ثقافة وفن

فن التصوير.. إبداع وفكرة وموهبة … فندق جوليا دومنا يحتضن معرض «صورة» بمناسبة عيد رأس السنة السورية

| سارة سلامة

«الأكيتو» أو عيد رأس السنة السورية يصادف في الأول من نيسان من كل عام، و(بالسومرية: أكيتي سنونم) هو عيد رأس السنة لدى الآكاديين، البابليين، الآشوريين والكلدانيين، يبدأ في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً، ويعود الاحتفال بهذا العيد إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى.
واحتفاءً بهذا العيد أقام فندق «جوليا دومنا» معرضاً للفنّانين المصوّرين تحت عنوان «صورة»، شارك به عدد من الفنّانين المصوّرين وهم: فيصل الست، أنطوان مزاوي، هشام زعويط، سامر العيد، جلال شيخو، محمود سالم، جوني ناصر، سامر الست، رهف الجلاد، وتعتبر هذه المشاركة الأولى لسامر عيد الذي أحب من خلال المعرض أن يعرض صوراً جسدها تحاكي واقعاً مشغوفاً بالأمل والمحبة والنقاء تعكس الطبيعة بكل جمالها، هواية أحب أن يترجمها بمناسبة عيد رأس السنة السورية.
وقدم الفنان «أنطون مزاوي» أعمالاً عن البيوت التي تحتضنها منطقة دمشق القديمة، ورمزية هذه البيوت وأصالتها وعمقها التاريخي، مبيناً: «أنا محام ولكني مصور فوتوغرافي محترف بمعنى اللغة الفنية وقدمت شيئاً يليق بمناسبة عيد رأس السنة السورية خاصة أنني متعلق جداً بسوريتي، وجاءت مشاركتي بعد انقطاع دام اثنين وعشرين عاماً، فقدّمت في هذا المعرض أعمالاً عن البيت الدمشقي».
وبدوره قال «جلال شيخو» الذي يعمل مُدرِّساً في معهد الفنون التطبيقية، ورئيساً سابقاً لنادي فن التصوير الضوئي في سورية: «شاركت بثلاثة أعمال، الأوّل بورتريه لطفلة أُطلِق عليها تَسميّة الـ«موناليزيا»، والعمل الثاني لشخصٍ كبيرٍ في السنِّ، أمَّا العمل الأخير فهو من «أفاميا» هذا العمل له علاقة مباشرة بتاريخ سورية».
أما «محمود سالم» فشارك بثلاثة أعمال منها عن المسجد الكبير في «حلب»، وصورة عن مدينة «معلولا» الأثريّة، وصورة تمثل عامل النحاس، وهذه الصور هي جزء صغير من أرشيفي الفلميّ الكبير الذي يحتوي على آلاف الصور الملوّنة التي أوثق بها الحياة الطبيعية والسياحية في «سورية»، ويُعتبَر الأرشيف الذي أملكه من الصور الفلمية وهو مدرسة فوتوغرافية توثيقية للأجيال القادمة.
ويذكر أن تطور عيد رأس السنة السورية بدأ من احتفال زراعي نصف سنوي إلى عيد وطني سنوي للسنة الجديدة، حيث يحدث هذا العيد في تلك الفترة من السنة التي يكون الليل والنهار في حالة توازنٍ تام مع بعضهما البعض، ويتم إعلان قدوم الاعتدال الربيعي بأول ظهور للقمر الجديد في الربيع وذلك في نهاية آذار أو بداية شهر نيسان، وذلك وِفقاً لدورة القمر السنوية، مما يلقي الضوء على الاعتقادات السائدة في ذلك الوقت والتي تعتبر مشتركة بين الأكاديين والبابليين والآشوريين والسريانيين، حيث ساد الاعتقاد بأن حركة القمر السنوية ما هي إلا «حركة دائرية مغلقة»، تضمن الطبيعة من خلالها الخلود ومقومات استمرار الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن