نقل عنه يوشينكو استعداده لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وخوضها … الرئيس الأسد لوفد روسي: القضاء على التنظيمات الإرهابية سيؤدي إلى حل سياسي
وكالات :
أكد الرئيس بشار الأسد أن القضاء على التنظيمات الإرهابية من شأنه أن يؤدي إلى «الحل السياسي الذي نسعى إليه في سورية وروسيا»، فيما نقل عنه أحد البرلمانيين الروس استعداده لتنظيم انتخابات (برلمانية ورئاسية) بمشاركة كل القوى السياسية التي تريد ازدهار سورية، حين «تتحرر» البلاد من تنظيم داعش الإرهابي، وأنه يمكن أن يشارك فيها «إذا لم يكن الشعب معارضاً» لذلك.
والتقى الرئيس الأسد أمس وفداً روسياً يضم شخصيات برلمانية واجتماعية برئاسة سيرغي غافريلوف رئيس لجنة شؤون الملكية في مجلس الدوما الروسي، حسبما نقلت وكالة «سانا» عن بيان رئاسي.
وحسب البيان، جرى خلال اللقاء تأكيد عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين السوري والروسي وأهمية تعزيز هذه العلاقات بشكل أكبر وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية إضافة إلى الجوانب الأخرى وعلى رأسها الاقتصادية. من جانبه، أعرب الرئيس الأسد عن تقديره للمواقف الروسية الداعمة للشعب السوري والتي تجلت مؤخراً في دعم القوى الجوية الروسية للقوات المسلحة السورية في حربها ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن الموقف الروسي هو كتابة تاريخ جديد لأن هذه الحرب ستحدد مستقبل المنطقة والعالم والانتصار ضد الإرهاب سيحمي ليس سورية فقط بل جميع الدول.
وأكد الرئيس الأسد أن القضاء على التنظيمات الإرهابية من شأنه أن يؤدي إلى الحل السياسي الذي نسعى إليه في سورية وروسيا ويرضي الشعب السوري ويحفظ سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.
من جانبهم، شدد أعضاء الوفد الروسي خلال اللقاء، حسب البيان، على أن الشعب الروسي يدعم الجهود التي يبذلها الرئيس الأسد في مكافحة الإرهاب، والتي تضع الأسس لإعادة السلام والاستقرار إلى سورية، ومن شأنها تشكيل نظام عالمي جديد قائم على أساس عادل.
وأعربوا عن اعتقادهم بأن التأييد الذي حصل عليه قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشاركة القوى الجوية الروسية في الحرب ضد الإرهاب في سورية في مجلس الدوما يعبر عن تأييد كل مكونات المجتمع الروسي لأن الحرب هي حرب واحدة والصراع هو ضد عدو مشترك ولا بد من الانتصار فيه.
وبعد لقاء استمر ساعة ونصف الساعة مع الرئيس الأسد، قال عضو البرلمان الروسي عن الحزب الشيوعي ألكسندر يوشينكو في تصريح نقلته وكالة «أ ف ب» للأنباء: «إنه (الرئيس الأسد) مستعد لتنظيم انتخابات بمشاركة كل القوى السياسية التي تريد ازدهار سورية»، لكن فقط حين «تتحرر» سورية من جهاديي تنظيم داعش. وأضاف يوشينكو: إن الرئيس الأسد ينوي المشاركة في الانتخابات «إذا لم يكن الشعب معارضاً» لذلك. وتابع «هو واثق من نفسه تماماً».
ووفق ما نقل موقع «روسيا اليوم»، فإن يوشينكو قال في حديث مع وكالة «تاس» الروسية للأنباء، إن الرئيس الأسد أعرب خلال اللقاء مع الوفد الروسي، عن «استعداده لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، إذا دعت الحاجة لذلك».
وقال يوشينكو نقلاً عن الرئيس الأسد إنه «مستعد لبحث إمكانية إضافة تعديل على الدستور، وإعلان إجراء انتخابات (رئاسية) وبرلمانية، وأنه مستعد كذلك، إذا ما أراد الشعب السوري لخوض الانتخابات الرئاسية».
ووصل الوفد الروسي الى دمشق يوم الجمعة الماضي، ورافق شحنة من المساعدات الإنسانية للشعب السوري شملت مستلزمات طبية وأغذية أطفال. وتأتي الزيارة بعد أيام من زيارة قام بها الرئيس الأسد لموسكو حيث أجرى محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد الرئيس الأسد خلال لقاء القمة الذي جمعه في موسكو مع الرئيس بوتين الثلاثاء الماضي ضرورة وقف جميع أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية وفتح المجال أمام الشعب السوري لتقرير مستقبل بلاده بنفسه.
وذكر يوشينكو حسب «روسيا اليوم»، أن الرئيس الأسد قبل الحديث عن الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في بلاده، عبّر عن إعجابه الشديد بفعالية العملية الجوية الروسية التي فاقت كل التوقعات، وأذهلت الأميركيين أنفسهم.
وأشار إلى إعلان الرئيس الأسد أمام الوفد البرلماني الروسي أنه بانتظار زيارة رئيس البرلمان الروسي سيرغي ناريشكين، ونائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين إلى دمشق.
وتابع يوشينكو أن الرئيس الأسد عبر كذلك عن «ترحيبه بزعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف وحملنا التحية له.. الرئيس الأسد يرى في الحزب الشيوعي الروسي وريثاً للحزب الشيوعي السوفييتي الذي ساعد في إحياء الأمن والاقتصاد في سورية خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضي… الرئيس الأسد وجه الدعوة إلى البرلمانيين الروس في الدوما ومجلس الاتحاد الروسي، وأشاد بشكل كبير بالرسالة التي حملناها إليه».
وأشار يوشينكو إلى أن الرئيس الأسد ربط بين الأزمتين السورية والأوكرانية، واعتبر أن مهندس الأحداث في البلدين هو جهة واحدة.
ونقل عن الرئيس الأسد القول إنه «ورغم التباين بين سورية وأوكرانيا، إلا أن مهندس ما يحدث فيهما، هي جهة واحدة، وأن التحكم بالعنصريين في أوكرانيا وإرهابيي داعش في سورية يتم من مركز واحد، وأن الولايات المتحدة تريد بذلك الضغط على روسيا من جهة، وبث الفوضى، والإرهاب على امتداد أوراسيا من جهة ثانية».
وذكر يوشينكو أن الرئيس الأسد دعا الشركات الروسية للمشاركة في إحياء الطاقات الصناعية والاقتصادية في سورية، وبشكل خاص في مجال استكشاف واستغلال الثروات النفطية، وإعادة الإعمار في المناطق المحررة.