سورية

بسبب تصرفات «جند الأقصى».. موجة غضب وفرار لشبان إلى تركيا في ريف إدلب الجنوبي

تسود في مناطق وبلدات ريف إدلب الجنوبي موجة غضب على تصرفات التنظيمات المتطرفة المسيطرة عليها، وعلى رأسها تنظيم «جند الأقصى»، حيث فر الكثير من الشبان نحو المدن الحدودية التركية، خوفاً من اعتقالهم على يد عناصر التنظيم المتشدد.
وأوضحت مصادر أهلية في بلدات كفرسجنة وبسقلا وكفروما بريف إدلب الجنوبي، أن عناصر من «جند الأقصى»، التنظيم المتحالف مع «جبهة النصرة» فرع «القاعدة» في سورية، اعتقلوا العديد من المدنيين في هذه المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن وجهوا إليهم تهماً مختلفة كان أبرزها «التخابر» مع متزعم «جبهة ثوار سورية» جمال معروف.
وذكرت المصادر أن «جند الأقصى» يقود معتقليه إلى أماكن مجهولة، بل لا يعترف أحياناً بوجودهم في سجونه، وغالباً ما يتم احتجازهم في أماكن متفرقة وليس سجناً معروفاً يخص التنظيم، كما يتم ربط عصابة فوق أعين المعتقلين لدى اعتقالهم بحيث لا يعلمون هم أيضاً إلى أي مكان يساقون ولا سيما أن التنظيم يفرج عن البعض لقاء كفالات مالية ضخمة، لا تعود إلى أصحابها بعد الإفراج عنهم.
وأشارت المصادر وفقاً لموقع «كلنا شركاء» المعارض، إلى أن موجة غضب تنتشر بين الأهالي الذين لا يعرفون مصير أبنائهم بعد أن تمت مداهمة منازلهم ليلاً من عناصر ملثمين يتبعون للتنظيم، وتم خلالها اعتقال العشرات من أبنائهم بتهم مختلفة منها تواصلهم مع معروف، يساعدهم في ذلك بعض عناصر التنظيم من أبناء المنطقة كأدلاء على بيوت المطلوبين.
وعندما يقرر عناصر «جند الأقصى» براءة أحد المتهمين يخضعونه لدورة شرعية مدتها شهر كامل، يشترط عليه خلالها أن يحفظ بعض الأجزاء من القرآن الكريم ليفرج عنه، فيما عانى أحد المتهمين ثلاثة شهور كاملة ولم يستطع أن يحفظ «جزء عم» من القرآن الكريم وكيف يحفظه وهو لا يجيد القراءة أصلاً. وبحسب الأهالي فقد أفرج التنظيم عن أحد اللصوص المعروفين مؤخراً لقاء كفالة مالية بلغت كل ما يملك، وقدرها تسعمائة وخمسون ألف ليرة سورية وستمائة وخمسون دولاراً، فيما أخبر عناصر التنظيم المعتقل أن الأموال التي بحوزته هي من حق «المجاهدين». ودفعت تصرفات تنظيم «جند الأقصى» بحق الأهالي في ريف إدلب الجنوبي، الكثير من الشبان إلى الفرار، متجهين نحو المدن الحدودية التركية، خوفاً من اعتقالهم واتهامهم بإحدى التهم المذكورة. وقضت «النصرة» و«جند الأقصى» على جبهة ثوار سورية وحركة حزم في معاقلهما بجبل الزاوية وحلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن