سورية

جيفري يؤكد أن الرؤى والعلاقات بين أميركا والنظام التركي ليست متقاربة

| وكالات

الصفدي وبيدرسون: لحل سياسي في سورية ينهي الإرهاب ويحفظ سيادتها ويعيد لها أمنها واستقرارها
ركزت مباحثات جرت بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون على أهمية تكثيف الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية بما يحقق آمال الشعب السوري في وقف القتل والتدمير ودحر الإرهاب، ويعيد لسورية أمنها واستقرارها، ويحفظ سيادتها ووحدة أراضيها، وينهي التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، ويوفر العودة الطوعية للاجئين.
وخلال المحادثات التي جرت عبر الهاتف، أعرب الصفدي، حسب وكالة «عمون»، عن دعم الأردن للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وفقاً للقرار الأممي 2254، ودفع الأطراف السورية باتجاه تحقيق تقدم في العملية السياسية وبما يشمل مسار اجتماعات لجنة مناقشة تعديل الدستور.
وأضاف الصفدي: إنه «في الوقت الذي نسعى فيه لتحقيق تقدم في مسار الحل السياسي للأزمة لابد من اتخاذ خطوات عملية لتحسين الظروف المعيشية للسوريين في مختلف المناطق السورية، بما في ذلك الجنوب السوري، الأمر الذي يخدم تثبيت الاستقرار في سورية».
واتفق الصفدي وبيدرسون على مواصلة التنسيق والتشاور حول جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وتوفير الدعم اللازم للسوريين الذين يستضيفهم الأردن والمجتمعات المستضيفة لهم.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال كلمة له في مؤتمر «فالداي»، حول الشرق الأوسط، الذي عقد في 31 الشهر الماضي، وجود أدلة لدى روسيا على أن الولايات المتحدة الأميركية تستخدم تنظيم داعش الإرهابي لعرقلة العمليات التي ستؤدي إلى تسوية في سورية بمشاركة كاملة من الحكومة الحالية.
وكشف لافروف، أن هناك اتفاقاً على أن تتضمن الجولة المقبلة للجنة مناقشة الدستور نصراً جديداً يميزها عن كل الجولات السابقة، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأضاف: «الاجتماع المقبل للجنة الدستورية الذي كان مقرراً قبل حلول شهر رمضان ولا نزال نأمل في إمكانية إجرائه في موعده، يتوقع أن يكون جديداً نوعياً»، مشيراً إلى أنه للمرة الأولى تم الاتفاق على أن يعقد رئيسا الوفدين الوطني أحمد الكزبري والمعارضة هادي البحرة خلال الاجتماع لقاء مباشراً بينهما.
وأشار لافروف، إلى أن موسكو تعمل عبر اتصالاتها مع بيدرسون وممثلي الحكومة و«المعارضة» السوريتين، على دفع الأطراف للتقارب، موضحاً أن بيدرسون عبّر عن ترحيبه بهذا الاتفاق، «الذي ساعدت روسيا في التوصل إليه ونأمل بأن يتحقق»، بينما أكد بيدرسون قبل يومين من تصريحات لافروف أنه يعمل على إجراء اتصالات من أجل تنظيم جولة سادسة من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور.
إلى ذلك، وحسب وكالة «الأناضول» التركية، أشار الممثل الأميركي الخاص السابق الى سورية جيمس جيفري، إلى أن النظام التركي والولايات المتحدة شريكان مقربان للغاية في سورية، ويمكنهما العمل معاً فيها.
وأشار جيفري إلى ضرورة قراءة الحقائق الجديدة في سورية جيداً واتخاذ الموقف وفقاً لذلك، في حال عدم وجود حل كامل، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لا تريد تخصيص أموال وموارد عسكرية كثيرة للشرق الأوسط في الفترة الجديدة، لذلك ستعمل مع شركاء إقليميين في المنطقة، ومشيراً إلى أن واشنطن تعمل بالتنسيق مع النظام التركي في ملفين مهمين في المنطقة هما إدلب في سورية وطرابلس في ليبيا.
وفي تقييمه للمسار المحتمل للعلاقات بين رئيس النظام التركي رجب أردوغان ونظيره الأميركي جو بايدن، أكد جيفري أن أولوية بايدن في الوقت الراهن هي مكافحة جائحة كورونا، والتوازنات السياسية الداخلية، والمنافسة مع الصين، وتغير المناخ.
ولفت إلى أنه اقترح على إدارة بايدن الاستمرار في سياسات «واقعية» و«كيسنجرية»، كتلك التي اتبعتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، مشيراً إلى أن العلاقات التركية الأميركية تمر الآن بفترة هدوء، وأنه متأكد من أنها سوف تتحسن خلال الفترة المقبلة.
وأضاف جيفري: إن الرؤى بين البلدين وكذلك العلاقات ليست متقاربة، إلا أنها تشهد فترة من الهدوء في هذه الأثناء، وأنها سوف تتجه نحو التحسن خلال الأشهر الـ 6 المقبلة، وتابع قائلاً: «ليس هناك هامش كبير للخطأ الآن، ستستمر هذه العلاقات لكونها مهمة، لكن بمستوى أقل مما رأيناه في الفترات السابقة».
وزعم جيفري أن سبب وجود قوات الاحتلال الأميركي في سورية هو محاربة تنظيم داعش الذي لا يشكل مصدر تهديد لسورية وتركيا والعراق فقط، بل للمنطقة بأكملها بما في ذلك أوروبا، مضيفاً: إن شريك أميركا الوحيد في محاربة داعش على الأرض كان ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد»، حسب قوله.
وبيّن جيفري أن الولايات المتحدة لم تقدم وعوداً لميليشيات «قسد» بإقامة دولة في المنطقة، قائلاً: «لا، لم نفعل ذلك أبداً، قلنا لهم هذا في كل مرة، حتى إننا كنا حذرين عند التواصل مع الإدارة الذاتية التي أسسوها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن