كلتشدار أوغلو: أردوغان لا يريد أن يستعدي داعش لحسابات مستقبلية … أنقرة لن تسمح للاتحاد الديمقراطي بالسيطرة على شمال سورية.. وأنباء عن غارات استهدفت زورقين له في الفرات
وكالات :
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده «لن تسمح» لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بالسيطرة على شمال سورية، بالترافق مع أنباء عن قصف الطائرات التركية لمواقع لوحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية والتي تتبع للحزب في سورية.
وفي كلمة ألقاها في جنوب شرق تركيا، انتقد أردوغان إدخال مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة الأسبوع الماضي ضمن نظام الإدارة الذاتية، الذي أعلنه حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2012. وقال: «كل ما يريدونه هو السيطرة على شمال سورية بأكمله.. لن نسمح بأن يصبح شمال سورية ضحية لمشروعهم تحت أي ظرف. لأن هذا يمثل تهديداً لنا ومن المستحيل بالنسبة لنا كتركيا أن نقول (نعم) لهذا التهديد».
وفي حزيران الماضي تمكنت وحدات حماية الشعب مدعومة بضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة، من تحرير مدينة تل أبيض على الحدود مع تركيا من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
وتتهم أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي بأن له صلات قوية بحزب العمال الكردستاني. وتشعر بالغضب من الدور الذي يقوم به مقاتلو الوحدات مدعومين من الولايات المتحدة في القتال ضد داعش في شمال سورية.
وانتقد أردوغان أيضاً الدول التي تساعد حزب الاتحاد الديمقراطي لكنه لم يذكرها بالاسم وقال إن الحزب يؤوي 1400 من أعضاء حزب العمال الكردستاني.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلنت وحدات حماية الشعب عن إقامة تحالف جديد مع مجموعات أخرى، تحت اسم «جيش سورية الديمقراطي». وتلقت المجموعات أسلحة وذخيرة أسقطتها جواً القوات الأميركية في شمال شرق سورية.
في سياق متصل ذكر موقع «ترك برس» نقلاً عن مصادر عسكرية تركية، أن المقاتلات التركية استهدفت أول من أمس «ولأول مرة، زورقين (في نهر الفرات) تابعين لعناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي كانا في طريقهما إلى مدينة جرابلس»، التي تعتبرها أنقرة خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. ولم تحدد المصادر متى تمت العملية.
وأوضح الموقع أن الاستهداف جاء عقب «التحذيرات التي وجهتها القيادة التركية بعدم سماح قواتها بتجاوز (عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي) نهر الفرات باتجاه الغرب».
وإثر هذه العملية طالبت السلطات التركية، الولايات المتحدة بضبط عناصر الاتحاد الديمقراطي وتحذيرهم من مغبة تكرار مثل هذه المحاولات، وذلك على اعتبار أن الولايات المتحدة قدّمت فيما سبق ضمانات للحكومة التركية حيال عدم تجاوز عناصر التنظيم إلى المناطق الغربية لنهر الفرات.
وقبل نحو أسبوع، حذر مسؤولان تركيان من أن الفرات «خط أحمر». وفيما بعد استدعت الخارجية التركية السفيرين الأميركي والروسي في أنقرة لتعرب عن موقفها حيال تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي.
في غضون ذلك، أكد زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب التركية المعارضة كمال كلتشدار أوغلو، أن موقف نظام أردوغان الداعم للتنظيمات الإرهابية شجع مسلحي داعش للقيام باعتداءاتهم الانتحارية في سوروج في العشرين من تموز الماضي وأنقرة في العاشر من الشهر الجاري. وأضاف في تصريح صحفي، نقلته وكالة الأنباء «سانا»، أن «أردوغان لا يريد أن يستعدي داعش لحسابات مستقبلية وهو ما يفسر تهربه من محاربته داخل تركيا أو في العراق وسورية».
بدوره اتهم عاكف حمزة جابي، مستشار زعيم حزب الشعب الجمهوري والعضو في البرلمان عن الحزب، أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بالتحالف غير المباشر مع تنظيم داعش وتقديم كل أنواع الدعم لجميع التنظيمات الإرهابية في سورية.
وفي حديث لقناة «خلق تي في» التركية، قال جابي: إن «أجهزة الأمن والاستخبارات التي كانت على علم بتحركات الانتحاريين لم تفعل أي شيء لمنعهم من القيام بأعمالهم الإرهابية»، مشيراً إلى أن أردوغان وداود أوغلو لم يتحدثا أبداً عن داعش كتنظيم إرهابي إلا في سياق حديثهما عن حزب العمال الكردستاني. وأشار إلى تصريحات داود أوغلو «المعاتبة لتنظيم داعش الإرهابي لعدم الوفاء ونكران الجميل»، مؤكداً أن ذلك اعتراف واضح من داود أوغلو بالتحالف مع التنظيم الإرهابي وما قدمته أنقرة له طوال السنوات الماضية.
وطالب جابي أردوغان وداود أوغلو بأن «يعترفا بالخطأ ويعيدا النظر في مجمل تفاصيل السياسة الخارجية خاصة مع سورية ومصر والعراق»، لافتاً إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة لحل الأزمة في سورية.