روسيا تطالب 10 من موظفي السفارة الأميركية بمغادرة أراضيها … بوتين: نتوخى ضبط النفس ولن نسمح لأحد بتجاوز الخطوط الحمراء
| وكالات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تتوخى أقصى درجات ضبط النفس أمام محاولات المساس بها، لكنها لن تتردد في الرد بشكل حاسم على أي خطوات عدائية تهدد مصالحها.
وأشار بوتين في رسالته السنوية للجمعية الفدرالية (البرلمان) إلى أن الحملات العدائية بحق موسكو لا تتوقف، ولفت إلى أن بعض الدول «اعتادت المساس بروسيا تحت أي حجة وغالباً من دون أي حجة إطلاقاً»، مضيفاً إن «إلقاء اللوم على روسيا هو بمنزلة نوع جديد من الرياضة».
وتابع: «في هذا السياق نتوخى أقصى درجات ضبط النفس ويمكن القول إننا نسلك سلوكاً متواضعاً، وكثيراً ما لا نرد إطلاقاً ليس على حملات عدائية بل على صفاقة صارخة».
وأشار بوتين إلى أن روسيا تسعى إلى إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول، بما في ذلك تلك التي برزت خلافات بينها وموسكو في الآونة الأخيرة، مضيفاً: «لا نريد في الواقع إحراق الجسور، لكن إذا كان أحد يرى في حسن نياتنا مؤشراً على التقاعس أو الضعف وينوي إحراق أو حتى تفجير هذه الجسور بنفسه فيجب عليه أن يعرف أن رد روسيا سيكون مناسباً وسريعاً وقاسياً».
وذكر بوتين أن جوهر السياسات الخارجية التي تنتهجها الحكومة الروسية تكمن في ضمان السلام والأمن لمواطني البلاد وضمان تنميتها المستقرة، مؤكداً أن لدى روسيا مصالح خاصة بها ستستمر في الدفاع عنها ضمن إطار القانون الدولي.
وشدد بوتين على أن روسيا لن تسمح لأحد بتجاوز الخطوط الحمراء التي تحددها بنفسها، وتابع: «مدبرو أي استفزازات تهدد المصالح الجذرية لأمننا سيندمون على ما فعلوه بدرجة لم يندموا بها منذ وقت طويل».
وكشف بوتين، في معرض حديثه، عن أن حصة الأسلحة الروسية الحديثة في الثالوث النووي ستبلغ نحو 88 بالمئة في عام 2021، كما أعلن الرئيس بوتين أن الصواريخ الروسية من طراز «تسيركون» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ستوضع في حالة تأهب في المستقبل القريب لحماية سيادة وحدود ومصالح البلاد.
وفي سياق آخر من حديثه، قال بوتين إن الأعمال الفاضحة، مثل محاولات اغتيال الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، والانقلاب في بيلاوسيا، لا تجد إدانة في «الغرب الجماعي».
وقال: «اليوم، تتدهور مثل هذه الممارسة إلى شيء أكثر خطورة بكثير»، وأوضح: «أعني الحقائق المعروفة مؤخراً عن محاولة مباشرة لتنظيم انقلاب في بيلاروسيا واغتيال رئيس هذا البلد».
وفي وقت سابق من يوم السبت، أعلنت موسكو ومينسك أنهما أوقفتا مجموعة خططت لتنفيذ انقلاب مسلح في بيلاروسيا واغتيال الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
على خط مواز، طالبت روسيا رسمياً عشرة موظفين في السفارة الأميركية في موسكو بمغادرة أراضي البلاد، رداً على إجراء مماثل تبنته الولايات المتحدة مؤخراً.
وأكدت الخارجية الروسية أنها سلمت إلى نائب رئيس البعثة الأميركية بارت غورمان خلال استدعائه إلى الوزارة اليوم مذكرة تنص على إعلان الموظفين العشرة المذكورين في سفارة واشنطن «شخصيات غير مرغوب فيها».
وأشارت الوزارة إلى أن هذا الإجراء يمثل رداً بالمثل على «الخطوات الأميركية العدائية بحق عدد من موظفي السفارة الروسية في واشنطن والقنصلية العامة الروسية في نيويورك تم إعلانهم شخصيات غير مرغوب فيها بشكل غير مبرر».
وأكدت الوزارة أن خطوات جديدة ستأتي قريباً ضمن إطار «مجموعة إجراءات الرد على الموجة الأخيرة من العقوبات الأميركية غير القانونية» التي أعلنتها الخارجية في 16 من الشهر الجاري.
وفي وقت سابق أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن السفير، جون سوليفان، سيغادر إلى الولايات المتحدة قبل نهاية هذا الأسبوع لكنه سيعود إلى موسكو «في غضون الأسابيع القادمة».
ووسط تفاقم الأزمة في العلاقات بين موسكو وواشنطن، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الكرملين نصح سوليفان بالتوجه إلى واشنطن بهدف إجراء «مشاورات جادة» مع حكومته، مماثلة لتلك التي يجريها في موسكو حالياً السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف.
إلى ذلك، أعلن مدير قسم المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الروسية، بيتر إيليتشوف، أن بلاده لا تخطط لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن دونباس، داعياً كييف وشركاءها في الناتو إلى الامتناع عن الأعمال التي تؤدي إلى التصعيد في المنطقة.
وقال إيليتشوف في حديث لوكالة «سبوتنيك»: «لا توجد مثل هذه الخطط حالياً لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن دونباس، ولكننا سنسترشد بتطور الوضع على «أرض الواقع» في المستقبل».
وحسب إيليتشوف، فإن كييف ودول الناتو «لم يتوقفوا عن الحملات الدعائية المعادية للروس، وكذلك الاستعدادات العسكرية، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تصعيد التوتر في منطقة دونباس».
وتابع قائلاً: «نحثهم على الامتناع عن الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الأوضاع في شرق أوكرانيا».