رفضت ربطها بأزمة أوكرانيا رغم تحذيرها من مغبة تشجيع النزعات العدوانية … روسيا تقيّد الطيران المنتظم والعارض مع تركيا على خلفية «كورونا»

قيدت موسكو أمس حركة الطيران بينها وبين أنقرة، في خطوة برّرها الكرملين بأنها جاءت على خلفية الوضع الوبائي المقلق في تركيا، وذلك بالرغم من مضي أيام قليلة على إعلان روسيا عودة خطوط الطيران لستة دول من بينها سورية.
نائبة رئيس الوزراء الروسي، تاتيانا غوليكوفا، أعلنت أمس، أن مقر عمليات مكافحة فيروس كورونا في روسيا، اتخذ قراراً بتقييد حركة الطيران المنتظم والعارض بين روسيا وتركيا اعتباراً من 15 نيسان الجاري، وحتى الأول من شهر حزيران.
وقالت غوليكوفا في إحاطة لها أمس: «أود أن أشير إلى أن مهمتنا الرئيسة هي الحفاظ على صحة المواطنين الروس واستقرار وضع عدوى فيروس كورونا المستجد، وهو ما تمكّنا من تحقيقه في الأشهر الأخيرة، ومقر العمليات يقوم بمراقبة العدوى في البلاد التي لنا معها حركة طيران مفتوحة».
وأضافت غوليكوفا: «اتخذنا قراراً بتقييد الطيران المنتظم والعارض من المطارات الدولية الروسية إلى المطارات التركية وبالعكس اعتباراً من 15 نيسان وحتى الأول من شهر حزيران».
المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف نفى بدوره أن يكون قرار تقييد حركة الطيران بين روسيا وتركيا متعلقاً بزيارة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لأنقرة، وقال بيسكوف لوكالة «سبوتنيك»، رداً على سؤال عما إذا كان قرار تقييد حركة الطيران مع تركيا متعلقاً بنتائج المفاوضات التي جرت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي: «لا، الأمر يتعلق بالوضع الوبائي المقلق».
المتحدث باسم الكرملين، نفى أيضاً احتمالية اندلاع حرب مع أوكرانيا، لكنه أكد أن روسيا لن تكون سلبية فيما يتعلق بالناطقين باللغة الروسية الذين يعيشون جنوب شرقي أوكرانيا، موضحاً أنه لا أحد سيقبل باحتمالية اندلاع حرب أهلية هناك.
ورغم نفي الكرملين وجود أي رابط بين قرار تقييد الطيران مع تركيا وموقف النظام التركي من الأزمة الأوكرانية، غير أن تصريحات وزير الخارجية الروسي التي أدلى بها أمس من القاهرة، كشفت حجم الانزعاج الروسي من الموقف التركي، حيث حذّر لافروف النظام التركي وأطرافاً أخرى من مغبة تشجيع النزعات العدوانية لأوكرانيا على خلفية تصعيد التوتر في دونباس جنوب شرق البلاد، مضيفاً: إن كييف قد تنزلق إلى تصرفات متهورة لا تحمد عقباها.
وكان رئيس النظام التركي أعلن خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني قبل أيام، في إسطنبول، أن أنقرة عززت شراكتها مع أوكرانيا مؤكداً استعداده لتقديم كل الدعم الضروري لذلك، مشيراً إلى وضع تتار القرم حيث اعتبر أن تحسين مستوى معيشة تتار القرم الذين اضطروا لمغادرة وطنهم، مسؤولية تاريخية وإنسانية.