توجه الاتحاد السوري لكرة السلة في الآونة الأخيرة نحو إقامة بطولات فرعية للمهارات الفردية لم يأت من فراغ، صحيح أنه مبني على تعميم الاتحاد الدولي لكرة السلة بعد اعتماد مسابقة المهارات الفردية ضمن نشاطاته الرسمية، لكن ذلك يعني أن المشاركة في البطولات الإقليمية والقارية والمؤهلة إلى بطولات العالم تنتظرنا، وعلينا ألا نفوت فرصة المشاركة وتحقيق الحضور الأولي على الأقل في أول بطولة لهذا النوع من التنافس.
بطولة المهارات الفردية بكرة السلة تحمل الكثير من الحكمة ولاسيما أنها تقام على مستوى الأشبال والشبلات، حيث تكتمل عملية بناء اللاعب في هذه المرحلة من العمر، وعندما يكون العمر تحت (15) سنة يكون اللاعب كالعجينة يمكن التحكم به وتشكيله بالشكل الصحيح والسليم، ومن هنا البداية لصناعة جيل جديد في كرة السلة السورية التي طالما تعاني ضعفاً عاماً في المهارات الأساسية للاعبي فرق الرجال والمنتخبات أيضاً، فكم من مباراة خسرناها بسبب ضعف التسجيل من الرميات الحرة، وكم من فرصة تأهل أضعناها بسبب الرعونة في التسجيل من خارج القوس، وكم من فوز فقدناه، لضياع لاعبينا في التسجيل من المسافات المتوسطة التي لم يعتادوا التركيز عليها، وكم من كرة مقطوعة وانعكست علينا بسلة مباغته وربما سلة وفاول، نتيجة التمرير الخاطئ وضعف التركيز.
بطولات المهارات الفردية بكرة السلة هي ليست مجرد نشاط تنافسي للوصول إلى الأوائل وتتويجه، وإنما هي حالة تربية وتنمية، وعندما تجد نجوماً كباراً في عالم كرة السلة السورية والعربية كالمهندسة سلام علاوي وجاك باشياني يشرفون بأنفسهم على هذه البطولات، ولا يكتفون بدور الإشراف بل يبادرون بمحبة وإخلاص إلى تعليم اللاعبين واللاعبات وتوجيههم نحو الأداء الأسلم والأصلح، ويعملون على إفادتهم من معارفهم الكبيرة على مر عشرات السنين، هنا نكون قد بدأنا واحدة من الخطوات المهمة والصحيحة في مشروع مستقبل كرة السلة السورية التي تأذت كثيراً خلال سنوات الحرب، والفاتورة ندفعها في فرق الكبار مع تراجع النسب الرقمية في الكثير من المزايا.
الخطوة الأولى والأهم بدأت مع انطلاقة بطولة المهارات الفردية، ولكن بانتظار الخطوة الأكثر أهمية وهي تشكيل منتخب من هذه المواهب والمشاركة به في البطولة الدولية التي تنتظرنا وهي مؤهلة إلى بطولة العالم، والأكثر أهمية من هذه وتلك أن يستمر الاهتمام بمسابقات كهذه للمهارات لترميم النقص الكبير الظاهر لدى مواهب سلتنا الواعدة والصاعدة.