رياضة

كرة السلة السورية من البطولات المحلية إلى باقة من البطولات الدولية … مسابقات جديدة تدخل الروزنامة لأول مرة

| مالك حمود

تعيش كرة السلة السورية موسماً مختلفاً في مختلف جوانبه، ورغم أنها مازالت بقيادة اتحاد مؤقت إلا أن ذلك لا ينفي عملها الدؤوب ولاسيما بخصوص المسابقات الجديدة التي تدخل كرة السلة السورية للمرة الأولى إضافة لحركة المسابقات التي لم تتوقف رغم الكورونا، وصولاً إلى المنتخبات التي تعتبر من أكبر المشاريع القادمة، بما فيها من تنوع واتساع وامتداد، وطموحات وآمال.

الفئات العمرية بين الكأس والدوري

مسابقات الفئات العمرية حافظت على مساراتها بطريقة التجمعات الجغرافية في أدوارها الأولى، والمميز فيها أنها كانت السباقة إلى إنجاز بطولة كأس الاتحاد لكل من الناشئين والناشئات والشباب أيضاً، وبالطبع فالمسابقات الثلاث كانت أدوارها النهائية على درجة عالية من القوة والسخونة وأفرزت العديد من المواهب الواعدة والخامات والقامات، وبغض النظر عن النظام المضغوط للمسابقة والذي يفرض على الفرق اللعب يومياً في واحدة من أهم مشكلات مسابقات الفئات العمرية في أدوارها النهائية، ورغم ذلك فلم تنته تلك الحالة لتنعكس سلباً في بعض الأحيان على الأداء وتدفع المدربين للعب بطرق دفاعية معينة، فيما لا تزال سلتنا تعاني التراجع بنسب التسجيل من الرميات الحرة والتسديد من خارج القوس، ورغم كل ذلك فقد كانت هذه المسابقات فرصة لاكتشاف المواهب الواعدة كي تأخذ مكانها في منتخبات الفئات العمرية القادمة وما تنتظرها من مشاركات خارجية.

القباني مع المزيد من المباريات

الكوتش ظافر قباني مدرب الاتحاد (وصيف كأس الاتحاد للشباب) يبدو ميالاً لطريقة المسابقة ومبارياتها الكثيرة خلال فترة قصيرة على اعتبار أن هذه الفئات العمرية بحاجة لخوض الكثير من المباريات، لكنه يجد القوة في النقاط التالية:

نظام المسابقة يفرض على المدرب بناء وإعداد فريق مؤلف من 12 لاعباً، وتحضيره لهذه المجموعة كاملة للاستفادة منها خلال المباريات لتوزيع الجهد والمشاركة على كل اللاعبين حسب ظروف المباراة.

أما نقاط القوة فإنه يراها في سياسة النجم الواحد التي تعتمد عليها بعض الفرق، أو الاعتماد على خمسة لاعبين فقط لتحميلهم المباراة، بل كل المباريات دون النظر والتركيز على دور البقية.

ويضيف القباني: هذه البطولة لا تفرز خامات، وإنما تصقل الخامات المكتشفة أساساً في الأندية المعنية بصناعة المواهب، وليس المهم اكتشاف الخامات والمواهب، فالأهم العمل على تطويرها سواء بالإكثار من البطولات والمباريات في هذا العمر، أم إقامة معسكرات تدريبية لها سواء كانت مركزية أم في المحافظات، مع التأكيد على أهمية تأمين المشاركات الدولية الخارجية التي تحقق لهذه المواهب الاحتكاك القوي والمفيد والمطلوب.

الزغن: الألفة أساس النجاح

المدرب يوسف الزغن مدرب الجلاء بطل مسابقة كأس الاتحاد للشباب بكرة السلة أكد أن فريقه استحق البطولة ليس لمجرد امتلاكه للاعب الياس عازارية حيث كثرت الأقاويل على أن اليأس هو السبب المباشر لفوز الجلاء بالبطولة، مشيراً إلى أن الفريق خاض المباراة النهائية بغياب لاعبه جورج دولماية الذي خرج من البطولة بسبب الإصابة، ورغم ذلك فاز الجلاء بالبطولة.

ويضيف الزغن بأن التجانس والتآلف بين اللاعبين هما من أهم أسباب النجاح، بدليل أنه طلب للفريق معسكراً داخلياً قبل النهائيات بأيام، والإيجابي بالأمر تجاوب إدارة النادي معه وتنفيذ الفكرة، ما أبعد اللاعبين عن ضغوط الحياة اليومية وانشغالاتها والتركيز حصراً بالبطولة، ورغم الفوز والإنجاز فقد طالب الكوتش يوسف بإقامة دوري كامل كما كان يحصل سابقاً، لما فيه من فوائد عديدة على اللاعبين والمدربين أيضاً.

بطولات دولية على الطريق

لا شك بأن أحلى ما في اللاعب الموهوب والواعد رؤيته في صفوف منتخب بلده، وتحقيقه للحلم الذي يولد بداخله منذ لحظاته الأولى في عشق كرة السلة.

الكل طالب وتمنى وناشد بتشكيل منتخبات وطنية تجمع هذه المواهب الكثيرة وتعطيها الحافز المعنوي والفائدة الفنية الكبيرة، في وقت مازالت فيه الكورونا تتحكم في العديد من البطولات الدولية وتغير في مساراتها وتواريخها وأماكنها.

فبعودة كرة السلة السورية إلى ساحة المشاركة في البطولات العربية تفتح أمامها بوابة الاستفادة من العديد من البطولات العربية لمختلف الفئات العمرية، ولا ندري ما إذا كانت سوف تأخذ طريقها إلى التنفيذ أم ستؤجل وترحل وتلغى كما حصل في غيرها مسبقاً بسبب الكورونا، فالباقة تبدو غنية مع بطولات كل من الناشئين والناشئات، وعلى صعيد المنتخبات والأندية للرجال والسيدات.

وبالطبع فثمة أجندة دولية ثانية تبدو في متناول كرة السلة السورية لكل من منتخبات الناشئين والناشئات والرجال والسيدات.

النافذة الثالثة في عمان

منتخب سورية للرجال بكرة السلة سيبدأ مرحلة تحضيرية جديدة للمشاركة في النافذة الثالثة التي ستقام منافساتها في حزيران المقبل بالعاصمة الأردنية عمان.

منتخبنا الذي يحتل المركز الثالث في مجموعته بعد إيران، وسيلعب مع السعودية يوم 12 حزيران، ثم يلتقي قطر يوم 14 منه، ويكفي المنتخب الفوز بمباراة واحدة لضمان التأهل إلى النهائيات الآسيوية المقررة في إندونيسيا خلال تشرين الأول المقبل.

طريف: لن نعود إلى الانتقاء

الكابتن طريف قوطرش (مدير المنتخب) يؤكد أن تأجيل النافذة لم يكن لمصلحة منتخبنا، لكن بالوقت ذاته فإن منتخبنا اعتاد خلال الأزمة على اللعب خارج أرضه وهذه نقطة إيجابية تصب في مصلحته، كما أن المرحلة التحضيرية التي ستبدأ بعد عيد الفطر وانتهاء دوري الرجال، سوف تختلف عن سابقتها، على اعتبار أن المرحلة التحضيرية الماضية أسفرت عن انتقاء 15 لاعباً، وأن البداية لن تكون مثل المعسكرات السابقة التي كانت تعتمد على عدد واسع من اللاعبين وبعدها تبداً عملية الانتقاء والإقصاء للوصول إلى المجموعة الـ 15 من اللاعبين، أما اليوم فالبداية سوف تكون مع هذه المجموعة، ويشير الكابتن طريف إلى أن المرحلة التحضيرية القادمة سوف تقتصر على معسكر لا يتجاوز ثلاثة أسابيع، وأنه لا يفضل المعسكرات الطويلة باعتبارها تسبب الملل والإصابات.

كما تحدث الكابتن طريف عن انتقائية لاعبي المنتخب وربطها بالدوري، مؤكداً أن مستوى الدوري ضعيف ولا يعطي الصورة الحقيقية والدقيقة للاعبين، ولاسيما في بعض المزايا التي تبرز ويبرز اللاعب فيها أمام الفرق الضعيفة، موضحاً بأن أهم عيوب سلة دورينا لا تزال في نسب تسديد الرميات الحرة ومن خارج القوس وبالتورن أوفر.

ويشير الكابتن طريف إلى أن المساعي قائمة لتأمين معسكر خارجي ومباريات تحضيرية دولية للمنتخب، موضحاً بأن الاتحاد السوري لكرة السلة كان بصدد تنظيم دورة دولية ضمن التحضيرات السابقة للنافذة الثالثة لكن المؤسف كان باعتذار عدد من الفرق المدعوة عن الحضور، لكن المؤسف أكثر كان بعدم رد بعض المنتخبات المدعوة سواء بالموافقة أم بعدمها.

معلا: سندعم كل المنتخبات

(رئيس الاتحاد الرياضي العام) فراس معلا يؤكد أن دعم القيادة الرياضية لن يتوقف على منتخب الرجال الذي نال دعماً مميزاً في طريقه الآسيوي، معلناً العزم على تقديم الدعم الكامل والكبير لمختلف المنتخبات السلوية سواء كانت للرجال أم السيدات أو منتخبات الفئات العمرية، مع التأكيد على دعم الأندية في مشاركاتها الخارجية باعتبارها تمثل الوطن دولياً.

كما يؤكد معلا أن الإمكانات المادية المتوافرة حالياً هي نفسها التي كانت متوافرة لدى الاتحاد السابق، لكن العبرة في كيفية التصرف بها وتوجيهها بالطريقة الصحيحة لخدمة المنتخبات باعتبارها مرآة رياضة الوطن في الساحات الدولية.

سلام: المهارات أساس الباسكت

على هامش مسابقة كأس الاتحاد للناشئين والناشئات وكذلك الشباب تابعنا نشاطاً خاصاً تقيمه لجنة المسابقات من باب التنشيط والتحفيز والترفيه للاعبين واللاعبات في مسابقات سريعة تقام للمهارات الفردية، وهي تعتمد أساساً على مبادئ تنطيط الكرة وتمريرها وتسديدها على السلة من مسافتي الرمية الحرة والثلاثية.

الفكرة سرعان ما تحولت من مجرد نشاط موازٍ للبطولات إلى مسابقة رسمية تقام على مستوى محلي، وسرعان ما تولت المهندسة سلام علاوي (عضو الاتحاد السوري لكرة السلة) الإشراف والمتابعة لهذا المشروع السلوي الجديد وعنه تقول:

المهارات هي أساسيات لاعب كرة السلة، والمسألة لم تعد مجرد نشاط تحفيزي محلي، بعدما تم اعتمادها كمسابقة رسمية لدى الاتحاد الدولي لكرة السلة الفيباـ وإقامة بطولات دولية لها، ومن هنا جاء تحرك الاتحاد السوري لكرة السلة نحو إدراج المسابقة ضمن الأنشطة الرسمية لمسابقاته وإقامة البطولات المحلية في المحافظات، وبموجب هذه البطولة تم انتقاء المميزين للمنتخب الوطني للأشبال والشبلات.

طبعاً مسابقة المهارات الفردية بكرة السلة (السكيلز) هي مباراة بين فريقين تقام ضمن ملعب السلة، ويتألف كل فريق من 5 لاعبين، وتقام المباراة بطريقة التتابع، بحيث يدخل اللاعب الملعب وأمامه عدة محطات اختبار، حيث السير وتنطيط الكرة بين الأقماع، والتمرير ضمن جهاز التمرير، ومن ثم التسديد على السلة من نقطة الرمية الحرة، والتسديد على السلة من خط الرمية الثلاثية، وبعد العودة مغادرة الملعب ودخول زميله في الفريق، وبنهاية المباراة تحسب النقاط التي حققها لاعبو الفريق بأكملهم وتطرح من الزمن الذي استغرقه الفريق في المباراة، للحصول على العلامة النهائية للفريق.

مواهبنا في التصفيات الآسيوية

للمرة الأولى في تاريخها تشارك كرة السلة السورية في التصفيات الآسيوية لمنتخبات الأشبال والشبلات (تولد 2006 وما فوق) بكرة السلة والتي تقام يوم 25/ 4/ 2021 بمشاركة منتخبات من 16 دولة آسيوية وزعت على 4 مجموعات.

• منتخب سورية للأشبال جاء في المجموعة B والتي تضم منتخبات: (تايلند- ماليزيا- العراق)..

• يتألف منتخب سورية من اللاعبين:

سلمان حيدر- يحيى مستو- يوسف كلش- تيم سوقي- يوسف سودا – محمد شقفي – طلال كوجان – عيسى علي – نعيم ماردللي • لؤي عزاوي.

• منتخب سورية للشبلات جاء في المجموعة D والتي تضم منتخبات: (تايلند • ماليزيا – العراق)

• يضم منتخب سورية اللاعبات: ساندرا سفر- لونا عياش – ليلى حسن آغا- لينا حسن آغا – سرى دواليبي – شهد زادة – جود زرز – زينة الحاج زين – هديل مقداد – زينة بكور.

تأجيل للستريت بول والبلاي ستيشن

المسابقات المحلية ورغم كثرتها كان يفترض أن تكون أكثر، حيث كانت تتجه النية لإطلاق مسابقة (3 * 3) أو ما تسمى (الستريت بول) وكان يفترض أن تقام لها وللمرة الأولى بطولة محلية على مستوى الأندية وللرجال والسيدات، وكان من المفروض إقامتها خلال شهر رمضان، لكن التحديد المفاجئ للنافذة الثالثة دفع اتحاد السلة نحو الحلول العاجلة واستكمال الدوري خلال شهر رمضان، ما حال دون إقامة المسابقة، وربما أقيمت خلال الصيف القادم بعد انتهاء الدوري المحلي والكأس.
علما أن المشاركة في البطولات الدولية الرسمية لم تعد بشكل تلقائي وإنما تعتمد على نقاط الفريق التي حصلها من عدد المباريات التي خاضها خلال الموسم إضافة لمعايير أخرى كعدد المدربين والمنظمين، وبالتالي فالستريت بول غابت عن المشهد خلال الوقت الحالي. فيما غابت أيضاً مشاركتنا عن المسابقة الدولية للبلاي ستيشن التي اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة السلة رسميا مؤخراً ضمن مسابقاته، طبعاً اتحاد السلة الذي فوجئ بهذا النوع من المسابقات وأجرى تحركات مكثفة وعاجلة للتعرف على تفاصيلها وكيفية اعتمادها ووجه الدعوة للاعبين الذين يمارسون هذه اللعبة لانتقاء الأميز وتشكيل المنتخب، لكن ضيق الوقت حال دون استكمال الشروط بالنسبة للاعبينا وخصوصاً أن بعضهم كان سيشارك من خارج سورية، بينما يشترط على المشارك أن يكون محققاً لعدد معين من النقاط، وهذه النقاط يجب أن يجمعها من خوضه للمباريات الودية، لكن الوقت القصير لم يسمح للاعبينا خوض هذا الكم من المباريات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن