رياضة

في الأسبوع الـ24 من الدوري الكروي الممتاز … المتصدر والوصيف يتنافسان في دمشق .. قمة الهروب في تشرين والحرية يبحث عن آخر أمل

| ناصر النجار

تحتشد الفرق المتنافسة على القمة والمؤخرة في ملاعب دمشق لتحسم هذا الصراع قبل أن يودع الدوري مبارياته بأسبوعين.
والحديث عن المقدمة بات سهلاً، والبحارة أعلنوا الأفراح قبل أن يتوجوا رسمياً لأنهم غير مقتنعين أن الجيش سيفوز بكل مبارياته وأن تشرين سيخسر نصفها، لذلك فإن الآراء كلها تميل لمصلحة تشرين الأكثر حظوظاً للاحتفاظ بلقبه، ومع ذلك فمن حق الجيش أن يتمسك بما يملك من آمال لبلوغ الهدف وتحقيق المطلوب.
وعلينا ألا ننكر أن فريق تشرين كان أكثر فرق الدوري استحقاقاً للقب نظراً لأنه ملك شخصية البطولة من خلال لاعبين متميزين في كل المراكز ومدربين حققا المطلوب سواء عبر الأداء أم النتائج، وهذا بصراحة ما افتقدته بقية الفرق التي لم تحقق الخط البياني المتصاعد، فمن كان يطمح للبطولة يجب أن يكون في خاصية مميزة من خلال الوجود الدائم والقوي في المباريات، لا ننكر أن تشرين لم يقع في المطبات، لكنه كان يخرج منها سريعاً معافى.
بقية الفرق للأسف لم تسر على خط البطولة بالشكل المطلوب الذي يؤهلها، الكرامة على سبيل المثال كان حصان الدوري الأسود في مرحلة الذهاب، لكنه ومنذ خسارة الفريق أمام تشرين بدأ خطه البياني بالتراجع، وكأن كلمة السر في تشرين فعندما فقدها شعر أنه فقد كل شيء.
حطين كان متذبذباً طوال الموسم رائعاً بعض الأحيان وأحياناً أخرى غير ذلك، لكن الغريب أن يهدي نقاطه إلى فرق الدوري فهو أمر مستغرب من فريق بقوة الحوت يخسر أمام الساحل والحرية ويتعادل مع الفتوة وهم مثلث الهبوط، وبالمقابل يهزم الجيش 3/1 في مسابقة الكأس فهذه مفارقة عجيبة وترسم العديد من إشارات الاستفهام؟
والوحدة كان يماثل حطين في التخبط بالأداء والنتائج والخسارات أو التعادل غير المبرر في الكثير من المباريات، وللأسف خرج من الموسم بلا أي نتيجة إيجابية، فخيّب الفريق آمال كل محبيه.
لذلك كان تشرين الأكثر تنظيماً وثباتاً فاستحق أن يكون في الصدارة، وهو أكثر فريق يستحق أن يكون في هذا المركز.
مباريات الأسبوع الـ24 ستقام يوم السبت القادم في الثالثة عصراً على ملاعب دمشق، فيلتقي الجيش مع الشرطة على ملعب الجلاء وحرجلة مع تشرين على ملعب الفيحاء، وهما مباراتا قمة الدوري الكروي وعلى ملعب الفيحاء ستقام مباراة الهبوط المهمة بين الفتوة والساحل.
وفي ملعب حماة البلدي يحل الحرية ضيفاً على الطليعة، وهذه المباراة تشكل الأمل الأخير للحرية في البقاء.
خارج هذه المنافسات، فإن المباراة الأهم ستكون ديربي حمص بين الكرامة والوثبة على ملعب الباسل بحمص، المباراة القريبة كانت قبل أسبوعين في كأس الجمهورية وانتهت إلى التعادل 1/1 وفاز الكرامة بركلات الترجيح 4/3، كما تعادلا في الذهاب بلا أهداف، لذلك فإن هذه المباراة ستكون مباراة الزعامة على المدينة فمن يظفر بها فسيكون زعيم الكرة الحمصية وإن انتهت إلى التعادل يتقاسما الزعامة، فلا غالب ولا مغلوب.
في اللاذقية مباراة حطين والوحدة على ملعب الباسل، هي مباراة النقاط المضاعفة وتحسين الترتيب، حطين رابع الترتيب والوحدة في المركز الخامس والفاصل بينهما نقطة واحدة، فمن المتوقع أمام هذا الموقع القريب والفارق النقطي البسيط أن نشهد مباراة حماسية مثيرة بعيدة كل البعد عن ضغوط اللقب وعن حسابات الهبوط، ربما الفوز الذي يحققه أي فريق في هذه المباراة يكون معنوياً ليس إلا، حطين لديه مشروع كبير لمباراة الختام على لقب كأس الجمهورية، وهذا الأمر يفرض عليه أن يقدم بروفة لمباراة الختام أمام الوحدة وخصوصاً أن ضيفه قوي والفائدة من اللقاء معه لها آثارها الإيجابية وانعكاساتها على النهائي.
جبلة الطرف الآخر في نهائي كأس الجمهورية سيلعب أمام الاتحاد في حلب في مباراة لا تقدم ولا تؤخر على صعيد الدوري، وخصوصاً عند الاتحاد الذي انتهى موسمه رسمياً فخرج من المنافسات خالي الوفاض بعد أن كان أنصاره يمنون النفس بلقب هذا الموسم طال انتظاره، لكن قطار الأحلام والآمال توقف أمام حاجز حطين الذي صادر كل شيء وانتقل إلى المباراة النهائية.
كل شيء متعثر في الاتحاد، إدارة في موقف حرج، خزينة لا تحوي المال، رواتب وعقود متأخرة وغير مسددة، فوضى واضطراب، لذلك فإن الاتحاد قد يشارك بلقاء جبلة وما بعده بمن حضر من لاعبين، ليسدل الستار على أسوأ موسم كروي لفريق الاتحاد في كل مشاركاته السابقة.

احتمالات الهبوط

رحلة النجاة تبدأ من مباراة اليوم بلقاء الفتوة مع الساحل على ملعب تشرين وهذه المباراة هي مفتاح الهروب، عملياً الساحل يتقدم الفتوة بفارق نقطتين هذا الفارق من النقاط ليس مريحاً ولا آمناً والمباريات القادمة ستكون عصيبة على الفريقين ومعهما فريق الحرية الذي يتعلق بآمال ضعيفة ولكنها محتملة.

من أراد النجاة عليه الابتعاد عن الخسارة، فأي خسارة أو تعادل في المباريات الثلاث المتبقية تعني الإقصاء من الدوري الممتاز.

يمكن أن نتحدث أولاً عن الفريق الأقل حظاً في البقاء وهو فريق الحرية، الذي يملك 12 نقطة من انتصارين فقط وستة تعادلات و15 خسارة.

الأسبوع الماضي حقق الفوز الأول بالإياب وكان مفاجئاً على حطين 1/صفر، وهو الثاني هذا الموسم فسبق أن فاز في الذهاب على حرجلة 2/1.

المباريات المتبقية للحرية تبدأ مع الطليعة في حماة يوم السبت، ويستقبل الساحل في حلب يوم الخميس القادم، ويواجه الفتوة في دمشق في آخر مراحل الدوري، الحرية يحتاج إلى الفوز في المباريات الثلاث هذه، وقد لا تكفيه إن لم يتعثر فريقا الفتوة والساحل بمباراة على الأقل، لذلك فإن موقف الحرية من الدوري سيتحدد في هذه المرحلة بلقاء الطليعة، فإن تعادل أو خسر فهذا يعني أنه ودع الدوري قبل مرحلتين من نهايته، ولكل مجتهد نصيب.

الساحل موقفه وموقعه يشابه الفتوة ويتقدم عليه بفارق نقطتين وهذا التقدم يشكل ميزة جيدة من المفترض أن يستغلها لاعبو الفريق للحفاظ على هذا الفارق أو تعزيزه وبذلك ينتهي الصراع وكل أشكاله ولدينا هنا عدة احتمالات للهبوط.

الاحتمال الأول أن يفوز الساحل، وبذلك يصبح الفارق خمس نقاط مع بقاء مباراتين وست نقاط محتملة، وهنا يجب على الفتوة الفوز بمباراتيه القادمتين مع الوثبة بحمص ومع الحرية بدمشق، وهذا قد يكون قابلاً للتحقيق، لكن من يضمن ألا يحقق الساحل نقطة من ست نقاط محتملة، وسيلعب مع الحرية بحلب ثم يستقبل الوحدة بطرطوس، هذا الاحتمال يصب في مصلحة الساحل، ويشير إلى هبوط الفتوة والحرية.

الاحتمال الثاني: أن يتعادل الفتوة مع الساحل، وبذلك يبقى الفارق نقطتين وعليه فإن تقرير المصير سيتأجل إلى الأسبوع القادم، وإذا افترضنا جدلاً أنه من الممكن أن يحوز الفتوة والساحل نقاط لقاءيهما مع الحرية وبالتالي فإن الموقف سيتحدد بلقاء الفتوة مع الوثبة بحمص والساحل مع الوحدة بطرطوس.

الفتوة يعرف تماماً أن مصيره معلق بلقاء السبت مع الساحل، وهذا هو الأهم الذي يجب أن يبني عليه فريق الفتوة كل آماله بالبقاء، لذلك كما يعتبر فريق الساحل المباراة حياة أو موتاً فإن فريق الفتوة ينظر إليها بالمقياس ذاته، وربما نظر إلى أن المباراة ستقام على ملعب تشرين وهي الأرض الافتراضية له كميزة حسنة يجب أن تصب بمصلحته.

لا يمكننا الحديث عن نقاط الفتوة والضعف بين الفريقين، هذه المباراة لا تعترف بالنظريات وأساليب اللعب، هذه المباراة تعترف بالإخلاص والتركيز والجهد العالي.

المباراة يجب أن تبتعد عن الأخطاء السطحية والأخطاء الساذجة وعلى اللاعبين أن يضبطوا أنفسهم داخل أرض الملعب حتى لا يتعرضوا إلى البطاقات الملونة التي سترهق الفريق، فأي حمراء ستكلف الفريق الكثير، وربما ركلة جزاء يكون لها تأثير سلبي أو إيجابي على الفريق.

بكل الأحوال نجد أن المباراة متكافئة ومتوازنة ولا فضل لفريق على آخر لذلك ستكون قوة المباراة بحضورها من اللاعبين ومدى تأثيرهم في وسط الملعب وصنع الهجمات واستثمارها بشكل صحيح.

هنا نصل إلى الاحتمال الثالث وهو فوز الفتوة على الساحل، وبذلك تنقلب المعادلة رأساً على عقب، وسيتقدم الفتوة على الساحل بفارق نقطة لتعود المنافسة فتشتعل من جديد، لكن الفتوة سيملك الخيارات الأفضل والحظوظ الأكبر.

ما نأمله من هذه المباراة أن تحظى بالأهمية القصوى من اتحاد كرة القدم ومن لجانه التي ستراقب المباراة وستديرها تحكيمياً وتنظيمياً، ونتمنى أن يتم اختيار الطاقم المناسب لهذه المباراة القادر على ضبط كل الانفعالات وتحقيق العدالة الكروية، وتقديم أداء جيد وجميل.

نتائج الذهاب

فاز تشرين على حرجلة 2/1 سجل هدفي تشرين علاء الدين دالي بينما سجل لحرجلة نور الحلبي.

تعادل الجيش مع الشرطة 1/1، سجل للشرطة عقبة المرعي وللجيش محمد لولو تعادل الكرامة مع الوثبة سلبياً، وبالنتيجة ذاتها تعادل حطين مع الوحدة، وكذلك تعادل الساحل مع الفتوة، وتعادل أيضاً جبلة مع الاتحاد إنما بنتيجة 1/1، سجل لجبلة مصطفى الشيخ يوسف وللاتحاد محمد عدرا وفاز الطليعة على الحرية 2/1 سجل للطليعة أحمد العمير وصلاح خميس وللحرية أيمن صلال من ركلة جزاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن