قبل طي صفحة مشاركتنا بمونديال الناشئين – تشيلي 2015 … منتخبنا قدم صورة واقعية فخسر بالأربعة

خالد عرنوس :

لم يخالف منتخب سورية التوقعات التي سبقت خوضه منافسات بطولة كأس العالم للناشئين بنسختها السادسة عشرة المقامة حالياً في تشيلي وخرج من الدور الأول بخسارتين وتعادل وحيد ويعد الأمر طبيعياً قياساً لأمور كثيرة وعديدة ولما قدمه لاعبونا في مباريات المجموعة السادسة من الدور الأول الذي اختتم فجر أمس وآخرها الرباعية التي تلقاها من نظيره الفرنسي (مع الرأفة) مكتفياً بنقطة فقط في أسوأ تاريخ مشاركاتنا المونديالية على صعيد الشباب والناشئين.

(ثقيلة) بل منطقية
نبدأ من حيث انتهينا فقد دخل فريقنا مباراته مع بطل أوروبا بفرصة وحيدة للتأهل إلى الدور الثاني وتتطلب الفوز بالطبع وإن بدا ذلك صعباً على الورق، تأهل الفرنسيين المسبق وضعنا في وضع الانتظار، فالطبيعي أن يلعب الفرنسيون على مبدأ السلامة وبالصف الاحتياطي من أجل ادخار الجهد واللاعبين للأدوار القادمة، وعليه فمن الممكن أن يحسن لاعبونا استغلال الموقف.
إلا أن أرض الواقع قالت: إن الفوارق ما زالت كبيرة بين كرتنا وكرة كبار القارة الآسيوية فما بالنا بالعالمية..! فقد تلقى فريقنا هزيمته الأقسى في 7 مباريات مونديالية سابقة بعد أداء باهت هجومياً وضعيف دفاعياً حتى إن هشاشة فريقنا كله جعلت من ملعبنا شوارع مفتوحة لكل لاعبي فرنسا ليصولوا ويجولوا ونحمد اللـه على أن مرمانا حرسه ويليام غنام الذي كان نجماً بعدما كان سبباً رئيساً في منع فضيحة كبيرة.

وضع طبيعي
الخسارة لم تكن ثقيلة بالمجمل فالرباعية التي هزت شباكنا سبق أن تلقينا مثلها أمام البيروخا البارغوياني قبل أيام، إلا أن المختلف كان بأداء منتخبنا الذي قدم مستوى معقولاً يومها وهاجم وصنع فرصاً جيدة وسجل هدفاً والملاحظ أن فريقنا تميز في المباراتين الأوليين باستحواذه على الكرة أكثر من خصميه وإن بنسبة قليلة.
أما في مباراة فرنسا فقد انكشف وضعنا الفني الذي حسبناه في تقدم لكننا عدنا إلى أرض الواقع فقد سيطر الديوك على الكرة بنسبة 70% بينما عاب على لاعبينا أنهم لم يقوموا بهجمة مثالية سوى في مرات نادرة فكان أن وصلنا إلى مرمى المنافس 5 مرات معظمها بتسديد بعيد غير ذي جدوى.
الأهم أن أداء لاعبينا لم يرتق إلى مستوى الحدث وظهر اندفاعهم سلبياً على عكس مباراتي البارغواي ونيوزيلندا والدليل أننا نلنا أول ثلاث بطاقات صفراء في البطولة ففقدنا حتى اللقب الشرفي (اللعب النظيف)، وغابت مهارات لاعبينا بشكل لافت بعدما حاولوا التخلص من الكرة من الوهلة الأولى أو محاولة الاحتفاظ بها دون طائل أمام مهارات الفرنسيين الرائعة والتي تنبئ بفريق جاء لخطف اللقب أو الوصول إلى مربع الكبار على الأقل.

على الأرض
لن نطيل بالبحث والتقصي فهذا ليس وقت ومكان الحديث عن جراح كرتنا الكثيرة فنقول إننا بحاجة إلى عمل كثير حتى نثبت أقدامنا بين كبار القارة الصفراء أولاً وقد تابعنا ممثليها الآخرين قد حجزوا مكاناً في دور الـ16 ومن ثم التطلع نحو مشاركة عالمية جديدة، ويمكننا الجزم بأن فريقنا الذي صعد إلى مونديال تشيلي لم يكن بذلك السوء وإن تلقى 8 أهداف ولم يسجل سوى هدف يتيم، ونزيد فنقول إن مجرد وصوله إلى النخبة العالمية هو إنجاز كبير قياساً إلى ظروف بلدنا الحبيب والتي انعكست بالطبع على كرتنا بالمجمل وتأثر صغارنا بالتأكيد فلم تتهيأ لهم ظروف إعداد مثالية ولن نقسو أكثر على فريقنا وكادره الوطني فليس بالإمكان أفضل مما حدث.

للتاريخ
فرنسا * سورية
المناسبة: مونديال الناشئين – تشيلي 2015 – الدور الأول –المجموعة السادسة – الجولة الثالثة.
المكان: ملعب إيستر روا بمدينة كونسيسيون بحضور 13700 متفرج.
النتيجة: 4/صفر.
الأهداف: جانفييه (22 و46) إدوارد (32) ماوريسي (66).
الحكم: جيني سيكازوي (زامبيا).
الإنذارات: فومبا وكالياري (فرنسا) لولو وسليمان وقدور (سورية).
مثل فرنسا: بستان، أوانييه، دوكوري (مواسا 67)، مصباح، كلود موريس (بلال بوتوبة 79)، إدوارد (أديلايد 60)، فومبا، كالياري، بيليكان، سامبا، جانفييه، والمدرب جان جيونتيني.
مثل سورية: ويليام غنام، وسيم النداف، سردار سليمان، طه العك، محمد لولو (محمد القدور 71)، أيمن عقيل (نعيم غزال 46)، أنس العاجي، كامل كويح (محمد الحلاق 59)، زيد غرير، عبد الهادي شلحة، أحمد الخصي والمدرب محمد العطار.

مفاجآت
وبعيداً عن منتخبنا (الذي سنعود للحديث عنه في وقت لاحق) حقق منتخب نيوزيلندا المفاجأة وفاز على البارغواي بنتيجة 2/1 فانتزع المركز الثاني في المجموعة السادسة برصيد 4 نقاط ليتأهل للمرة الثانية بتاريخه إلى الدور الثاني وزاد في إثارة عبور طيور الكيوي أن هدف الصعود جاء في الوقت بدل الضائع عبر لوكاس إيمري, وفي المجموعة الخامسة قلب المنتخب الكوري الديمقراطي التوقعات وفاز على كوستاريكا بالنتيجة ذاتها وكذلك سجل الكوريون هدف الفوز في الوقت البديل ليصبح الفريق الآسيوي الثالث في أول أدوار الإقصاء في الوقت الذي عزز المنتخب الروسي صدارته للترتيب بفوزه على جنوب إفريقيا بهدفين سجلهما ماختادزي، الأول من جزاء والثاني بطريقة رائعة وغريبة عبر تسديدة من منتصف الملعب, وجاءت نتائج اليوم الأخير لتؤكد صعود كل من بلجيكا وتشيلي وأستراليا وكوريا الديمقراطية من الثوالث لتلتحق في ثمن النهائي بمنتخبات كل من: ألمانيا وكرواتيا ونيجيريا والبرازيل وكوريا الجنوبية ومالي والإكوادور وفرنسا وروسيا وكوستاريكا ونيوزيلندا والمكسيك، وتنطلق مساء غد الأربعاء مباريات هذا الدور على أن تختتم البطولة في الثامن من الشهر القادم.