عربي ودولي

تعرُّض شبكة توزيع الكهرباء بمنشأة نطنز النووية لحادث «بفعل فاعل» … إيران: الحرب ضدنا لم تقتصر على الاقتصاد ونحن من الدول المصدّرة للأدوية المشعة

| وكالات

أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي بأن الحادث الغامض الذي وقع فجر أمس الأحد في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم كان بفعل فاعل، وذلك بعد أن تعرضت شبكة توزيع الكهرباء في المنشأة لحادث من دون وقوع إصابات أو تلوث إشعاعي.
ووصف صالحي في تصريحات أدلى بها أمس، حادث نطنز بأنه «تحرك شائن وإرهاب نووي مدان»، مشدداً على أن هذا الحادث يمثل مؤشراً على عجز معارضي التقدم الصناعي والسياسي في إيران عن منع تطور ​الصناعة​ النووية في هذا البلد.
وأشار إلى أن حادث نطنز يدل على عجز معارضي المفاوضات النووية التي ترمي لرفع ​العقوبات الأميركية​ عن إيران، ودعا صالحي ​المجتمع الدولي​ و​الوكالة الدولية للطاقة الذرية​ إلى «التعامل مع ​الإرهاب​ النووي ضد إيران»، مضيفاً: إن طهران «تحتفظ بحقها في الرد على منفذي حادثة نطنز ومن يقف وراءهم ويدعمهم».
وتعهد رئيس المنظمة بأن تعمل إيران بجدية على تطوير صناعتها النووية ورفع العقوبات «لأجل إحباط مثل هذه التحركات اليائسة».
وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي في تصريح خاص لوكالة أنباء «فارس»: إن مجمع الشهيد أحمدي روشن لتخصيب اليورانيوم في نطنز تعرض لحادث فجر أمس، مؤكداً عدم وقوع إصابات بشرية أو تلوث إشعاعي نتيجة ذلك.
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني عن تشغيل القطاع الثاني لإنتاج الماء الثقيل في مفاعل «أراك» النووي، وأيضاً تجهيز وإطلاق خط إنتاج أجهزة طرد جديدة في مجمع الشهيد «أحمدي روشن» في منشأة نطنز.
هذا وأعلنت إيران افتتاح مركز جديد لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المتطورة في جبال «نطنز»، ويأتي ذلك بعد التفجير الذي تعرض له المركز السابق في تموز الماضي، حيث وجهت طهران الاتهام لـ«إسرائيل» بتفجيره.
بدوره أعلن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي عن تعرض بلاده لـ«أعمال إرهابية وتخريبية» على أيدي أعدائها.
وصرح حاتمي، خلال لقاء عقده أمس الأحد مع الموظفين في وزارته: بأن «إجراءات العدو في حربه ضد الشعب الإيراني لم تقتصر على الجانب الاقتصادي، وفي العام الماضي (الذي انتهى في 20 آذار حسب التقويم الإيراني) نفذ العدو أعمالاً إرهابية وتخريبية في مناطق من البلاد».
وأشار الوزير إلى أنه بين تلك الأعمال اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده في 27 تشرين الثاني الماضي، مشدداً على أن العمل الذي كان يؤديه هذا العالم لم يتوقف مع قتله بل أثمرت بحوثه في تطوير لقاح ضد فيروس كورونا اجتازت حتى الآن المرحلة الأولى من الاختبارات السريرية.
وفي استعراض لأحدث الإنجازات في مجال التكنولوجيا النووية التي دشنتها إيران، أشار علي أكبر صالحي حسب وكالة «إرنا» إلى أن «أغلبية الإنجازات التي تم تدشينها، والبالغ عددها 133 إنجازاً، تتعلق بالمجالات الزراعية منها أنظمة الإشعاع لتعقيم وإطالة عمر المنتجات الزراعية، بما في ذلك التمور وغيرها»، مضيفاً: إن «هنالك قسماً من الإنجازات يتعلق بمجالات الصحة».
وقال صالحي: «إن إنتاجنا من الأدوية المشعة يزداد كل عام، وعلى سبيل المثال قمنا بإنتاج دواء مشع تبلغ قيمة مثيله الخارجي 15 ألف يورو»، لافتاً إلى أنه «لدى إيران مشروع تترا البالغة قيمة معداته 60 مليون يورو لإنتاج الأدوية الإشعاعية، وأنه ستفتتح مرحلته الأولى في أيلول المقبل، وهو مشروع فريد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط».
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية: «لدينا الآن 15 نوعاً من أجهزة الطرد المركزي، حيث نمتلك IR8، وIR9، وIRS، وIR5، وIR7، الناشطة في الوقت الحاضر، وقمنا بتدشين سلسلة كاملة من جهاز الطرد المركزي IR6»، كاشفاً أنه «وفقاً لقرار مجلس الشورى (البرلمان)، يجب أن نقوم بإعداد ونصب ألف جهاز طرد مركزي من نوع IR6».
من جانبه جدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي مطالبة بلاده بإنهاء الحظر الأميركي المفروض عليها.
وقال عراقجي في حوار مع التلفزيون الإيراني: «نريد الرفع الكامل للحظر الذي يشمل جميع أشكال حظر الاتفاق النووي، إضافة إلى كل أشكال الحظر الذي فرض خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب»، مشدداً على أن طهران لا تؤمن بأسلوب الخطوة بخطوة بل برفع الحظر دفعة واحدة.
وكانت اللجنة المشتركة للاتفاق النووي قد اختتمت أعمال الجولة الثانية من اجتماعها الدوري الـ18 في العاصمة النمساوية فيينا أمس الأول واتفقت على عقد الاجتماع المقبل في الرابع عشر من الشهر الجاري، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تمسك بلاده بالرفع الكامل لجميع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة لأنها مخالفة للالتزامات الأميركية بموجب الاتفاق النووي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن