ثقافة وفن

شيريهان تخطف الأنظار في ثلاث دقائق ونصف… وتكون التريند الأول في رمضان

| سوسن صيداوي

بعد غياب طويل يقارب العقدين عن الفن والإعلام، تعود ملكة الفوازير شيريهان إلى جمهورها المشتاق، وذلك من خلال إعلان دعائي استعراضي لإحدى شركات الاتصالات، طلّت به علينا بأول أيام رمضان 2021. وبغض النظر عن الترويج والدعاية الخاصين بالإعلان إلا أنه كان يحكي قصة الفنانة المعتزلة وينقل محطات مهمة من حياتها، والتي جسّدتها من خلال استعراضها المميز والأغنية التي تم تأليفها خصيصاً لها.

ضجّت الأوساط كلّها بظهور شيريهان التي كانت حديث الساعة، بأناقتها ورشاقتها، وخصوصاً أن هذه العودة ومن بعد طول غياب لم يكن فيها أي اختلاف، بمعنى أن حلاوة الحضور قائمة كعادتها وكأن الزمن بسنواته الطويلة لم يبعدها عنا أبداً، كما واعتبر الكثيرون هذا الإعلان هو بمثابة التحضير وجسّ النبض للجمهور بعودة نجمة الاستعراض الأشهر في مصر خلال الـ30 عاماً الماضية، والتي أطلت علينا بآخر أعمالها «عرق البلح» في عام 1999.

رسالة شيريهان لجمهورها

نشرت شيريهان عبر حسابها بموقع الفيسبوك وتويتر رسالة، تعبر خلالها عن امتنانها لجمهورها المحب، وبشوقها الكبير إلى عودة الظهور، بكلمات هي الأصدق والأكثر تعبيراً عن اللحظة حيث تقول: «أنا بعيش لحظة إنسانية صادقة، لحظة انحناءة شكر من قلبي وعمري لكم جميعاً ودون ترتيب ولا استثناء، لحظة انتظرتها كثيراً لرد جميل في رقبتي من سبتمبر ٢٠٠٢، مشاعري كلّها متلخبطه لكن سعيدة».

وتابعت: «كنت بكتب، بكتب وبكتب، رسائل كتير لا يعلمها غير ربي وأبعت لكم وأحلم بثانية احتضاني وإنحناءة شكر لكم جميعاً، ولكن كلّها كانت من طرف واحد، مكنتش عارفه إزاي أقدر أقولها لواحد واحد فيكم وبنفسي!!. ولو عليا.. كنت عايزة أدخل بيت بيت، وزقاق زقاق وشارع شارع، وحارة حارة، وكل حي ومدينة وقرية».

الأصداء حول الإعلان

منذ طرح الإعلان على يوتيوب في السادسة من مساء أول أيام شهر رمضان، حقق الفيديو 5.2 ملايين مشاهدة، بمعدل 100 ألف مشاهدة في الساعة، في تواتر للمشاهدة وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت في تباين ما بين الفضول والمتابعة لهذا الظهور الذي احتُجب بإرادة الفنانة منذ 21 عاماً.

ومن جهة أخرى نقف عند الأسلوب التسويقي، فالشعارات التي تواصل شركة الاتصالات في بثها لعملائها وجمهورها، من حيث القوة والثقة، والتي تطلقها باللهجة المصرية العامية، مثل في موسم سابق: «القوة بين إيديك»، وشعار هذا الموسم: «قوتنا أن مفيش حاجة تقدر توقفنا»، والذي كانت شيريهان هي الوسيط الدعائي له وكانت بحسب أهل الاختصاص هي الأنسب لهذه الرسالة، وخصوصاً بعد تعرضها لحادث سيارة تبعه عدة عمليات جراحية خطيرة تجاوزت الـ30 جراحة بالعمود الفقري، والذي قضى على مسيرتها المهنية الواعدة كنجمة استعراض أولى ومتفردة في مصر، لتعود بعد غياب استمر قرابة 21 عاماً لتظهر في أول أيام الشهر الكريم كأنه لم يمر عليها الزمن وحتى بعد بلوغها 56 عاماً ومنذ أكثر من 10 سنوات تعتمد الشركات الدعائية بالعموم وشركة الاتصالات بالخصوص على نمطية جديدة للإعلانات، من حيث الاعتماد على الأغاني ذات الكلمات البسيطة والتي تعلق بذهن الجمهور وتعبر عن الرسالة المعلن عنها بسلاسة، وهذه المرة جاءت صيغة الإعلان لتغازل الحنين والشوق للذكريات «نوستالجيا» ما بين الجمهور والوسيط الإعلاني «شيريهان»، وهذا برأي الكثيرين هو من أحد أعمدة انتشار الإعلان ونجاحه. فمن خلال 3 دقائق فقط تمكنت شيريهان من أن تخطف الأنظار، وبحسب عدّاد مشاهدات «يوتيوب» فإن الفارق بين إعلانها والإعلانات الأخرى ضخم جداً، بحيث –كما ذكرنا أعلاه- تجاوز إعلانها 5.2 ملايين مشاهدة في اليوم الأول من عرضه، في حين تظل بقية الإعلانات تحت حاجز 250 ألف مشاهدة فقط، ونضيف أيضاً بأن اقترانه بظهور شريهان بعد غياب جعله الحديث المتداول للمنصات المتنوعة، وبعيداً ومختلفاً عن الإعلانات التي جاءت امتداداً للمواسم السابقة بسبب جائحة كورونا.

ومن الانتقادات التي طالت الإعلان نقف عند رأي أهل الاختصاص، من حيث وضوح البطء بحركة النجمة – ذات الإرادة القوية والمحبّة للحياة- الظاهرة بالإعلان، والذي سببه تقدم سنّها ويضاف إليه إيقاع الأغنية البطيء، وأيضاً مدة الإعلان الممتدة لأكثر من 3 دقائق والنصف، أصاب الكثيرين بالملل أثناء المشاهدة المتكررة وبإلحاح الوقفات الإعلانية الفاصلة خلال متابعة المسلسلات.

ونختم هنا بما كشف عنه مخرج الإعلان محمد شاكر في رده للانتقادات على طول مدة الإعلان «الأمر أكبر من مجرد إعلان لمنتج، لكنه عمل فني يحمل رسالة جمعت فريق العمل وشيريهان والشركة المعلنة، فمن يمكنه أن يخبرك أنك تستطيع الاستمرار رغم الصعاب مثل شريهان التي ما زالت تحلم وتسعى دون ملل، وتطالبك ألا تتوقف أبداً في رحلتك مهما حدث».

سيدة الأناقة

في الإعلان اعتمدت شيريهان على أكثر من إطلالة أنيقة، وكان مصمم الأزياء العالمي زهير مراد هو من صممها لها، بالتعاون مع الستايلست مي جلال. فأولى إطلالاتها كانت بفستان باللون الأخضر الفيروزي العصري والمتناسب مع العمل الاستعراضي المقدّم، في حين الطلة الثانية كانت مستوحاة من فترة الثمانينيات والتسعينيات، تلك الفترة التي كانت تجسّد فيها الفوازير الشهيرة، حيث ارتدت ستايل باللون الأبيض بالكامل، لجاكيت بليزر قصير مع أكتاف مرفوعة، مع بنطلون قماشي عالي الخصر وتوب. أما الثالثة كانت باختيارها للبدلة التوكسيدو، المستوحاة من الستايل الرجالي، لقميص أبيض، وبنطلون كلاسيكي عالي الخصر، مع اعتماد جاكيت أسود قصير، وربطة عنق الفراشة.

أما بآخر مشاهد الإعلان اختارت شيريهان فستاناً مستوحى من حقبة الأربعينيات ويعود لربيع صيف 1949، من تصميم الدار الفرنسية الشهيرة «Dior».

وأخيراً اعتمدت في مكياجها على الخبير علاء التونسي الذي لطالما اعتمدته النجمة في إطلالاتها المتميزة، ومن حيث جمال شيريهان المتجدد، نقف عند شعرها الذي لفت النظر من حيث طوله وكثافته بلونه الأسود.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن