رياضة

بعد خروج منتخبنا المونديالي من العرس العالمي … كلمات تلامس الجرح، فهل نجد المداوي والدواء؟

نورس النجار :

لن يصلح العطار ما أفسده اتحاد الكرة، ويمكننا القول: خرج منتخبنا الوطني للناشئين من منافسات كأس العالم بتشيلي بخفي حنين، بعد خسارتين من البارغواي وفرنسا وتعادل مع نيوزيلندا، ومع هذا الخروج المحزن الذي لم نسجل فيه سوى هدف يتيم كان هناك الكثير من الملاحظات على منتخبنا الوطني، وهناك الكثير من الأمور التي تحدثنا عنها قبل بداية النهائيات العالمية، وباختصار نقول تخبط اتحاد كرة القدم وافتقاده للحيلة وافتقاره للفكر الكروي الصحيح كان سبباً في هذا الخروج المخزي لمنتخبنا الذي ختمه بالخسارة أمام منتخب فرنسا صفر/4.
كنا نتمنى على منتخبنا أن يفعل بفرنسا ما فعله أسلافنا بهم في دورة المتوسط لكن ما كان باليد حيلة وليس بالإمكان أكثر مما كان، فمنتخبنا كان ضعيفاً، ولعبت به المنتخبات كما تلعب مباريات (البلايستيشن)، وكنا نتمنى لو أن منتخبنا فعل ما فعلته نيوزيلاندا بالبارغواي وهي الأضعف منا في المونديال حسب ما قدمته من أداء وحققته من نتائج، ولكن؟

وهنا نتساءل؟
ناشئونا في التصفيات الآسيوية لم يستطيعوا التأهل للنهائيات ومازلنا بصدد انتظار قرار الفيفا حول تجميد عضوية الكويت التي قد تساعدنا لنكون بالنهائيات الآسيوية، منتخبنا الشاب لم يستطع التأهل للنهائيات الآسيوية وظهر ضعيفاً هزيلاً لا حول له ولا قوة، منتخب الرجال على شفا حفرة، وتأهله للدور النهائي المونديالي قد يكون صعباً جداً، وهو بحاجة لجهد كبير لا يقدم منه اتحاد الكرة أي شيء، والآن منتخبنا الناشئ المونديالي خرج من النهائيات العالمية.
هل هذه المعطيات كافية لنحدد واقع كرة القدم في ظل اتحادنا الحالي؟ هل سيقتنع (المطبّلون والمزمرون) أن اتحاد كرة القدم الحالي قد رسب في الامتحان وفشل في مهمته؟ أم إن الشماعة جاهزة لتبرير إخفاق اتحاد كرة القدم؟ نحن لا نملك هذه الشماعة، ونحمّل اتحادنا المسؤولية الكاملة عن هذه النتائج التي ستبقى وصمة عار في تاريخه، كم من المال صرفه اتحاد كرة القدم على منتخباتنا الوطنية وما النتيجة التي جناها؟ ألا يجب تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة خفايا الأمور وأسباب ما حدث مع منتخباتنا الوطنية؟
عودة الزمان
مهما تحدثنا وقلنا، لكن الزمان لا يعود، لكننا سنتحدث ونقول: لو تم دعم منتخبنا الناشئ المونديالي كما تم دعم منتخب الشباب لكان أفضل لمنتخبنا ولاعبينا، فقد قُدم للمنتخب الوطني للشباب معسكرات قوية إضافة إلى مشاركته في التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات، وكان الجميع يعلم أن منتخبنا الشاب لا خبز له في التصفيات، والأحرى كانت المشاركة بهذا المنتخب الصغير ليكون خير ممثل لنا في النهائياًت العالمية، لا أن يتم إعداده وتحضيره بدورة محلية ودية بعيداً عن العين والمراقبة! نعود ونتساءل ما الفائدة من وضع مروان خوري مدرباً لمنتخب الناشئين خلفاً للعطار الذي تأهل مع المنتخب إلى النهائيات؟ ونتساءل ماذا استفاد منتخبنا من عودة العطار مدرباً وهو الذي لم يستطع أن يصلح حال المنتخب، ترهل دفاعي واضح في منتخبنا وهذا الترهل كان منذ النهائيات الآسيوية وتحديداً في الخسارة أمام كوريا الجنوبية 1/7 الذي ظهر فيها الدفاع مخلخلاً مهترئاً، وقبلها اللقاء مع أوزبكستان الذي انتهى 2/5 لمنتخبنا نتيجة الأجواء العاصفة والظروف الجوية التي جاءت في مصلحة منتخبنا، ولو أن المباراة استمرت لوقت أكبر لعدلت أوزبكستان النتيجة وربما انتصرت، فمن يدري؟!

دوريات قاعدية
ماذا قدم اتحاد كرة القدم للفئات العمرية؟ سؤال برسم المعنيين عن كرة القدم وسنجيب عليه بكلمة واحدة، لم يقدم اتحاد كرة القدم شيئاً، وهو ما أدى إلى انهيار الكرة السورية في قواعدها، فمنتخبات الأمل (الشباب والناشئون) ليس لها بكرة القدم لا حول ولا قوة، ولم تصقل ولم تدخل معترك الكرة المحلية، ودخلت المعترك الآسيوي والعالمي بلا إعداد وبلا صقل، ولاعبو الناشئين المتميزين وعلى الرغم من وجود بعضهم على (سكورات) الرجال إلا أنهم لم يشاركوا سوى دقائق محدودة، لذلك فالوضع الطبيعي أن نرى منتخباتنا قارياً وعالمياً هزيلة.
همُّ اتحاد كرة القدم أن يسير بدوري الرجال فقط، وأن يبدأ وينتهي بغض النظر عن المستوى الفني وبغض النظر عن تطور أو تراجع الكرة السورية، المهم (الدوري يمشي) وقد مشى الدوري، لكن الكرة السورية توقفت، وكلما تقدمت المنتخبات خطوة تراجع منتخبنا خطوات إلى الوراء.

ما أروعك
روعة منتخبنا الوطني كانت بحارسه وليم غنام، الذي استطاع إنقاذ مرمى منتخبنا في الكثير من المرات وكان خروجه صحيحاً وشجاعته بالتصدي للكرات رائعة، وأبعد عدداً من الانفرادات، وجميع الأهداف التي تلقاها منتخبنا في مبارياته كانت بسبب الأخطاء الدفاعية الكارثية، وسوء الانتشار وعدم التركيز، ما أروعك يا وليام غنام، ويا حسرة على منتخبنا!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن