اقتصاد

ماذا حصل في لقاء قاسيون وتشرين بدوري السلة؟

| مهند الحسني

على الرغم من مضي أكثر من ستة أشهر على تولي اتحاد السلة المؤقت مهامه، ورغم الإشراقة له على صعيد انتصارنا الجدير على المنتخب الإيراني، فإننا لم نلمس له أي شيء جديد بخصوص تطوير مسابقاته المحلية، لا بل شهدت في عهده تراجعاً وبرز العديد من الأخطاء التي عكرت صفو بعض المباريات.

مسرحية هزلية

بات الاتحاد المؤقت مؤهلاً لدخول سجل غنيس للأرقام القياسية أو برنامج أمور لا تصدق، بعد سلسلة من الهفوات، حيث أصدرت أمانة سر الاتحاد جدول تعديل أوقات مباريات الأسبوع الأخير من إياب دوري السيدات، وجاء وقت التعديل متأخراً ما أربك ثلاثة أندية (الوحدة والثورة وقاسيون) التي كانت تنتظرها مباريات في محافظات حلب وطرطوس واللاذقية، فتم تعديل مباراة سيدات قاسيون مع تشرين للساعة الثامنة مساء من دون ذكر الأسباب، وعند وصول قاسيون الصالة وتحمله مشقات السفر لم يجد سوى مراقب المباراة الكابتن مروان مينة.
وعند سؤاله عن طاقم الحكام قال إنهم على الطريق، لتمضي الدقائق ثقيلة على سيدات قاسيون اللواتي شعرن بالملل والتعب والإرهاق لكن طاقم الحكام وصلوا إلى الصالة بعد نصف ساعة بحجة أنهم تأخروا في أثناء انتقالهم من طرطوس إلى اللاذقية بعد قيادتهم لإحدى مباريات الدوري هناك، وبعد الأخذ والرد وطول انتظار بدأت المباراة التي حضرها جمهور لا بأس به من مشجعي نادي تشرين رغم التعليمات التي تنص على عدم حضوره بسبب تفشي جائحة كورونا، ولم تمض سوى دقائق حتى انقطع التيار الكهربائي، ثم عاد بعد دقائق ليتكرر الانقطاع لأكثر من ست مرات وسط دهشة الجميع، والشيء المضحك في الموضوع أنه أثناء الانقطاع الأخير قام جمهور تشرين بالاحتفال والهتاف بعد إشعال هواتفهم النقالة وسط الظلمة الشديدة بالصالة ما دفع بلاعبات الفريقين إلى الاحتفال مع الجمهور ريثما يعود التيار للصالة، عموماً المباراة انتهت الساعة الحادية عشرة ليلاً.

وبعد سلسلة من المنغصات وصلت بعثة سيدات قاسيون إلى طرطوس الساعة الواحدة والنصف ليلاً من أجل لقاء سيدات الساحل عصر السبت وتمكنت لاعبات الفريق من النوم مع ساعات الفجر الأولى نتيجة التعديل الطارئ في موعد المباراة، ومسلسل تأخر الحكام، والانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي في أثناء سير المباراة.

أحكام

لم يمض الزمن الكافي لنحكم على التغييرات المزعومة في مسيرة اتحاد كرة السلة المؤقت، وما زال الوقت مبكراً لتقييم مدى التزامه بوعوده ببناء فريق عمل جديد يجمع الخبرة والشباب والاحترافية، وينهض في الأمور الإدارية، ولكن ما يمكن تأكيده اليوم أن العناوين تدل على المضامين، وعناوين المرحلة الماضية رغم قصرها تبدو استنساخاً للسنوات العجاف من عمر سلتنا بحيث لا جديد يلوح بالأفق في تأمين أدنى مقومات اللعبة لفرقنا، ولعل التهلهل الإداري المتسرع بات سمة ملاصقة لعمل اتحاد كرة السلة المؤقت، كما أن قصة الأخطاء البشرية المتكررة في التحكيم أصبحت مزمنة من دون أن تكون هناك حلول ناجعة.

فهل نحن لا نملك حكاماً قادرين على تغطية جميع مباريات الدوري حتى نكلف طاقم حكام بمباراتين في محافظتين في وقت متقارب، وهل وضع بالحسبان من إسناد هذه المهمة للحكام ظروف بلدنا الحالية في صعوبة التنقل والسفر بين المحافظات، أما أن فرقنا بلاعباتها وتأخرها وإلحاق الأذى لها في آخر أولويات القائمين على اللعبة.

خلاصة

ما نتمناه ألا تمر هذه الأمور مرور الكرام، وأن يكون هناك وقفة جدية وعلاجية من رئيس الاتحاد بالتحديد، ووضع اليد على مكامن الخطأ والعمل على تجنب أنديتنا الوقوع في مثل هذه الهفوات التي قد تكلفها الكثير.

لن نستبق الأمور، ونطلق الأحكام، ولكن سلتنا اليوم بفريق عملها الجديد ستنتظر طويلاً لتمتلك ناصية الأمور، وتستكمل شروط الإدارة السليمة للأزمة التي تمر بها سلتنا الوطنية، ففريق العمل الجديد بأغلبيته يملك حماس الشباب والتجدد، ولكنه يفتقد للخبرات المطلوبة لمواجهة أزمة سلتنا المتهالكة فنياً وإدارياً وتحكيماً، فهل سنرى خطوات جريئة وصحيحة في هذا الاتجاه، أم سيبقى الحال على ما هو عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن