طهران تخطط لإقامة مستشفيات ميدانية في صنعاء وصعدة…اليمن نحو اختبار الهدنة ومبعوث الأمم المتحدة الجديد يصل إلى صنعاء
جددت مقاتلات التحالف غاراتها بشكل مكثف على مواقع متفرقة بصنعاء عشية الهدنة الإنسانية المؤقتة التي بدأت رسمياً مساء أمس الثلاثاء. يأتي ذلك على حين قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن مبعوث الأمم المتحدة الجديد لليمن وصل إلى العاصمة صنعاء أمس قبل ساعات من سريان وقف لإطلاق النار بين دول الخليج العربية وجماعة الحوثي.
ويسعى الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ إلى حث الجماعات المسلحة المتناحرة في اليمن إلى التوصل لاتفاق سياسي ينهي المعارك المستمرة والقصف الذي تقوده السعودية منذ ستة أسابيع.
وقال سكان محليون: إن غارات التحالف تركزت على جبل نقم شرق صنعاء وعدد من المواقع المحيطة بالعاصمة، مؤكدين سماع دوي انفجارات تهز أرجاء صنعاء.
يذكر أن طيران التحالف شن الإثنين ما لا يقل عن 25 غارة، استهدفت أحد مخازن الأسلحة التابعة للحوثيين، بجبل نقم، شرقي العاصمة صنعاء، ما أسفر عن انفجارات عنيفة. وفي وقت لاحق من مساء الإثنين، أكد مسؤول في الشرطة اليمنية سقوط 32 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 150 جريحاً، نتيجة الغارات التي شنتها طائرات التحالف على القاعدة العسكرية في جبل «نقم»، شرق صنعاء، وتوقعت المصادر ارتفاع حصيلة القتلى.
وقد ذكرت وكالة «سبأ» للأنباء أن 15 مدنياً على الأقل قتلوا وجرح أكثر من 30 آخرين في الغارات التي نفذها التحالف على محافظة تعز.
من جانبه أعلن وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي، أمس أنه أعطى تصريحات لأكثر من 30 سفينة وهي جاهزة للانطلاق من معظم الدول وتحمل مواد غذائية ومشتقات نفطية.
وأضاف الأصبحي: إن سفناً تجارية ستصل إلى موانئ الحديدة وعدن والمكلا والمخاء، مؤكداً أنه قد تم التصريح لعشر سفن تحمل مشتقات نفطية دخلت منها سفينتان إلى الحديدة والبقية في طريقها إلى مختلف المحافظات، مشيراً إلى أنه سيتم تقديم معونات مالية سريعة والبدء في خطة النقل بالتنسيق والترتيب مع دول التحالف.
وقد رصدت اللجنة العليا للإغاثة مبلغاً قدره 30 مليون دولار لترتيب أوضاع العالقين اليمنيين في مصر والأردن والهند وجيبوتي وعدة دول أخرى وذلك من أجل إعادتهم إلى اليمن.
وتترقب الأوساط اليمنية، أن تترجم الهدنة التي حددها التحالف بقيادة السعودية لمدة 5 أيام قابلة للتمديد، على أرض الواقع نتائج إيجابية لجهة التخفيف من حدة المعاناة الإنسانية لسكان هذا البلد.
وكانت جماعة أنصار اللـه وحلفاؤها قد أبدوا موافقتهم على الهدنة، محذرين في الوقت نفسه من أنهم سيردون بقوة على أي خرق.
يشار إلى أن هذه الهدنة التي تخوض أول اختباراتها أمس تتماشى مع مبادرة طرحتها روسيا بهذا الشأن أمام مجلس الأمن الدولي في الرابع من نيسان الماضي، إذ دعت موسكو الأطراف اليمنية والشركاء الإقليميين والدوليين إلى توفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
إلى ذلك تواصل سفينة المساعدات الإيرانية طريقها إلى ميناء الحديدة في اليمن بعد انطلاقها الإثنين من ميناء بندر عباس. ووصلت السفينة إلى بحر عمان ظهر أمس على بعد 25 ميلاً من الساحل الجنوبي الغربي لجاسك على حين تواصل تحركها باتجاه شبه جزيرة رأس الحد العمانية، التي من المتوقع وصولها إلى ميناء الحديدة خلال أسبوع في حال واصلت إبحارها بالسرعة نفسها.
وتقوم طائرات القوى العسكرية المختلفة في بحر عمان سواء الطائرات الأميركية أم الإيرانية بطلعات استطلاعية روتينية، وعلى متن السفينة عدد من النشطاء الغربيين، إضافة إلى الفريق الصحفي المواكب وطاقم الهلال الأحمر الإيراني.
وتحمل السفينة الإيرانية 2500 طن من المواد الغذائية والطبية و120 ألف ليتر من الوقود وتهدف إلى مساعدة الشعب اليمني جراء الكارثة الإنسانية التي لحقت به، وخصوصاً أن المحاولات السابقة باءت بالفشل نتيجة منع التحالف هبوط أي طائرة تحمل مساعدات في مطار صنعاء.
وفي سياق متصل أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن إيران تخطط لإنشاء مستشفيات ميدانية في صنعاء وصعدة وإرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني عبر جيبوتي.
وأضاف بروجردي في تصريح أمس: «إننا نسعى لإيصال المساعدات الغذائية والدوائية بوساطة إمكانيات بعض الدول الجارة لليمن وإن الدولة الأقرب لليمن هي جيبوتي حيث نسعى عبرها لإرسال المساعدات الإنسانية»، مشيراً إلى أن إيران خططت لإنشاء مستشفيات ميدانية عدة في صنعاء وصعدة وتم اتخاذ الإجراءات التمهيدية لذلك. وأشار بروجردي إلى أن احتمال إقرار الهدنة في اليمن كبير جداً لأن «السعوديين يشعرون بالندم الشديد على عدوانهم على اليمن».
(رويترز- الميادين- أ ف ب)