رياضة

دوامة الأعمار

| مالك حمود

لا نار بلا دخان، ولكن الدخان هذه المرة سبق النار عندما جاءت التسريبات حول نية التحكم بأعمار لاعبي مسابقة كأس الجمهورية للرجال بكرة السلة للموسم الحالي 2020 – 2021 وبالطبع ولأنه مجرد كلام وغير صادر بشكل رسمي فقد تعاملنا معه كفكرة قابلة للنقاش والحوار مع الأطراف المعنية بكرة السلة.
لكن الفكرة تبدو حقيقة، واتحاد كرة السلة يعلنها رسمياً عن حصر أعمار مسابقة كأس الرجال القادمة لما دون (27 سنة) بهدف إعطاء الفرصة للاعبين الشباب.
كلام قيادة اللعبة بتحديد الأعمار نابع من الغيرة على مصلحة اللعبة، ومحاولة تنشيط كرة السلة السورية التي أصابها شيء من الترهل نتيجة تكريس ظاهرة الأعمار المتقدمة في الملاعب، في واحدة من أكبر المظاهر السلبية التي خلفتها الحرب على كرة السلة السورية.
هجرة الكثير من اللاعبين الشباب والناشئين، وضعف الروافد من هاتين الفئتين إلى فريق الرجال، أديا إلى بقاء الكثير من لاعبي فريق الرجال في الملاعب إلى درجة متقدمة بالعمر، حتى باتت ظاهرة وجود لاعبين على أبواب الأربعين عاماً أقل من عادية، فيما كانت في الماضي من الحالات النادرة..!
ظاهرة وجود اللاعبين المعمرين في ملاعب السلة السورية تعكس حالة اجتهاد هؤلاء المخضرمين لكنها بالمجمل هي ظاهرة غير صحية، فالعمر له حقه، وهي ممكنة ضمن نطاق ضيق وحالات خاصة، ولكن تبدو مشكلة عندما تتحول إلى حالة عامة وواسعة نراها في مختلف الأندية.
حالة التقدم بالعمر يجب أن تعالج بطريقة مدروسة كأن يوزع هؤلاء المعمرون على الأندية، والسماح للنادي بلاعب واحد عمره فوق الثلاثين (مثلاً) وبذات الوقت إلزامه بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين أعمارهم تحت العشرين عاماً، إلى ما هنالك من حلول يمكن أن تطرح على طاولة النقاش الخاص بمصلحة السلة السورية، والاعتماد على الصيغة المناسبة وتعميمها على الأندية قبل بدء الموسم للتعامل معها وبموجبها من خلال تعاقداتها وبناء فرقها، أما أن يهبط القرار على الأندية بشكل مفاجئ دون مقدمات، بعدما أنفق بعضها مئات الملايين للتعاقد مع لاعبين بهدف تحقيق البطولة في كل من مسابقتي الدوري والكأس، واليوم تأتي الصدمة بقرار غير محسوب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن