سورية

مكذباً ما أعلنته خارجيته عن عدم التعاون مع السعودية…أردوغان: لولا مساعدة «الدول الصديقة» لما حققت المعارضة «مكتسباتها»

أقر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بدعم إرهابيي تنظيم القاعدة في سورية بالتعاون مع السعودية وقطر، مشيراً إلى أنه لولا هذا الدعم لما كانوا حققوا ما سماه «مكتسبات» في محافظة إدلب.
ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن أردوغان قوله في تصريح للصحفيين خلال عودته من زيارة قام بها إلى ألمانيا وبلجيكا: «ساهمت دول المنطقة الصديقة في تحقيق المعارضين السوريين المكتسبات في سورية، فالسعودية وقطر وتركيا تتعاون في إطار برنامج تدريب وتجهيز «المعتدلة»، إضافة إلى مشاركة الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى». يشار إلى أن التنظيمات الإرهابية التكفيرية وعلى رأسها جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام اعتدت بشكل واسع على مدينتي إدلب وجسر الشغور بإسناد ناري تركي وبعد تسلل آلاف الإرهابيين التكفيريين من تركيا حيث ارتكبوا مجازر بشعة بحق المدنيين كما حصل في اشتبرق وهجروا آلاف المدنيين.
وزعم أردوغان أن الإرهابيين في سورية «يكتسبون قوة إضافية ويحققون مكتسبات ولولا دعم الدول الصديقة لما تمكنوا من مواصلة ذلك».
وتظهر تصريحات أردوغان هذه تصدعات داخل أجهزة النظام السياسي التركي إذ إن تصريحاته تتعارض تماماً مع ما أدلت به الخارجية التركية قبل يومين عندما نفت نفياً قاطعاً أي تعاون أو اتفاق مع السعودية لدعم ما يسمى المعارضة في سورية ليأتي أردوغان ويكذب خارجيته أمام العالم.
ويقدم النظام التركي كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية وذلك من خلال تسهيله تسلل آلاف الإرهابيين والمتطرفين والمرتزقة الأجانب من شتى أنحاء العالم وشحنات من مختلف أنواع الأسلحة إلى سورية، إضافة إلى استضافة معسكرات تدريب لهم وغرف عمليات لتوجيههم وقيادتهم وصولاً إلى العدوان المباشر عبر الإسناد الناري.
وحول اعتقال وكلاء النيابة العامة الذين أمروا بتوقيف شاحنات تتبع لجهاز المخابرات التركي وتنقل أسلحة وذخيرة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية، قال أردوغان وفي كلام يثير السخرية: «إن هناك تنظيمات إرهابية مسلحة وهناك تنظيمات إرهابية غير مسلحة وهذه الأخيرة لها تكتيكات مختلفة ونحن نتابع ما يحدث في القضاء حيث لم يعتقل قاض أو وكيل نيابة عامة من قبل ولكن هذا الحادث يختلف».
وتوعد أردوغان بملاحقة ومعاقبة كل من يضع جهاز المخابرات التابع له في قفص الاتهام بدعم الإرهابيين في سورية، مكرراً نفس الأكاذيب المعهودة بأن نظامه يقدم فقط ما سماها «مساعدات إنسانية».
يشار إلى أن نظام أردوغان اعتقل قبل مدة، أربعة من وكلاء النيابة العامة وهم سليمان بكرى يانيك واوزجان شيشمان وعزيز تاكجي وأحمد كراجة والضابط أوزكان جوكاى المسؤول العسكري في منطقة أضنة وعدداً من أفراد الشرطة بسبب إصدارهم أوامر بإيقاف وتفتيش مجموعة شاحنات وحافلات في اسكندرون وأضنة كانت تنقل أسلحة إلى الإرهابيين في سورية بإشراف المخابرات التركية في كانون الثاني عام 2014.
من جانبه أكد رئيس حزب الشعوب الديمقراطية في تركيا صلاح الدين دميرتاش أن نظام رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية أرسلا مئات الشاحنات المحملة بالأسلحة إلى إرهابيي تنظيم القاعدة في سورية. ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن دميرتاش قوله خلال لقاء جماهيري في إطار حملة حزبه للانتخابات البرلمانية التي ستجري في السابع من حزيران المقبل: «لقد أرسلت حكومة العدالة والتنمية مئات الشاحنات المحملة بالأسلحة من تركيا إلى تنظيم القاعدة في سورية وحينها كان أحمد داود أوغلو وزيراً للخارجية وكان على رأس تلك العمليات.. ويا للغرابة فقد أوقفت الشاحنات في أضنة واسكندرون وكانت معهم سيارة مدنية فيها عناصر من المخابرات وكانت رخصة القيادة مسجلة بشكل صريح وواضح باسم أحد عناصر القاعدة».
وتوجه دميرتاش إلى أوغلو بالسؤال: «ألم ترسل السلاح إلى التنظيم المغتصب المسمى داعش الذي يلحق أكبر الأضرار بالإنسانية والإسلام.. عليك أن تجيب أولاً عن هذا السؤال فالشاحنات التي أوقفت في أضنة والتابعة لجهاز المخابرات التركي كانت محملة بالصواريخ والقنابل والمدافع وهذا ما كشفه المدعون العامون الذين اعتقلتموهم والملفات محفوظة في المحكمة بالأدلة والمستندات والأرقام المتسلسلة والمشاهد المصورة في حين تقول أنت إنها كانت مساعدات إنسانية».
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن