شؤون محلية

«الوطن» تنفرد بنشر تفاصيل برنامج اللقاح الخاص بـ«كورونا» في سورية … الصحة العالمية: 38 مليون دولار تكاليف الحملة ولم يحدد موعد وصول الدفعة الأولى

| محمود الصالح

كشفت ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق أكجمال مختوموفا لـ«الوطن» عن تأخر لقاحات «كوفاكس» التابعة لمنظمة الصحة العالمية، مضيفة: لم يتم تأكيد موعدها، ولكن من المتوقع وصولها في غضون أسابيع.

وأكدت مختوموفا أن الدفعة الأولى خصصت لتغطية العاملين الصحيين والعاملين على الخطوط الأمامية الذين هم على اتصال مباشر مع «كوفيد 19» والمعرضين لخطر الانتقال على أساس يومي.

وفي بيان لمنظمة الصحة العالمية و«اليونيسيف» حصلت «الوطن» على نسخة منه تضمن بياناً خاصاً ببرنامج العمل الخاص بتوفير لقاح «كوفيد 19» في سورية، وكذلك البرنامج التنفيذي لتوزيع اللقاح، أكدتا أنه في 25 آذار الماضي أعلمت المنظمة من قبل برنامج «كوفاكس» أن تسليم الجرعات من معهد المصل الهندي سيتأخر في آذار ونيسان الجاري، وأن أقرب موعد للتسليم قد يكون في أيار القادم، ويعود سبب التأخير في إمدادات جرعات اللقاح المنتج في المعهد إلى سورية وإلى دول عديدة أخرى على حد سواء، لزيادة الطلب على لقاحات «كوفيد 19» في الهند.

وبناء على برنامج «كوفاكس» تعد سورية واحدة من 92 دولة مؤهلة للحصول على اللقاحات اللازمة، وبالتنسيق مع التحالف العالمي للقاحات والتمنيع، تواصل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف تقديم المساعدة التقنية التفصيلية ومشاركة التوجيهات الإرشادية للسلطات الصحية الوطنية في سورية واللجان المنبثقة منها.

وأكدت المنظمة أن سورية وقعت على الجزء الأول (أ) من وثيقة طلب اللقاح من قبل وزير الصحة وتم إرساله إلى التحالف العالمي للقاحات والتمنيع في منتصف شهر كانون الأول الماضي، كما أعلن رئيس مجلس الوزراء السوري موافقة الحكومة على مبادرة اللقاح من خلال برنامج (كوفاكس)، حيث تم توقيع الجزء (ب) في الثالث من شباط الماضي وتم إرساله إلى التحالف العالمي للقاحات والتمنيع.

اللقاح الهندي

وأدرجت منظمة الصحة العالمية في منتصف شباط الماضي اللقاح الذي تنتجه الهند في معهد البلازما تحت قائمة أسماء اللقاح المستعملة أثناء الطوارئ. وفي وقت لاحق تم تأكيد تخصيص هذا اللقاح من قبل التحالف العالمي للقاحات والتمنيع خلال أيار القادم على أن يتم تسليم 912 ألف جرعة، ويعتمد التوزيع المقترح على التقديرات الحالية للقاحات المتوافرة في الشركات المصنعة.

تحديد الأولويات

وتم الاتفاق على أن المجموعات العالية الخطورة هي المجموعات المستهدفة في سورية حسب (كوفاكس) وهي القوى العاملة الصحية ويشكلون 3 بالمئة من السكان، وكبار السن ممن هم أكبر من 55 عاماً ويشكلون 13 بالمئة من السكان، والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة ويشكلون 5 بالمئة من مجموع السكان.

وفي الوقت الحالي تقوم السلطات الوطنية بجمع وتوحيد البيانات السكانية من جميع محافظات سورية الأربع عشرة، وتعتمد وزارة الصحة بشكل كبير على الآليات والطرق التي يتم التعامل فيها بما يخص أنشطة التحصين الروتينية في جميع أنحاء هذه المحافظات.

ووفقاً للاجتماع الذي عقد في السابع من شباط الماضي سيتم إجراء التطعيم المخطط له بنسبة 20 بالمئة وفقاً لــ3 مراحل مع تعديل الجرعات وفقاً للكميات المتاحة بوساطة (كوفاكس) وأرقام السكان المعدلة.

المرحلة الأولى وتستهدف 190 ألفاً من العاملين الصحيين و485450 من كبار السن. والمرحلة الثانية تستهدف 1.5 مليون من باقي كبار السن و1.13 مليون من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مترافقة، و300 ألف من أساتذة المدارس، و858 ألفاً من العمال الأساسيين في الدولة.

وعند تقديم الخدمة يتم التخطيط لاستخدام 76 مشفى كمراكز تطعيم، إضافة إلى 101 مرفق رعاية صحة أولية في جميع أنحاء البلاد، وسيتم تقديم الخدمات من قبل فرق المستشفى المدربة وموظفي التحصين الروتيني كجزء من الفرق الجوالة، وهذا العدد من المراكز والفرق بشكل أولي وهي خاضعة للتعديل بناء على التخطيط الجزئي الجاري، وسيكون لكل مشفى 3 فرق أو أكثر مخصصة للتخطيط المصغر لكل مرحلة من مراحل الحملة.

أما في الشمال الشرقي فسيتم التنفيذ حسب الخطة المتبعة لبرنامج التلقيح الموسع (البرنامج الوطني للقاح) من خلال 17 مرفقاً ثابتاً، إضافة إلى 105 فرق جوالة.

وتستهدف المرحلة الأولى من اللقاح القوى العاملة الصحية المعرضة للخطر، والعاملين في المجال الإنساني في الخطوط الأمامية، بغض النظر عن موقعهم.

وعن السجلات والبيانات التي سيتم اعتمادها لمنح وثائق السفر قال البيان: إنه ستقوم السلطات الوطنية بتقديم إثبات تطعيم بداعي السفر أو لأغراض تعليمية أو مهنية، كما ستحدد تلك البيانات وضع التطعيم من خلال الدراسات البيانية، وسوف توفر معلومات في حال حدوث آثار جانبية سلبية بعد التطعيم أو في حال الحصول على نتيجة إيجابية لاختبار كوفيد 19، كما ستوفر السجلات الوطنية بطاقة تطعيم البالغين وكبار السن، حيث تتم إضافة لقاحات كوفيد 19 عليها إضافة لأي لقاحات أخرى يوصى بها كما تحتوي هذه البطاقة على إرشادات بخصوص الجرعات المطلوبة لاستكمال دورة التطعيم.

تحديات

وأكدت المنظمة التزامها ببذل قصارى جهدها لمكافحة الفيروس في سورية وتأمين اللقاحات للشعب السوري، على الرغم من وجود الكثير من التحديات، ومن المهم معرفة أنه مع العلم أن برنامج (كوفاكس) هو الطريقة المثلى لتأمين اللقاحات لجميع أنحاء البلاد، ومن بين التحديات والأمور المجهولة التي يمكن أن تؤثر في نشر اللقاح هي عدم القدرة على تنبؤ التصنيع وتوافر اللقاح عالمياً، حيث لم يتم تحديد تاريخ وصول الدفعة الأولى من اللقاح المخصصة لسورية، وقد أعلمنا أن الشركة المصنعة – معهد المصل الهندي – ستعيد توجيه إنتاجها من اللقاح إلى الاحتياجات الهندية المحلية وبالتالي سيتم تأخير تسليم اللقاحات إلى سورية حتى أيار القادم، .

كما أن خيارات تأمين اللقاحات قد تكون محدودة على المدى الطويل، ما يؤدي إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية، كما الطفرات والمتغيرات الحالية لفيروس كوفيد 19 المنتشر في سورية غير معروفة، ما يصعب التنبؤ أو إثبات فعالية اللقاحات المقدمة. عدا أن تمويل دعم نشر اللقاح غير مؤكد ولا يمكن التنبؤ به، وهناك حاجة إلى وضع خطة طوارئ لضمان استمرارية تقديم اللقاحات عبر برنامج (كوفاكس) في الربعين الثالث والرابع من العام الحالي.

تكاليف اللقاح

تبلغ كلفة التشغيل التقديرية للمرحلة الأولى من إطلاق اللقاح من خلال برنامج (كوفاكس) التي تستهدف 3 بالمئة فقط خلال الربع الثاني من العام الحالي 7 ملايين دولار، أما المرحلة الثانية من إطلاق اللقاح فهي تستهدف 17 بالمئة من السكان كبار السن ومن ذوي الأمراض المزمنة وسيتم إعطاء اللقاح في الربعين الثالث والرابع من العام الحالي، وتقدر منظمة الصحة العالمية واليونيسيف العجز في التكاليف التشغيلية بمبلغ 32 مليوناً.

وفي التفاصيل يبلغ المجموع النهائي لميزانية جولتي اللقاح أكثر من 38.8 مليون دولار، موزعة بين نحو 15.1 موارد بشرية وحوافز، نحو 1.1 مليون تدريب ونحو 972 ألف دولار اجتماعات، ونحو 6.3 ملايين دولار سلسلة التبريد والإمدادات والخدمات اللوجستية، ونحو 5.5 ملايين دولار نقل، ونحو 2.5 مليون دولار الرصد والتقييم، ونحو 6.7 التعبئة المجتمعية.

يذكر أن سورية لا تعتمد فقط على برنامج «كوفاكس» لتوفير اللقاحات وتمكنت من الحصول عن طريق الأصدقاء والحلفاء على عدد من اللقاحات وبدأت حملة تلقيح الأطباء المتواجدين في خطوط الدفاع الأول، كما من المتوقع أن يصل 150 ألف جرعة من اللقاح الصيني وعدد آخر من اللقاح الروسي في القريب العاجل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن