلام حول استعدادهم للانخراط في الحياة الوطنية السورية»، مؤكداً أن اللجنة أعطتهم الضمانات الكافية دون أن يفصح أين وصل هذا الأمر، لافتاً إلى أن جبهة جوبر تمتد إلى محيطها وصولاً إلى منطقة التنف على الحدود العراقية.
واعتبر أوسي أن التفاؤل بإجراء التسويات ازداد خاصة مع تبدل الوضع الميداني مع دخول الحليف الروسي لمصلحة الشعب السوري.
من جانبه رئيس الوفد العراقي نزار ناجي العبيدي أمل في «التوصل لتقارب مشترك» بين البلدين على مستوى الحكومة أو على مستوى العشائر والقبائل العراقية التي لها دور فاعل في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي «ولاسيما أن هناك جيشاً يسمى الحشد الشعبي في العراق وهو الذي يقاوم في الخط الأول»، مؤكداً أن الأمل كبير بالجيش العربي السوري للدفاع عن عروبة سورية».
وفي تصريح للإعلاميين عقب اللقاء لخص أوسي الاجتماع بنقطتين: الأولى مساعدة العراقيين المقيمين في سورية والسماع لهمومهم التي يعانون منها، والثانية التحضير لاجتماع موسع ومرتقب للعشائر العربية السورية والعراقية للتداول في مشروع المصالحات الوطنية «لأنها الحامل الأساسي لمجتمعاتنا السورية والعراقية» مؤكداً الاستمرار بمثل هذه الاجتماعات لما فيه مصلحة الشعبين.
ورداً على سؤال لـ«الوطن» فيما إذا سبق اللقاء أي مباحثات مع العشائر السورية حول مشاركتها في الملتقى المزمع إقامته قال أوسي: إن لجنة المصالحة «جست النبض» وحصلت على الموافقة من أغلبية العشائر في البلدين وإن شاء اللـه سيعقد هذا الاجتماع في القريب المقبل بمساعدة إخواننا الوفد العراقي، نافياً وضع جدول زمني ومؤكداً أن الجانب السوري يعمل وقام بتشكيل لجنة تحضيرية مشتركة بين لجنة المصالحة الوطنية والوفد العراقي، في حين أكد العبيدي رداً على ذات السؤال وجود مثل هذه اللقاءات التي تمت مع القبائل والعشائر في سورية، مشيراً إلى وجود «تقارب مع عشائر العقيدات والجبور والعزة والعبيد وبقية القبائل الموجودة بين العشائر السورية» وأنه لا بد في النهاية من التوصل إلى لقاء مرتقب كرد على اللقاءات المماثلة التي تحصل في تركيا أو في عمان». أما عضو الوفد إياد منصور عقاب فقد كان تحدث خلال اللقاء عن ضرورة توافر أربعة عناصر في المجتمع لكي تحقق المصالحة أهدافها ولا تحتاج إلى «رجال مكاتب» على حد قوله.
واعتبر أن العنصر الأول هو المؤسسة الدينية والثاني المؤسسات الحزبية فيما يأتي دور الأجهزة الأمنية كعنصر ثالث والوجهاء المؤثرين في المجتمع كعنصر رابع، بينما وصف رئيس الوفد الذي يتشكل من عراقيين مقيمين في سورية مواقف دول الجوار السوري بـ«المخزية» لأنها دعمت عصابات مسلحة وإرهابية في الداخل السوري، مؤكداً أنه بوجود امتدادات متصلة للقبائل والعشائر بين البلدين مثل العقيدات والجبور والعزة وشمر «باتت النية لدينا نحن ملتقى القبائل لعقد لقاء عشائري لتعميق أواصر العلاقة بين الشعبين ومساندة الموقف الروسي لمكافحة الإرهاب في سورية والعراق».
أما عضو الوفد حسين الحربي فقد بين أنه منذ 2011 «أعلنا التطوع إلى جانب السوريين عبر قوائم وأسماء خاصة لأننا أصحاب تجربة بالموضوع الداخلي»، معتبراً أن التنسيق مع رؤساء العشائر ووجهاء المناطق أمر مهم جداً في موضوع المصالحات.
من جانبه عضو الوفد ناجي الزبيدي أكد أن أعضاء الوفد أول المتطوعين خدمة لسورية وأنهم مستعدون لارتداء البذلة العسكرية في جيشها، بينما اعتبر زميله وفيق غانم أن الدول العربية كانت تتظاهر بحبها للعرب وفي داخلها تحمل «السم الزعاف».