رياضة

جبلة في الكأس طموحه مشروع

| جبلة - خالد عكو

استطاع جبلة بخبرة مدربه ورجولية لاعبيه الإفلات من قبضة الشرطة والتغلب عليه في ربع نهائي كأس الجمهورية بكرة القدم بهدفٍ وحيدٍ بتوقيع حمزة الكردي ليحجز له مقعداً بين كبار كرة القدم السورية في نصف نهائي كأس الجمهورية، وذلك في المباراة التي جرت بينهما أمس الأول في حمص.
هذا الوصول لم يكن عن عبثٍ أو فراغٍ خاصةً أن الفريق هذا الموسم حقق ما لم يحققه منذ سنواتٍ عديدةٍ، متجاوزاً محطات الآلام والدموع في السنوات السابقة والتي عانى فيها دائماً الفريق من شبح الهبوط في الدوري.
كان لاستلام الكابتن عمار الشمالي قيادة الفريق والتأني في بنائه لبنةً لبنة أهم ركائز النجاح، وتوج بالوصول إلى مركزٍ دافئٍ وآمنٍ في الدوري، بالإضافة للوصول لنصف نهائي كأس الجمهورية.
وما يميز الفريق حالياً هو وجود حالةٍ من خليط الشباب والخبرة بالإضافة لمدربٍ يستطيع قراءة المباراة جيداً.
التقينا بالمدرب عمار الشمالي ليحدثنا عن وصول الفريق إلى هذا الدور المتقدم من كأس الجمهورية، فأخبرنا أن الفوز على الشرطة في الدور ربع النهائي والوصول لنصف النهائي يعني الكثير للفريق ولأبناء النادي، حيث إن مواجهة الشرطة لم تكن سهلةً، وبخاصة أن المباراة لم يكن فيها حل وسط ولا تقبل القسمة على اثنين، وكل مدرب حاول زج كل أوراقه في المباراة، ولكن استطاع فريقه في النهاية إحراز هدفين عن طريق حمزة الكردي، أحدهما تم إلغاؤه ولكن بعد التحليل تبين صحة الهدف، وبالتالي الفريق استحق التأهل لهذا الدور بجدارةٍ واستحقاقٍ.
وعن مواجهة الكرامة أو الوثبة في نصف النهائي تحدث الشمالي بأن المرحلة القادمة هي الأصعب. وأنهم سيواجهون فريقاً يصنف من الأفضل في الدوري السوري، سواءً كان الكرامة الذي بني على أساس نيل لقبٍ هذا الموسم، أو الوثبة الذي حقق كأس الجمهورية الموسم الماضي. ولكن مع هذا كله فإنه يملك الثقة بفريقه وإمكانياته. وبأنهم قادرون على تجاوز الخصم والوصول للمباراة النهائية وذلك سيكون بمنزلة حلم لعشاق النادي، بعد أكثر من عشرين عاماً على التتويج بلقبهم الوحيد.
تلك العشرون عاماً عاش النادي فيها أسوأ أيامه وأحزانه، ولكنهم استطاعوا هذا العام القيام بنقلةٍ نوعيةٍ في النادي، بالانتقال به من حالة الهبوط أو الصراع على الهبوط، إلى المنافسة على لقب كأس الجمهورية، وإثبات ذاتٍ ومنافسةٍ قويةٍ في الدوري.
ونوه الشمالي بأن هذا لم يأت بسبب اختلاف الإمكانيات المادية هذا الموسم، حيث إن الإمكانيات المادية هي نفسها المستعملة في المواسم السابقة، ولكن الذي اختلف هو عملية بناء الفريق، وروح الفريق التي تسود حالياً وتفاصيل كثيرة متعلقة بالجوانب التدريبية والفنية، حيث إنهم نجحوا في استغلال الموارد المالية المتاحة لبناء فريق ناجح ومنافس.

أبناء النادي
أشار الكابتن عمار أيضاً إلى أن هناك أمرٌ لم ينتبه له الكثير من المراقبين والمهتمين، وهو أن فريقهم في كل مباراة يشارك فيه على مدار الشوطين عشرة لاعبين من أبناء النادي، وهو أمرٌ صحيٌ وغير مسبوقٍ بتاريخ النادي، ولذلك فإن نجاحاتهم سببها اعتمادهم على مجموعةٍ متميزةٍ من اللاعبين يلعبون بروحٍ واحدةٍ وليس على نجومية لاعبٍ واحدٍ، مع عدم التقليل من أهمية ودور وجود هداف الدوري معهم ونجم الفريق محمود البحر.

تجربة سابقة
للشمالي تجربةٌ مميزةٌ في الكأس في السابق عندما كان لاعباً، حيث كان كابتن لفريق جبلة الذي حصد لقب الكأس عام 1999، بالإضافة إلى أنه هو الذي أحرز هدف التعادل لجبلة في اللحظات الأخيرة في النهائي أمام حطين مما قاد المباراة للركلات الترجيحية، وأيضاً سجل إحدى هذه الركلات، ما جعل الفريق يحصد لقبه الوحيد في الكأس، لذا سألنا الشمالي عن إمكانية تكرار هذا الإنجاز بوجوده مدرباً للفريق، وعن هذا قال: إن الاهتمام حالياً والتركيز منصب للوصول لنهائي الكأس، وسلم النجاح يرتقى إليه خطوةً خطوةً، وبإذن اللـه سيفرحون قلوب أبناء النادي بالوصول لنهائي كأس الجمهورية وبعدها يبدأ التفكير والتركيز على نيل اللقب.
ولا نغفل أن عمار الشمالي قاد فريق المصفاة لنهائي الكأس عام 2014 عندما خسر أمام الجيش بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي، وكله أمل تكرار إنجاز الوصول للنهائي مع ناديه الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن