على إيقاع الحديث عن إمكانية توسعة «رباعية فيينا» … فرنسا «تشاغب» وتعلن عن اجتماع في باريس اليوم دون روسيا وإيران
الوطن – وكالات :
عادت فرنسا لاتباع السيناريو «المحروق» الذي اعتادت استخدامه في العديد من أزمات المنطقة وذلك فور شعورها بأن جهوداً دولية للتسوية تبذل دون أن يكون لباريس مكان ضمن حساباتها فتلجأ هذه الأخيرة للمشاغبة لتذكر بنفسها كطرف في التسوية.
ويبدو أن الجهود الدبلوماسية الروسية للوصول لحل سياسي للأزمة في سورية، ونجاحها في عقد اجتماع فيينا الرباعي الذي اعتبره مراقبون خرقاً قوياً في هذا المسار، وخاصةً وسط تسريبات إعلامية عن إمكانية توسعة هذا الرباعي ليشمل 12 عضواً، جميعها مؤشرات باتت تقلق باريس التي عادت إلى مشاغباتها لتعلن أنها بصدد التحضير لاجتماع حول سورية من المقرر أن يعقد اليوم الثلاثاء في باريس يشمل «أبرز الأطراف الإقليمية».
وبالأمس أعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في بيان نقلته وكالة «فرانس برس» أن بلاده تحضر لاجتماع حول سورية (اليوم) الثلاثاء في باريس يشمل «أبرز الأطراف الإقليمية».
وسبق لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن أعلن الجمعة أنه يريد عقد لقاء يضم نظراءه الغربيين والعرب لبحث الأزمة في سورية.
وقال في يوم انعقاد الاجتماع الرباعي نفسه في فيينا بين وزراء خارجية روسيا وتركيا والولايات المتحدة والسعودية في غياب فرنسا: «لقد وجهت دعوة إلى أصدقائنا الألماني والبريطاني والسعودي والأميركي وآخرين إلى عقد اجتماع الأسبوع المقبل في باريس في محاولة لدفع الأمور قدماً».
ورداً على سؤال عن وجود نظيره الروسي سيرغي لافروف في اجتماع باريس قال: «كلا، لا أعتقد ذلك»، وأضاف: «سيكون هناك اجتماعات أخرى نعمل فيها مع الروس»، في مؤشر واضح إلى انزعاج باريس لاستبعادها عن فيينا، إن كان من خلال توقيت تصريح فابيوس أو محاولته الظهور بمظهر المنافس للجهود الروسية على خط الحل في سورية، وخاصةً إذا ما قورن مع كلام أوساط مقربة من الوزير الفرنسي نقلت عنها وكالة «فرانس برس» آنذاك أن الوزيرين التركي والسعودي سيأتيان إلى باريس لكن لم تتم دعوة إيران.
وقالت الخارجية الفرنسية أمس: إن «فابيوس يعمل من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة في سورية».
وأضاف نادال: «لقد اجتمع عدة مرات في الأيام الماضية مع نظرائه الأجانب وخصوصاً الأميركي والأردني والسعودي وكذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة». كما استقبل الجمعة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
في المقابل نشرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية مقالاً بعنوان: «رباعي الوسطاء الدوليين قد يتسع إلى 12 عضواً»، كشفت فيه عن احتمال توسيع «رباعية فيينا» الخاصة بالتسوية السياسية في سورية، وتضم حالياً روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية، وقد تنضم إليها مصر والدول الخليجية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وإيران.
وقالت الصحيفة وفق ما نقلت عنها وكالة «رويترز»: إنه «يجري تشكيل التحالف الموسع الجديد على خلفية استمرار الاتصالات بين موسكو وواشنطن اللتين استطاعتا لأول مرة خلال فترة طويلة ماضية التوصل إلى مواقف مشتركة متفق عليها إزاء سورية، وقد اقتربتا من الاتفاق بشأن تحديد أي مجموعات مسلحة يمكن اعتبارها معتدلة، وأي مجموعات متطرفة.
ورأت الصحيفة أن موافقة ميليشيا «الجيش الحر» المدعومة من الولايات المتحدة والسعودية وتركيا على إجراء حوار مع موسكو تعتبر حسب رأي الخبراء تقدماً ملموساً في مسألة تشكيل مجموعة الوسطاء.
وبعد عقد الاجتماع في فيينا جرى اتصال هاتفي بين لافروف وكيري مرتين، وكما أعلنت وزارة الخارجية الروسية فإنهما واصلا بحث مستقبل التسوية السياسية في سورية بمشاركة السلطة والمعارضة الوطنية وبدعم المجتمع الدولي، بما في ذلك دول المنطقة الرئيسية.
وأضافت «كوميرسانت»: إن أعضاء رباعية فيينا اتفقوا على أن يعقد اجتماعهم القادم في 30 تشرين الأول الجاري، «ومن غير المستبعد أن يزداد عدد أعضائه»، علماً أن وزير الخارجية الأميركي لم يستبعد ذلك في بيان صادر عنه في أعقاب اجتماع فيينا، أما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير فأكد الأحد في القاهرة أنه تم تحقيق بعض التقدم والتقارب بين مواقف الأطراف، على حين قالت الصحيفة: إن مسألة مشاركة إيران في التسوية بقيت معلقة إلى الآن إذ إن الولايات المتحدة ألمحت إلى أنها غير جاهزة لإشراك طهران في العملية بهذه السرعة.
ولكن وزير الخارجية الروسي أعلن في مقابلة صحفية أجراها معه السبت برنامج «أخبار السبت» التلفزيوني الروسي، أنه لا يمكن تشكيل دائرة خارجية لتسوية الأزمة في سورية من دون مشاركة إيرانية، علماً أن بروكسل كانت قد أيدت فكرة إشراك طهران في الجهود الدبلوماسية متعددة الجوانب.
وفي هذا الإطار نقلت الصحيفة الروسية عن مدير معهد الدين والسياسة الروسي ألكسندر إيغناتينكو توضيحه أن السعودية وليست واشنطن هي غير الراضية عن تحسين العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وهي التي تعارض توسيع الرباعية على حساب إيران.
كما رأت الصحيفة الروسية أن هناك عاملاً آخر لا يمكن الاستغناء عنه في مسألة توسعة الرباعية، وهو قطر التي أعلنت الأسبوع الماضي أنها «لا تستبعد التدخل في سورية إلى جانب المسلحين»، وخصوصاً أن الدوحة سبق أن أعربت عن خيبة آمالها بسبب عدم توجيه دعوة إليها للمشاركة في الرباعية، ما يعني أن إمارة قطر ربما تحاول إعلاء صوتها بتصريحات «استفزازية» في محاولة منها لتجربة السيناريو الفرنسي أيضاً، عله يتم تذكرها في عملية التسوية.