الخبر الرئيسي

الولايات المتحدة والدول الغربية وأتباعهم يفتتحون معركة المعابر مبكراً … صباغ لـ«الوطن»: حملة ممنهجة ونفاق صارخ لتبرير المزيد من الممارسات العدوانية

| سيلفا رزوق

حذّر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ، من الحملة الأميركية الغربية الممنهجة التي يجري التحضير لها، للضغط باتجاه تمديد وتعزيز آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، التي عبّرت عنها تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، كذلك التصريحات التي أدلى بها أول من أمس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، التي طالب بها مجلس الأمن بفتح المزيد مما سماه نقاط «العبور الإنساني» عبر الحدود إلى الداخل السوري.
مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ وفي تصريح لـ«الوطن»، لفت إلى أن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، ومنذ انتخابه العام الماضي لم يلتزم بالولاية المنوطة به، وهو يتصرف في كثير من الأحيان كممثل لتركيا، وليس كرئيس للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا ما شهدناه في العديد من الاجتماعات الأممية المتعلقة بسورية.
واعتبر صباغ أن تصريحات رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتي في سياق حملة ممنهجة للترويج لتجديد قرار مجلس الأمن بشأن إدخال المساعدات الخارجية عبر الحدود، مبيناً أن الدول التي تسعى للترويج لهذا الأمر تتجاهل عمداً جملة من المعطيات الجديدة، وأولها أن الظروف التي فرضت إدخال المساعدات عبر الحدود لم تعد موجودة، خاصة مع تحرير الجيش العربي السوري لمساحات واسعة من الأراضي السورية من الإرهاب، وقدرة الدولة السورية على إيصال هذه المساعدات عبر الخطوط التي تسيطر عليها.
وشدّد صباغ على أن الأمر الآخر هو أن قرار إدخال المساعدات عبر الحدود ينتهك السيادة السورية، التي تؤكد جميع قرارات الأمم المتحدة على وجوب احترامها، وتنص كل مقدماتها على ضرورة احترام سيادة واستقلال الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها، وبالتالي فإن عملية إدخال المساعدات عبر الحدود من دون وجود الحكومة السورية هو انتهاك واضح وصريح للسيادة السورية.
ولفت صباغ إلى أنه لا يوجد آلية دولية لمراقبة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها عبر الحدود، وبالتالي لا يوجد ضمانات بوصولها لمستحقيها، وأضاف: «الأكثر من ذلك أن ما يجري على الأرض هو أن التنظيمات الإرهابية كجبهة النصرة وغيرها، تستولي على هذه المساعدات وتعمل على استخدامها لشراء ولاءات جديدة، أو تبيعها بهدف تمويل أنشطتها الإرهابية».
وأكد صباغ أن التباكي الأميركي والغربي على السوريين هو نفاق صارخ، ففي الوقت الذي يتباكون فيه على السوريين يجري استهدافهم بعقوبات وإجراءات لا إنسانية بلقمة عيشهم وسبل حياتهم، مشدداً على أن الدافع الأساسي لهذا النفاق والتباكي هو تبرير المزيد من الممارسات العدوانية الجديدة ضد سورية.
وأرجع صباغ إصرار الدول الغربية على عدم التخلي عن ورقة المعابر هو لأنها تشكل برأيهم ورقة ضغط على الحكومة السورية، علماً أن هناك طريقتين لإدخال المساعدات، عبر الحدود وعبر الخطوط من خلال الحكومة السورية، وبالتالي عبر هذا الأسلوب يحاولون ممارسة ضغوط لتمديد آلية تقديم المساعدات عبر الحدود بذريعة أن تقديم هذه المساعدات عبر الخطوط غير كافٍ.
وتوقع مندوب سورية لدى الأمم المتحدة أن تكون النقاشات حول قرار جديد لآلية إدخال المساعدات جدية وحامية، وسيكون أصدقاء سورية حاسمين في موقفهم تجاه هذا الإطار، معبراً عن اعتقاده بأن الأصدقاء الروس والصينيين لديهم فهم كامل وواضح لهذا الأمر الذي يتطابق إلى حد كبير مع الموقف السوري، وهذا سينعكس خلال النقاشات.
ومن المتوقع أن تشكل مسألة إعادة فتح الحدود جدلاً من جديد في تموز المقبل، عندما يعاد طرح تمديد فتح معبر باب الهوى أمام مجلس الأمن للتصويت، حيث سبق وتبنى مجلس الأمن مشروع قرار ألماني بلجيكي جدّد بموجبه عمل آلية المساعدة الإنسانية عبر خطوط النزاع والمعابر الحدودية لمدة عام واحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن