عربي ودولي

«حملة أميركا» على الإرهاب أودت بحياة نصف مليون مدني … صحيفة: الصين كافحت الإرهاب في شينجيانغ ونجحت

| الوطن

اعتبرت صحيفة «ساوث شاينا مورنيغ بوست»، أن حملة الصين في مكافحة الإرهاب في منطقة شينجيانغ نجحت، حيث لم ترد تقارير عن وقوع هجمات إرهابية منذ عام 2017، على عكس حرب أميركا على الإرهاب، التي خلفت مئات الآلاف من الضحايا المدنيين في العديد من الدول.
وذكرت الصحيفة في مقال لها إنه في 22 آذار، فرضت أميركا والاتحاد الأوروبي عقوبات على الصين بسبب مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأيغور، في منطقة شينجيانغ المتمتعة بالحكم الذاتي، مشيرة إلى أن هذه العقوبات كانت هي الأحدث في سلسلة من التحركات المتصاعدة ضد بكين التي بدأت في 19 كانون الثاني عندما أعلن وزير الخارجية الأميركي آنذاك مايك بومبيو، في آخر يوم له في منصبه، أن الصين ترتكب إبادة جماعية «مستمرة» ضد الأيغور، من دون أن يقدم أي دليل.
ولفتت إلى أن مجلة «فورين بوليسي»، ذكرت أنه عندما أقر البرلمان الكندي في وقت لاحق اقتراحاً يعلن الإبادة الجماعية في شينجيانغ، امتنع رئيس الوزراء جاستن ترودو عن التصويت، واصفاً المصطلح بأنه «محمّل للغاية».
وأوضحت، أن الصين ردت بالمثل، وفرضت عقوبات على المشرعين الأوروبيين واتهمت الغرب بالنفاق ونشر الأكاذيب، لافتة إلى أن ما لا نقرأ عنه في الغرب هو أن الإرهاب كان يخرج عن نطاق السيطرة في شينجيانغ ولا يزال يمثل تهديداً خطيراً اليوم.
وأوضح كاتب المقال، أنه كان يزور شينجيانغ من هونغ كونغ حتى سنوات قليلة مضت، لمصلحة شركة أميركية استثمرت مئات الملايين من الدولارات في شركتين خاصتين هناك.
وأشار إلى أن كلتا الشركتين كانت تستخدم الأيغور والهان على حد سواء، وأنه في زياراته تم اصطحابه إلى بازارات الأيغور وعشائهم ورقصاتهم، ومعظم المسؤولين الذين قابلهم كانوا من الأيغور، لافتا إلى أنه مع ذلك، بدءاً من عام 2007 تقريباً، أصبح من الخطير بشكل متزايد زيارة شينجيانغ، فقد هزت المنطقة موجة من الهجمات الإرهابية المروعة، أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 شخص وإصابة عدد لا يحصى من الأشخاص.
وأوضحت الصحيفة، أنه على سبيل المثال، في 5 تموز 2009، كانت هناك أعمال شغب في العاصمة أورومتشي؛ وتعرض 197 شخصاً للقرصنة والضرب والحرق حتى الموت وجرح 1721 شخصاً، وفي 22 أيار 2014، أسفر تفجير سيارتين مفخختين في المدينة ذاتها عن مقتل 43 شخصاً وإصابة 94 آخرين، كما وقعت عشرات الهجمات الأخرى.
ولم يقتصر العنف الشديد على شينجيانغ فقط، وفق الصحيفة، ففي 2013، لقي خمسة أشخاص مصرعهم وأصيب 38 في هجوم انتحاري نفذه ثلاثة من الأيغور في بكين، على حين في 2014، أسفرت موجة قتل قام بها ثمانية من الأيغور عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 141 آخرين في محطة سكة حديد كونمينغ.
وأوضحت أن الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية (ETIM) المنظمة، غالباً ما تبنت الهجمات، وهي «جماعة انفصالية إسلامية أسسها مقاتلون من الأيغور»، مشيرة إلى أن «الجماعة وعلاقاتها بالأصولية الإسلامية ضاعفت من مخاوف الصين بشأن التهديد المتزايد للإرهاب داخل البلاد».
وذكرت، أنه في 2002، أعلنت أميركا والأمم المتحدة حركة تحرير تركمانستان جماعة إرهابية، على حين أشار مجلس الأمن إلى ارتباط الجماعة بالقاعدة أو طالبان، لافتة إلى أن مقاتلي الأيغور قاتلوا مع القوات الأميركية في أفغانستان وأماكن أخرى، على حين في تموز 2020، حددت الأمم المتحدة الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي من الأيغور في سورية وأفغانستان.
وبعدما أشارت الصحيفة إلى الحرب التي شنتها أميركا على الإرهاب بعد 11 أيلول 2001، لفتت إلى الحرب التي شنتها الصين لمكافحة الإرهاب في شينجيانغ، حيث يعمل المتطرفون عبر حدود الصين المليئة بالثغرات ويتدربون إلى جانب طالبان وداعش.
وأشارت إلى أن الإرهابيين في شينجيانغ، يختبئون بين عامة السكان، ويعملون على تحويل الشباب إلى تطرفهم، والتآمر وتنفيذ هجمات إرهابية، وأوضحت أن إجراءات مكافحة الإرهاب الصينية تشمل تعزيز الأمن ومراكز التدريب والتعليم المهني.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من شدة إجراءات مكافحة الإرهاب التي تتخذها الصين، إلا أنها تبدو باهتة مقارنة بتلك التي تتخذها أميركا، موضحة أنه وحسب تقديرات مختلفة، أودت حرب أميركا على الإرهاب بحياة نصف مليون شخص في أفغانستان والعراق، والعديد من الأرواح في باكستان وسورية وليبيا.
ومع ذلك، اعترفت أميركا منذ ذلك الحين في تقارير لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ بأنها لا تملك أي دليل على أن العراق كان له علاقة بأحداث 11 أيلول 2001، أو أنه كان يؤوي القاعدة أو يمتلك أسلحة دمار شامل، فقد فُقد العديد من الأرواح البريئة عبثاً، وفق ما ذكرت الصحيفة.
وقالت: «على عكس حرب الولايات المتحدة على الإرهاب، يبدو أن حملة مكافحة الإرهاب الصينية قد نجحت. فلم ترد تقارير عن وقوع هجمات إرهابية منذ عام 2017، ومن اللافت للنظر حقاً أن الصين كانت قادرة على كبح جماح الإرهاب، وهو مشكلة مستعصية في أي مكان في العالم، دون إلحاق الكثير من الأضرار الجانبية. ولا يبدو أن هذه النقطة تظهر أبداً في سيل الغضب المتدفق من الصحافة الغربية».
واضافت: «الآن تتهم الولايات المتحدة الصين بارتكاب إبادة جماعية من دون أي دليل. وهنا يطرح السؤال: ألا يحق للصين أن تتهم أميركا بازدواجية المعايير؟».
فلماذا يسمح للولايات المتحدة شن حروب على الإرهاب والإسلام المتطرف مثل تنظيمي داعش والقاعدة ولم يعد يسمح بقرار من ترامب للصين في محاربة الإرهاب على أراضيها؟!
وتابعت: «في 5 تشرين الثاني 2020، بعد يومين من الانتخابات الرئاسية الأميركية، قامت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشطب الحركة من قائمة الجماعات الإرهابية»، موضحة أنه بضربة قلم تصبح الحركة الإرهابية بريئة ويمهد الطريق أمام بومبيو في آخر يوم له في مكتبه للإعلان بأن الصين تقوم بإبادة جماعية.
وبعدما أشارت الصحيفة إلى أنه «من خلال استبعاد فرضية مكافحة الإرهاب، يمكن للسياسيين الغربيين بعد ذلك تأطير الإجراءات الصينية لمكافحة الإرهاب على أنها ببساطة اضطهاد ديني وعرقي»، ولفتت إلى أنه يوجد نحو 25 مليون مسلم في الصين، حيث يوجد في بكين وحدها نحو ربع مليون مسلم وأكثر من 70 مسجداً.
واعتبرت أن سياسات الصين في شينجيانغ، مهما بدت شديدة القسوة على مستوى ما، لا تستهدف ديناً أو جماعة عرقية، بل تستهدف التطرف؛ وتتفهم الدول الإسلامية الكبرى هذا وقد دعمت الصين علناً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن