الخبر الرئيسي

النظام التركي يتذكر «تتار القرم» ويؤكد دعمه لموقف كييف.. وأنباء عن إرسال إرهابييه إلى أوكرانيا! … موسكو تحذّر واشنطن من التصعيد وتدعوها لكبح التوترات

| الوطن

نحو مزيد من التصعيد ومحاولات التسخين المتعمّدة، تتجه الأوضاع على الحدود الروسية الأوكرانية، بدعم ودفع أميركي معلن وواضح، وبأدوات سبق واستخدمتها واشنطن على غير منطقة دولية، شكّل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وأدواته أحد أبرز عناوينها.
روسيا وعلى لسان نائب وزير خارجيتها سيرغي ريابكوف، دعت واشنطن مجدداً إلى اتخاذ نهج أكثر مسؤولية تجاه التوتر حول أوكرانيا، وقال ريابكوف: إن بلاده تنتظر من الولايات المتحدة تحرّكاً فعّالاً لكبح سياسة تصعيد التوترات التي تنتهجها السلطات في كييف»، موضحاً أن «موسكو لم ولن تخطط لإجراء اتصالات على مستوى عالٍ مع الولايات المتحدة بشأن التوتر حول أوكرانيا».
وأضاف ريابكوف: «لا توجد اتصالات مع ممثلين أميركيين على مستوى وزيري الدفاع والخارجية حول أوكرانيا والاتصالات التي جرت قبل نحو عشرة أيام تمت على مستويات أخرى وعن مواضيع أخرى».
التوضيحات والتصريحات الروسية المتتابعة، قابلها تصعيد أميركي متعمد، حيث أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أن بلاده سترسل سفناً حربية إلى البحر الأسود في الأسابيع القليلة المقبلة في إظهار الدعم لأوكرانيا، وقال المسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن البحرية تواصل تحليق طائرات استطلاع في الأجواء الدولية فوق البحر الأسود لمراقبة النشاط البحري الروسي وأي تحركات للقوات في شبه جزيرة القرم.
من جانبها أعلنت أنقرة العضو في حلف شمال الأطلسي، أن واشنطن ستنشر سفينتين حربيتين في البحر الأسود بدءاً من 14 و15 نيسان الجاري، وقالت وزارة الخارجية التركية: «أُرسل إلينا إخطار قبل 15 يوماً عن طريق القنوات الدبلوماسية بأن سفينتين حربيتين أميركيتين ستعبران إلى البحر الأسود بموجب اتفاقية مونترو، وستظل السفينتان في البحر الأسود حتى 4 أيار المقبل».
إعلان الخارجية التركية بخصوص السفن الحربية الأميركية، الذي اعتبر أول دخول رسمي تركي على خط الأزمة الروسية- الأوكرانية، تبعه دخول رسمي آخر أشد خطورة، سجله رئيس النظام أردوغان، الذي أعلن خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في إسطنبول، أن أنقرة عززت شراكتها مع أوكرانيا باجتماع المجلس الإستراتيجي رفيع المستوى، وذلك في تكرار لسيناريو أزمة إقليم «قره باغ» بين أرمينيا وأذربيجان.
أردوغان الذي أكد أن تركيا دافعت بقوة عن سيادة أوكرانيا ووحدة ترابها، أكد استعداده لتقديم كل الدعم الضروري لذلك، وتذكر تتار القرم، وقال: إن تحسين مستوى معيشة تتار القرم الذين اضطروا لمغادرة وطنهم، مسؤولية تاريخية وإنسانية.
وأكد دعم أنقرة لـ«منصة القرم» التي تهدف أوكرانيا من خلالها إلى توحيد المجتمع الدولي حول شبه الجزيرة، على حد تعبيره.
الموقف التركي والتذكير بتتار القرم، كشف على ما يبدو جزءاً من الدور التركي المرتقب في الأزمة الروسية- الأوكرانية، لاسيما بعد إعلان هيئة الأمن الفدرالي الروسية، قبل أيام عن إلقاء القبض على شخصين من أنصار تنظيم «هيئة تحرير الشام» الإرهابية، كانا يخططان لتنفيذ هجوم إرهابي في شبه جزيرة القرم.
وأكدت الهيئة في بيان لها أن الإرهابيين وبعد تنفيذ الهجوم، كانا يخططان للتوجه عبر أوكرانيا وتركيا إلى سورية للانضمام إلى صفوف المسلحين.
وكانت صحيفة «الوطن» كشفت الأسبوع الفائت عن وصول نحو ١٣٠ مرتزقاً تركياً من السوريين إلى جبهات القتال المفترضة في أوكرانيا قادمين من ليبيا بعد اختفائهم ثلاثة أسابيع من دون معرفة الجهة التي قصدوها، وذلك لقتال القوات الروسية في حال نشوب مواجهات مسلحة بين الدولتين إثر تصاعد النزاع بينهما.
وأوضحت مصادر أهلية في مناطق ما يسمى «درع الفرات» التي تحتلها تركيا شمال شرق حلب، لـ«الوطن» أن أقارب لهم تواصلوا معهم من الحدود داخل أوكرانيا، على الرغم من صدور قرار من الاستخبارات التركية بمنعهم من الاتصال بهم بأي شكل من أشكال التواصل.
وبيّنت المصادر أن متزعمي الميليشيات المشكلة لـ«الجيش الوطني»، بلّغوا من قبل الاستخبارات التركية عن عزمها إرسال مرتزقة من ميليشياتهم من القوات الخاصة إلى أوكرانيا شرط عدم نشر الخبر في أوساط إرهابييهم كي لا تغضب روسيا، وطلبوا منهم البدء بتجهيز قوائم بأسماء المرتزقة وتحديد مواقع سرية لتدريبهم قبل التحاقهم بجبهات القتال، إذا استدعت تطورات الموقف بين روسيا وأوكرانيا ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن