سورية

مرتزقة «سليمان شاه» يتغلغلون في إفريقيا … طلائع إرهابيي النظام التركي من السوريين في أوكرانيا لقتال روسيا

| حلب- خالد زنكلو - دمشق- الوطن- وكالات

وصل نحو 130 مرتزقاً إرهابياً سورياً تابعين للنظام التركي إلى جبهات القتال المفترضة في أوكرانيا قادمين من ليبيا بعد اختفائهم ثلاثة أسابيع دون معرفة الجهة التي قصدوها، وذلك لقتال القوات الروسية في حال نشوب مواجهات مسلحة بين الدولتين إثر تصاعد النزاع بينهما، في وقت بدأ مرتزقة من هؤلاء بالتمدد إلى إفريقيا من بوابة الخدمات الإنسانية والعسكرية.
وأوضحت مصادر أهلية في مناطق ما يسمى «درع الفرات» التي يحتلها النظام التركي شمال شرق حلب، لـ«الوطن» أن «أقارب لهم (من المرتزقة) تواصلوا معهم أمس الثلاثاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الحدود داخل أوكرانيا، بالرغم من صدور قرار من الاستخبارات التركية بمنعهم من الاتصال بهم بأي شكل من أشكال التواصل».
مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي من اندماج التنظيمات الإرهابية في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق حلب، أكدت لـ «الوطن» أن طلائع إرهابيي بعض التنظيمات مثل «السلطان مراد» و«الحمزات» ممن انتهت خدمتهم في ليبيا بموجب عقودهم مع الاستخبارات التركية، وصلوا إلى أوكرانيا خلال اليومين الماضيين إثر انقطاع أخبارهم منذ 26 الشهر الماضي، وذهبت الظنون إلى أنهم توجهوا نحو الدول الأوروبية عبر البحر المتوسط، ولفتت إلى أنهم حطوا رحالهم في الأراضي الحدودية المتاخمة لنظيرتها الروسية كإجراء احترازي بهدف المشاركة في الحرب ضد روسيا في حال نشوئها.
وبينت المصادر، أن متزعمي التنظيمات المشكلة لـ«الجيش الوطني»، بُلغوا من قبل الاستخبارات التركية عن عزمها إرسال مرتزقة من تنظيماتهم إلى أوكرانيا بشرط عدم نشر الخبر في أوساط إرهابييهم كي لا تغضب روسيا، وطلبوا منهم البدء بتجهيز قوائم بأسماء المرتزقة وتحديد مواقع سرية لتدريبهم قبل التحاقهم بجبهات القتال، إذا استدعت تطورات الموقف بين روسيا وأوكرانيا ذلك.
ولفتوا إلى أنه، وعلى الفور، باشر متزعمو التنظيمات الممولة من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، والتي سبق أن أرسلت إرهابيين إلى ليبيا وأذربيجان ترضى الاستخبارات التركية عنّهم، بزج أسماء أقاربهم وأصدقائهم ومعارفهم في قوائم الأسماء المزمع الإفراج عنها، لأن مبلغ العقد للقتال ضد روسيا، والذي رشحت تسريباته أنه يبلغ حوالي 4 آلاف دولار، وهو يعادل ضعف المبلغ السابق للقتال في ليبيا وأذربيجان.
وتوقعت أن يصل عدد المرتزقة السوريين المطلوب تجنيدهم وإرسالهم إلى أوكرانيا، بطلب من رئيس الحكومة الأوكرانية لنظيره التركي قبل أسبوع، إلى 7 آلاف مرتزق قابل للزيادة حسب الأوضاع الميدانية المرتقبة بين القوات الروسية والأوكرانية اللتين نشرتا جنوداً وعتاداً عسكرياً في المناطق الحدودية المشتركة بينهما في الأيام الأخيرة.
وعلى خط موازٍ تحدّثت تقارير عن أنّ المرتزق المدعو محمد الجاسم والملقب «أبو عمشة» متزعم ميليشيا «سليمان شاه» التابعة للاحتلال التركي ومتزعمين آخرين، بدأوا بالتمدّد إلى إفريقيا من بوابة الخدمات الإنسانية والعسكرية، حسبما ذكرت، قناة «سكاي نيوز العربية».
وأشارت القناة الى تداول مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر فيه تجمهُر فقراء أمام سلل من المساعدات الإنسانية، مرفق بصوت أحد الأشخاص يتحدّث لغة عربية ركيكة، يقدّم الشكر نيابةً عن فقراء الكاميرون، لـ«أبو عمشة».
وأشارت مصادر في مدينة عفرين المحتلة من قبل النظام التركي، حسب القناة إلى أنّ «أبو عمشة» أرسل للمرّة الثالثة «مساعدات إنسانية»، بالتنسيق مع منظمة «تيكا» التركية الإغاثية إلى الكاميرون، وهو بصدد إرسال معونات إلى موزمبيق.
وأفادت المصادر بأنّ قادة مجموعات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي، باتت بعد ليبيا وأذربيجان في سباق التمدّد في إفريقيا من بوابة الخدمات الإنسانية والعسكرية التي ينشّط فيها مسلحو تنظيم داعش الإرهابي، السّاعي لإحياء نشاطه في القرن الإفريقي، بعد انهياره في سورية والعراق.
وبينت المصادر أنّ «أبو عمشة» واحد من بين عدّة متزعمين ممّن يحملون الجنسية التركية والسورية، اشتروا أملاكاً في الكاميرون وموزمبيق، وانه سينتقل إلى محطات جديدة مثل مالي وكينيا وغيرها في القارّة السمراء، في وقتٍ تنشّط فيه التنظيمات المتطرّفة، كـداعش والقاعدة وبوكو حرام وجماعة الشباب الصومالية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن