سورية

إيطاليا حذرت من إسقاط الرئيس الأسد عسكرياً وألمانيا اعتبرت أن لا دور له في حكومة انتقالية … مصر تؤكد ضرورة ترافق الحل السياسي مع مكافحة الإرهاب وكازاخستان ترى أن الأولوية للقضاء على التهديد الإرهابي

وكالات :

أكدت مصر ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، إضافة إلى مواصلة جهود مكافحة الإرهاب، على حين شددت كازاخستان على أن الأزمة لا يمكن أن تحل إلا بعد القضاء على الإرهاب، ورأت إيطاليا أن إزاحة الرئيس بشار الأسد عسكرياً ستشكل مجازفة بفراغ في سورية، على حين قالت ألمانيا إنها لا ترى دوراً للرئيس الأسد في حكومة انتقالية في سورية.
وفي التفاصيل اعتبر رئيس مجلس الشيوخ في برلمان كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في المؤتمر العلمي التطبيقي المخصص للذكرى السبعين لتأسيس منظمة اليونيسكو الذي عقد أمس في العاصمة الكازاخية أستانا، أن المهمة الأكثر إلحاحاً في الوقت الراهن تكمن في القضاء على الإرهاب الدولي الذي ظهر فجأة وبدأ ينشر نشاطه الإجرامي، لافتاً إلى ضرورة القضاء على التهديد الإرهابي في سورية واتفاق القوى الكبرى بالتوسط في ذلك قبل الالتفات إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية، مشدداً على ضرورة مساعدة الشعب السوري في الوصول إلى طريق التنمية السليمة.
واعتبر توكاييف أن مسألتي استقرار الوضع في سورية وتسوية القضية النووية الإيرانية تتعلقان إلى حد كبير بالأمن القومي لكازاخستان، مشيراً إلى أن سياسة بلاده موجهة نحو إحلال السلام والاستقرار على طول حدود كازاخستان وأنها تسعى إلى تحقيق هذا الهدف.
من جهة أخرى رأى وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أمس أن بوسع روسيا القيام بدور إيجابي بشأن سورية، لكنه أشار إلى أنه لا ينبغي الوقوع في «فخ» الخلط بين الأزمتين السورية والأوكرانية.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن جينتيلوني تأكيده عبر تصريحات لتلفزيون بلومبرغ أن إيطاليا كانت دائماً على قناعة بأن هناك حاجة لمرحلة انتقالية في سورية تؤدي إلى خروج الرئيس الأسد من المسرح السياسي، مشدداً على أهمية التوصل إلى اتفاق يفضي إلى هذه المرحلة، وقال: «لو اقتصر تفكيرنا على إزاحة (الرئيس) الأسد من سدة السلطة عسكرياً، فهذا يعني أننا نجازف بفراغ في سورية ستشغله التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة، وليست «القوى الديمقراطية».
على خط مواز قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر، في مؤتمر صحفي: إن الحكومة الألمانية لا تتخيل أي سيناريو يلعب فيه الرئيس الأسد دوراً في حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة.
وتابع شيفر قائلاً: «على حد علمي هناك لاعبون كثيرون وقوى كثيرة في المنطقة، بما في ذلك تركيا والسعودية ودول خليجية أخرى، لا تتخيل هذا الأمر»، مضيفاً: «نحن لا يمكننا تخيل أن يكون الأسد جزءاً من حكومة انتقالية بسلطات كاملة».
وأمس الأول جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تأكيده أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، إضافة إلى مواصلة جهود مكافحة الإرهاب.
وفي بيان صدر عقب لقاء السيسي مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأحد قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف: إن الرئيس المصري أكد أهمية التوصل إلى حل سياسي لتلك الأزمة «بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بما يحفظ وحدة الأراضي السورية ويصون كيان الدولة ومؤسساتها ويدعم إرادة وخيارات الشعب السوري من أجل بناء مستقبل البلاد، بالتزامن مع مواصلة جهود مكافحة الإرهاب والبدء في جهود إعادة الإعمار فور التوصل إلى تسوية سياسية».
وكان الرئيس المصري أكد خلال لقائه المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الأربعاء الماضي أهمية القضاء على التنظيمات الإرهابية والتوصل إلى حل سياسي في سورية يحفظ وحدة أراضيها.
ووفقاً لوكالة أنباء «الأناضول» التركية للأنباء تسلم السيسي رسالتين من الملك السعودي خلال لقائه بالجبير، تتضمن الأولى دعوة موجهة له لحضور القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا اللاتينية التي تستضيفها الرياض خلال الشهر المقبل، والأخرى تتضمن مقترح إنشاء مجلس تنسيق مصري سعودي للتعاون المشترك والارتقاء بمختلف أوجه التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات كافة.
وأشار المتحدث علاء اليوسف بحسب «الأناضول» إلى أن الرئيس المصري شدد على حرص مصر على عدم قبولها بالمساس بأمن المملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أن وزير الخارجية السعودي أكد علاقات الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين البلدين، وقوتها ومتانتها، وأهمية تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.
وكان قد وصل إلى القاهرة ظهر أمس الأول، وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير في زيارة استغرقت عدة ساعات، وغادر عائدًا إلى بلاده من مساء اليوم نفسه بعد عقده مؤتمراً صحفياً مع نظيره المصري سامح شكري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن