عربي ودولي

وزير خارجية لوكسمبورغ: أردوغان يستمر بانحرافه الاستبدادي

| وكالات

عمقت فضيحة «الأريكة» الخلافات بين النظام التركي والاتحاد الأوروبي مع تواصل الأخير في توجيه الانتقادات الحادة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على خلفية سياساته الهدامة داخلياً وخارجياً.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين» تعرضت لموقف محرج وإهانة بروتوكولية أثناء زيارتها الثلاثاء الماضي إلى تركيا برفقة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل حيث تركت واقفة خلال اللقاء مع أردوغان بسبب نقص الكراسي وهو ما أطلق عليه اسم «فضيحة الأريكة».
وزير خارجية لوكسمبورغ جان إسيلبورن أكد في حوار مع وكالة الصحافة الفرنسية أنه لا يجب على الاتحاد الأوروبي الالتزام بتحديث الاتحاد الجمركي ونظام منح التأشيرات للأتراك إذا استمر الرئيس رجب طيب أردوغان في «انحرافه الاستبدادي».
وقال إسيلبورن إن «الاتجاه الذي اتخذته تركيا مقلق للغاية» مشيراً إلى أن «أردوغان يتجه نحو الاستبداد وليس مستعداً لتطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي».
وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي وصف أمس الأول أردوغان على خلفية إهانة رئيسة المفوضية الأوروبية «بالديكتاتور» وقال «شعرت بغضب كبير حيال الإذلال الذي تعرضت له رئيسة المفوضية من جانب هؤلاء.. ولنسمهم كما هم.. الديكتاتوريون» فيما علقت عضو البرلمان الأوروبي صوفي إنت ويلد في صفحتها على موقع تويتر قائلة إن «الحادث لم يكن مصادفة.. وكان أمراً متعمداً».
وعبرت الكتل السياسية الكبرى في البرلمان الأوروبي عن غضبها حيال هذه الإهانة البروتوكولية بعد تداول صور ومقاطع فيديو لفون دير لاين في حالة ذهول وحرج إثر اكتشافها عدم وجود مقعد مخصص لها إلى جانب كل من أردوغان وميشيل.
وعبر كل من البرلمانيين الأوروبيين مانفريد ويبير رئيس مجموعة الديمقراطيين المسيحيين وإيراتكس بيرز رئيسة مجموعة الاشتراكيين عن صدمتهما للصورة المؤسفة التي ظهرت بها مؤسسات الاتحاد الأوروبي في تركيا وقالت بيرز في تغريدة عبر تويتر: «بداية ينسحبون من اتفاقية إسطنبول والآن يتركون رئيسة المفوضية الأوروبية دون مقعد في زيارة رسمية.. إنه أمر مخزٍ» في إشارة إلى انسحاب النظام التركي من اتفاقية دولية لمكافحة العنف ضد المرأة.
وطالبت رئيسة كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين الإسبانية إيراتشي غارسيا بيريز بعقد جلسة استماع لرئيسي المفوضية والمجلس لتوضيح ما حصل ومعرفة كيفية فرض احترام المؤسسات الأوروبية.
وفي السياق وجهت الصحافة الغربية أيضاً انتقادات لنظام أردوغان حيث أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى ما سمتها «اللحظة المحرجة» عندما تركت رئيسة المفوضية الأوروبية واقفة الأمر الذي تسبب في «أزمة دبلوماسية».
إلى ذلك تحدثت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عما إذا كانت الدبلوماسية باتت جزءاً من المسرح وتم تمثيلها من مجموعات متقنة الصنع قائلة «إن الخطأ البروتوكولي حول زيارة رفيعة المستوى قام بها قادة الاتحاد الأوروبي إلى تركيا إلى دراما عالية» واصفة هذا التصرف باعتباره «رمزاً لكيفية معاملة النظام التركي للمرأة».
صحيفة ديلي ميل البريطانية نقلت عن إريك مامر المتحدث باسم رئيسة المفوضية الأوروبية قوله إن «تركيا انتهكت البروتوكول من خلال عدم منحها كرسياً لرئيسة المفوضية التي قررت التغاضي وإعطاء الأولوية للجوهر على البروتوكول إلا أن هذا لا يعني أنها لا تولي أهمية للحادثة».
وكان سازكين تانري كولو عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري أكد خلال تشرين الأول الماضي أن أردوغان مسؤول عن كل المشاكل التي تعانيها تركيا على الصعيدين الداخلي والخارجي وعن تردي العلاقات التركية الخارجية مشدداً على خطورة سياسات أردوغان ولاسيما تجاه سورية وليبيا وبحر إيجة والبحر المتوسط ومنطقة القوقاز وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن