عربي ودولي

عشية توجّه رئيس الوزراء المكلف إلى موسكو … تقرير: الهوة اتسعت بين عون والحريري وتشاؤم من انسداد مسار التأليف

| وكالات

عبّرت مصادر سياسية مواكبة لعملية تشكيل الحكومة اللبنانية عن تشاؤمها من الانسداد الذي يعانيه مسار التأليف، بعد ما يقرب 6 أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري.
المواقف التي أطلقتها المصادر السابقة جاءت عشية توجه الحريري إلى العاصمة الروسية ، اليوم الأربعاء ، وسط أنباء بأنه ينوي الطلب من ​روسيا​ استخدام وزنها السياسي للمساعدة في الخروج من المأزق السياسي في لبنان.
وحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية فإن الممثل الشخصي لرئيس الوزراء اللبناني جورج شعبان، قال إن الحريري «سيناقش خلال زيارته إلى موسكو​ ​أزمة الكهرباء​ لمعرفة كيف يمكن لروسيا أن تساعد».
الأجواء غير المتفائلة حول مستقبل تشكيل الحكومة اللبنانية، عبرت عنها مصادر سياسية خلال حديث لها مع قناة «الميادين» وقالت إن «العراقيل أمام تشكيل الحكومة متداخلة، منها داخلي متصل بموازين القوى السياسية ضمن آخر حكومة في عهد الرئيس ميشال عون، ومنها خارجي يتضمن شروطاً وسقوفاً عالية تضعها جهات إقليمية ودولية أمام الرئيس المكلف، ما يصعب المهمة عليه ويؤخّر ولادة الحكومة».
في البعد الداخلي، قالت المصادر: إن «الهوة تتسع بين الرئيس عون والرئيس الحريري، بسبب انعدام الثقة بينهما، فرئيس الحكومة المكلف يعتقد أن رئيس الجمهورية لا يرغب في العمل معه، ويرفع السقوف لإحراجه فإخراجه، والأخير مقتنع، وفقاً للرسالة التي وجهها عشية التكليف قبل أشهر، بعدم قدرة الحريري على قيادة البلاد في أصعب وأعقد مرحلة تعيشها في تاريخها الحديث».
وأضافت المصادر: «مع انتهاء كل جولة من جولات الوساطة والتفاوض، يتضح للمعنيين أن الشروط والشروط المضادة تعكس انعداماً في الثقة ومحاولة من جانب الطرفين للمحافظة على أوراق قوة تخدمهما في مرحلة ما بعد التأليف، وهي مرحلة حساسة للغاية، لأنها تسبق بعام ونصف العام تقريباً الانتخابات النيابية في أيار 2022، والانتخابات الرئاسية في 31 تشرين الأول من العام نفسه».
وأوضحت أن «هذه الحكومة، إذا تشكّلت، ستدير البلاد وتتعامل مع الاستحقاقات الدستورية، وفي حال تكررت تجارب إرجاء الانتخابات والاستحقاق الرئاسي، بفعل الظروف وعدم تأمين التوافقات، فإنها ستحكم حسب الدستور إلى فترة غير معلومة».
وفي هذا السياق، لفتت المصادر إلى أن «تاريخ لبنان السياسي مليء بالأحداث والتطورات التي تسبق الاستحقاقات الدستورية أو تواكبها، في حال لم يكن التوازن الداخلي والخارجي ضمن التركيبة اللبنانية قائماً».
وقالت المصادر: إن «رئيس الحكومة المكلف يحاول الاستفادة من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية للضغط على رئيس الجمهورية ودفعه إلى التنازل وتصريف هذه التنازلات عند رعاته الدوليين والإقليميين تحت عنوان: لقد أضعفت حزب اللـه وحلفاءه في التركيبة الحكومية».
وتحت العنوان نفسه، قالت المصادر إن «الحريري أُبلغ بأن أي حكومة بتمثيل واضح لحزب اللـه والتيار الوطني الحر سوف يجري التعامل معها كما تم التعامل مع حكومة الرئيس حسان دياب، وبالتالي سيكون مصيرها الفشل، وهو يعلم أيضاً أنه غير قادر على تجاهل حزب اللـه وتمثيله أو تجاهل الرئيس عون وتمثيله عندما يحين أوان التأليف والتسوية، وإذا أقدم على هذا النوع من التجاهل، فإنه سيخسر طرفاً داخلياً جدياً من الأطراف التي ما زالت تريد العمل معه، أي حزب الله».
على خط مواز، أكد مدير عام المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، محمد سيف الدين، أن التبادل بالعملات المحلية الوطنية، سواء مع روسيا أم مع بلدان أخرى، قد يسهم في تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية في لبنان المرتبطة بشكل أو بآخر بشح السيولة لعملة الدولار في البلاد.
وقال سيف الدين في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك»: «أعتقد أن التعامل بالعملات المحلية مع روسيا أو مع الكثير من الدول المهتمة بالاستثمار أو مساعدة لبنان، أو التبادل التجاري مع لبنان، هذا الأمر من المفروض أن يكون متاحاً في أسرع وقت ممكن، لأن التبادل بالعملات المحلية يزيد من المنفعة المتبادلة للطرفين، ولبنان اليوم بأمس الحاجة إلى شركاء يتعاملون معه بالعملات المحلية لأن اقتصاده جزء كبير منه «مدولر» ويواجه مشكلة كبيرة من السيولة بالدولار، وجميعنا يلاحظ تأثير هذا الأمر في المستوى الاقتصادي واجتماعياً».
وأضاف سيف الدين إن «التبادل بالعملات المحلية في أي قطاع من القطاعات ممكن أن يكون مفيداً جداً لأنه يريح الدولة من عبء شراء الدولار، والذي يواجه ضغطاً في هذه الفترة، وخصوصاً أن سعر الصرف في لبنان أكثر حركة في هذه الفترة بشكل سريع جداً وبالتالي التبادل بالعملات المحلية يمكن أن يكون حلاً في هذا المجال».
كما أشار سيف الدين إلى أن «الخطوات العملية بين روسيا ولبنان من أجل إتمام هذا الأمر، تحتاج إلى مزيد من البحث، كما تحتاج إلى حكومة فاعلة في لبنان تستطيع اتخاذ مثل هذه الخطوات».
وأوضح أن أهم هذه الخطوات هو أن «يكون هناك سلطة تنفيذية مشكلة من الحكومة، وتعمل وفق صلاحياتها المنصوص عليها بالقانون والدستور، بمعنى أن يكون هناك حكومة مكتملة الأوصاف، ونحن لا نزال في انتظار هذه الحكومة، ومن الضروري أن نصل إلى حكومة بوقت سريع حتى نستطيع بحث هذه الخيارات».
واختتم بقوله إن «روسيا اليوم من أبرز الدول التي تحاول تطوير علاقاتها مع لبنان، ودائما كانت دولة صديقة مع لبنان وستظل ذلك، وخصوصاً أن لدى روسيا قيمة مضافة في كثير من القطاعات التي يحاول لبنان اليوم أن يطورها، ومن الضروري تعزيز التعاون بين لبنان وروسيا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن