عربي ودولي

واشنطن ولندن تعلنان دعمهما أوكرانيا بمواجهة روسيا … موسكو: الدعوات لتشديد العقوبات علينا «بروباغندا سياسية» ولا أحد في الكرملين يتقبل فكرة نشوب حرب مع أوكرانيا

| وكالات

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أنه لا أحد في الكرملين يتجه نحو الحرب ضد أوكرانيا، بل لا أحد يتقبل مجرد طرح هذه الفكرة.
على حين أعلن وزيرا الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ونظيره البريطاني دومينيك راب دعمهما أوكرانيا في مواجهة «الاستفزازات الروسية» حسب تعبيريهما.
وفي تصريحات لبرنامج «موسكو. الكرملين. بوتين» الأسبوعي الذي يبثه الصحفي بافل زاروبين على قناة «روسيا 1» التلفزيونية، قال بيسكوف أمس الأحد: «بالطبع لا ينوي أحد التوجه نحو حرب (مع أوكرانيا) ولا أحد يتقبل حتى مجرد فكرة إمكانية نشوب مثل هذه الحرب».
وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أنه «لا يوجد هناك أيضاً من يتقبل فكرة إمكانية نشوب حرب أهلية في أوكرانيا».
مع ذلك فقد جدد بيسكوف اهتمام موسكو بأمن أهالي منطقة دونباس الناطقين باللغة الروسية، في ظروف احتدام النزاع المسلح هناك، قائلاً: «لم تكن روسيا أبداً طرفاً في هذا النزاع. لكن روسيا قالت دوماً إنها لن تبقى غير مكترثة بمصير الناطقين باللغة الروسية الذين يقطنون في جنوب شرق البلاد».
وتشهد منطقة دونباس في الأسابيع الأخيرة تصاعداً أمنياً ملحوظاً وسط تبادل السلطات الأوكرانية وقادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك «الشعبيتين» (غير المعترف بهما) اتهامات بخرق وقف إطلاق النار على خط التماس بين الطرفين. وتتهم أوكرانيا وبعض الدول الغربية روسيا بحشد قوات ضخمة على حدود أوكرانيا تحضيرا لشن «عدوان عسكري» ضد البلد المجاور.
وفي سياق متصل قال رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي: إن الدعوات الصادرة عن بعض السياسيين الأوروبيين حول تشديد العقوبات الأوروبية والأميركية ضد روسيا غير مبنية على أسس حقيقية بل هي مجرد بروباغندا سياسية.
وأضاف سلوتسكي رداً على تصريحات رئيس حزب الشعب الأوروبي مانفريد ويبر حول تشديد العقوبات ضد روسيا في حالة تصعيد الوضع في شرق أوكرانيا وفصلها عن نظام سويفت في حالة حدوث تدهور: «يجب على السياسيين الغربيين استغلال هذه الحماسة لمنع أوكرانيا من التصعيد والحؤول دون حدوث سيناريو عسكري جنوب شرقي البلاد.. إذا كانوا بالطبع مهتمين بتحقيق السلام في دونباس».
وأشار سلوتسكي إلى أن الغرب غير مبال بحياة السكان في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بينما جل ما يهمه هو «تشديد العقوبات وتوجيه الاتهامات لموسكو».
وفي السياق أكد وزيرا الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ونظيره البريطاني دومينيك راب دعمهما أوكرانيا في مواجهة «الاستفزازات الروسية»، حسب تعبيريهما، وشددا على أهمية أن «توقف موسكو حشدها العسكري فوراً».
ومنذ يومين، تحدث بلينكن مع نظيره الألماني هايكو ماس، حيث شدد الطرفان على «أهمية دعم أوكرانيا ضد الاستفزازات الروسيّة الأحادية على طول حدود أوكرانيا»، وكذلك على «ضرورة أن توقف روسيا على الفور حشدها العسكري وخطابها التحريضي».
كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن بلينكن تحدث أيضاً مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، حيث أكد الطرفان «دعمهما الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها».
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض في حينها، إلى أن الولايات المتحدة «تقوم بالتشاور مع الحلفاء والشركاء حول التحركات الروسيّة قرب أوكرانيا، لنرى ما الذي يمكن القيام به بهذا الشأن».
وفي السياق نفسه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد حسب وكالة «الأناضول»، أن تركيا تريد أن تحل روسيا وأوكرانيا خلافاتهما عبر المفاوضات في أقرب وقت من أجل استقرار وأمن المنطقة.
وفي كلمة ألقاها خلال لقاء مع أعضاء من «اتحاد الديمقراطيين الدوليين» (الجناح الشبابي من حزب العدالة والتنمية الحاكم)، في مكتب الرئاسة التركية بقصر «دولمه بهتشه» في مدينة إسطنبول، أكد أردوغان أن بلاده تبذل «جهوداً في هذا الاتجاه».
من جهته، شدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على أن روسيا لم ولن تخطط لاتصالات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا على مستوى وزارتي الخارجية والدفاع.
وفي تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية، حث ريابكوف واشنطن على اتخاذ نهج أكثر مسؤولية تجاه هذه القضية الخطرة بدلاً من إثارة التوترات، وفق تعبيره.
كما أفاد الكرملين بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح في محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن روسيا حرة في تحريك وحداتها العسكرية في أراضيها، حسب تقديرها.
وأكد الكرملين أن «التدابير التي اتخذتها روسيا لضمان أمنها، تعود لتصاعد التوتر في دونباس».
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف، إن تحرك القوات الروسية «شأنٌ داخلي ولا يهدد أوكرانيا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن