سورية

بابا الفاتيكان دعا لإنهاء الحروب في سورية واليمن وليبيا ولمشاركة لقاح «كورونا» مع الدول الأشد فقراً … الرئيس الأسد يهنئ أبناء الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بعيد الفصح المجيد

| وكالات

هنّأ الرئيس بشار الأسد، أمس، أبناء الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بمناسبة عيد الفصح المجيد متمنياً لهم وللسوريين جميعاً دوام الصحة والخير والسلام.
وبينما دعا بابا الفاتيكان فرانسيس إلى وقف الحروب في كل من سورية واليمن وليبيا، وإلى تشارك اللقاحات ضد فيروس «كورونا» مع الدول الأشد فقراً، أكد أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك المطران كريكور كوسا أن سورية كانت وستبقى بلد السلام والمحبة.
وفي التفاصيل، فقد نقل وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام تهاني الرئيس الأسد إلى غبطة البطريرك جوزيف العبسي بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك، والقس بطرس زاعور رئيس السينودس الإنجيلي في سورية ولبنان، والرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية بدمشق، ونيافة المطران مار يوحنا جهاد بطاح رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك، والأب مالك ملوس راعي الكنيسة الكلدانية، ونيافة المطران جوزيف أرناؤوطي رئيس أساقفة دمشق لأبرشية الأرمن الكاثوليك، ونيافة المطران سمير نصار رئيس أساقفة دمشق المارونية، والأب بهجت قرقاش رئيس دير اللاتين بدمشق، ونيافة المطران أرماش نالبنديان رئيس أساقفة دمشق للأرمن الأرثوذكس، وإلى أبناء طوائفهم الكريمة بعيد الفصح المجيد، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا».
بدورهم عبّر رؤساء الطوائف المسيحية عن شكرهم للرئيس الأسد على تهنئته لهم بهذه المناسبة، متمنين له ولعائلته ولجميع السوريين دوام الصحة والعافية، معربين عن أملهم بأن يحمي اللـه سورية وشعبها وقيادتها وأن يرحم شهداءها ويشفي جرحاها، مؤكدين على ثقتهم التامة بقدرة سورية وشعبها على تجاوز تبعات الحرب الإرهابية والحصار واستعادة الأمن والاستقرار في كل ربوعها.
واحتفلت الطوائف المسيحية في سورية التي تتبع التقويم الغربي، بعيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام بإقامة الصلوات والقداديس في الكنائس ودور العبادة مع تطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بالتصدي لفيروس كورونا.
ففي كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك في حارة الزيتون بدمشق أقيم قداس ديني ترأسه غبطة البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك وعاونه النائب البطريركي العام المطران نيقولا أنتيبا وعدد من الكهنة الأجلاء في حين قامت جوقة الكاتدرائية بخدمة القداس.
وقال البطريرك العبسي في كلمة له: إن شهادة الرسل في القيامة لها أهمية كبيرة في موضوع الإيمان لأنها شهادة حياة وإن الكنيسة تدعونا إلى أن نستمر في حمل هذه الشهادة وأن نحول ونجدد حياتنا ونطابقها على فكر يسوع المسيح وأخلاقه كما حصل للرسل.
وأضاف: «لتشمل صلاتنا الناس أجمعين ولاسيما من يعانون العوز والضيق ولنصل من أجل بلدنا لترفع عنه جائحة الكورونا وتنقشع الغيمة التي ترخي بثقلها وسوادها عليه منذ سنوات ولنصل من أجل مواطنينا والمسؤولين عنا وفي مقدمتهم السيد الرئيس بشار الأسد.. لنصل من أجل شهدائنا وجيشنا ولنصل من أجل كنيستنا في العالم كله ومن أجل الكنيسة الجامعة ولنضع مكاناً في صلاتنا للغفران ولنصفح عن بعضنا البعض من أجل القيامة».
وتضرع البطريرك العبسي في ختام كلمته إلى اللـه تعالى أن يحفظ سورية وجيشها الباسل وشعبها وقائدها الرئيس الأسد.
وفي الكنيسة الإنجيلية الوطنية أقيم قداس ديني ترأسه القس بطرس زاعور الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية بدمشق رئيس السينودوس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان وشارك في القداس القس صموئيل حنا نائب رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سورية ولبنان.
وأشار القس زاعور في كلمته إلى أن سورية بتلاحم ووحدة أبنائها انتصرت على الحقد والإجرام والوحشية وشياطين العصر وأعداء الإنسانية، لافتاً إلى أن الشعب السوري عانى أشد وأقسى الظروف التي تذكرنا بآلام السيد المسيح ولاسيما من القتل والخطف والتدمير واليوم يعاني من حصار اقتصادي ظالم يستهدف أبناءه في لقمة عيشهم من خفافيش الظلام خارج وداخل هذا البلد من أعداء ومتآمرين وجشعين.
وتوجه القس زاعور إلى اللـه بأن ينصر ويحمي شعبنا وجيشنا وقائد الوطن الذي يقود دفة سفينتنا بحكمة إلى ميناء السلام والأمان والاستقرار والكرامة.
وختم القس زاعور بالقول: نصلي من أجل جميع الجرحى والمرضى ومن أصيبوا بوباء كورونا.
وفي كنيسة مار سركيس للأرمن الأرثوذكس بدمشق أقيم قداس ترأسه المطران أرماش نالبنديان مطران أبرشية دمشق وتوابعها للأرمن الأرثوذكس يعاونه عدد من الكهنة.
وقال المطران نالبنديان: إن «الفصح المجيد أعطى ثماراً عظيمة وأولى هذه الثمار أنه أسس لنا حياة جديدة ومنحنا القوة لنعيش حياة البر والقداسة ونمارس الأعمال الصالحة ونقدم صورة مشرقة عن المحبة»، مضيفاً: «في محبتنا واتحادنا السبيل إلى خلاصنا وخلاص وطننا والانتصار على المتآمرين على أمننا وسلامنا ومستقبلنا وليقوم وطننا سليماً ومعافى ولنعيش بسلام منحنين بإجلال أمام التضحيات التي قدمها وما زال يقدمها جيشنا العظيم وأبطاله الشهداء منهم ومن صمدوا منذ أكثر من عقد من الزمن في مواجهة كل ما يهدد أمننا واستقرارنا».
وتضرّع المطران نالبنديان بالدعاء إلى اللـه أن يمنح سورية وشعبها وجيشها النصر على أعدائها وأن يحمي الرئيس الأسد ويمنحه الصحة والقوة.
وفي كنيسة مار أنطونيوس «مطرانية دمشق المارونية» في باب توما بدمشق أقيم قداس إلهي ترأسه الأب جبرائيل غانم وقامت بخدمة القداس جوقة الكنيسة.
ولفت الأب غانم في كلمته إلى المعاني السامية للفصح المجيد وقال: «إن الاحتفال بهذا العيد هو لكل العالم للغني والفقير وللعبد والحر»، مشيراً إلى أن عودة السلام للعالم تكون عبر الاعتناء بالشباب وإبعادهم عما يضرّهم وتوجيههم لما ينفعهم، لافتاً إلى أن تعاليم السيد المسيح تؤكد على أن نحب بعضنا بعضاً وتدعونا إلى التسامح ومواجهة الشر بالخير وأن نغفر حتى لأعدائنا ومبغضينا.
على خطٍّ موازٍ، وصف بابا الفاتيكان فرانسيس في رسالة عيد الفصح صباح أمس، حسبما ذكر موقع «الفاتيكان» بالعربية، مواصلة النزاعات وسباقات التسلّح في خضم جائحة «كورونا» بأنها مخزية، قائلاً في عظته في كاتدرائية القديس بطرس قبل صلاة «بركة مدينة روما والعالم»: إن «الجائحة لا تزال مستمرة، الأزمة الاجتماعية والاقتصادية ثقيلة جداً، خصوصاً على الأكثر فقراً، وبالرغم من ذلك، وهذا مخزٍ، النزاعات المسلّحة لم تتوقّف والترسانات العسكرية تتعزز».
ودعا البابا دول العالم إلى مشاركة اللقاح مع الدول الأكثر فقراً، ووضع حدٍّ لـ«قرقعة السلاح» في سورية واليمن وليبيا، قائلاً: «عسى أن يضع المسيح، سلامنا، حدّاً لقرقعة السلاح في سورية الحبيبة التي دمّرتها الحرب، حيث يعيش الملايين في ظروف غير إنسانية، في اليمن وتُقابَل الأوضاع بصمت مدوٍّ ومخزٍ، وفي ليبيا حيث أخيراً باتت هناك بارقة أمل».
بدوره أكد أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك المطران كريكور كوسا، أن سورية كانت وستبقى بلد السلام والمحبة، حسبما ذكرت «سانا».
وهنأ المطران كوسا سورية بمناسبة عيد القيامة المجيد في القداس الحبري الذي حضره مساء أول من أمس السفير بسام درويش رئيس البعثة الدبلوماسية السورية بمصر ونائب رئيس البعثة سعود عباس.
وصلّى المطران كوسا من أجل أن يعم السلام سورية وسائر المنطقة والعالم وأن يبعد عنها الشرور وأن يحل عليها الأمان وينهي الأزمات التي تمر بها.
ونوّه بأن قيامة المسيح تدعو لأن تكف الحروب وتنتهي وأن يعبر العالم الشر وأن تكون المحبة لغة الجميع ورسالتهم، وقال: «قيامة المسيح حياة لنا أفضل»، مضيفاً:»نطلب من الرب يسوع أن يمنحنا القوة وأن تنتهي الحروب التي تضر بالجميع».
وحضر القداس عدد من قيادات الدولة المصرية لتقديم التهنئة بعيد القيامة المجيد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن