عربي ودولي

السلطات الأميركية كانت تخطط لاستخدام مقاتلات لتفريق احتجاجات في كاليفورنيا … بايدن يعترف بالإبادة الأرمنية.. يريفان ترحب بـ«القرار التاريخي» وأنقرة غاضبة

| وكالات

اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، بالإبادة بحق الأرمن، ليكون أول رئيس للولايات المتحدة يصف مقتل 1.5 مليون أرمني على يد السلطنة العثمانية عام 1915 بأنه إبادة.
ورحب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بالقرار التاريخي للرئيس الأميركي، معتبراً أنه «خطوة قوية جداً لصالح العدالة والحقيقة التاريخية».
وكتب بايدن في بيان حسب وكالة «أ ف ب» للأنباء: «الأميركيون يكرمون جميع الأرمن الذين لقوا حتفهم في الإبادة (التي وقعت) قبل 106 أعوام من اليوم».
وأضاف: «نحن نؤكد التاريخ، لا نفعل ذلك لإلقاء اللوم على أحد وإنّما لضمان عدم تكرار ما حدث».
وكان الرئيس الديمقراطي الذي وعد خلال حملته الانتخابية بالتحرك بشأن هذه المسألة، أبلغ نظيره التركي أول من أمس الجمعة بقراره خلال محادثة هاتفية.
وأعرب عن رغبته في «علاقة ثنائية بناءة مع توسيع مجالات التعاون والإدارة الفعالة للخلافات».
وقالت مسؤولة أميركية رفضت كشف اسمها: إن الإعلان يشكل «تكريماً للضحايا»، مضيفة: إن أنقرة «حليف مهم في حلف شمال الأطلسي».
ورغم سنوات من ضغوط الجالية الأرمينية في الولايات المتحدة، لم يجازف أي رئيس أميركي بإثارة غضب النظام التركي.
يقدر الأرمن بمليون ونصف مليون عدد الذين قتلوا منهم بشكل منهجي خلال الحرب العالمية الأولى على أيدي قوات الإمبراطورية العثمانية التي كانت حينذاك متحالفة مع ألمانيا وإمبراطورية النمسا- المجر. وهم يحيون ذكرى هذه الحملة في 24 نيسان من كل عام.
وسرعان ما ردّ نظيره التركي رجب طيب أردوغان على الاعتراف، إذ اتهم «أطرافاً ثالثة» بالتدخل في شؤون بلاده، فيما قال وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو: إن تركيا «لا تتلقى دروساً من أحد حول تاريخها».
ولا يمكن لإعلان بايدن إلا أن يؤدي إلى تفاقم التوتر مع النظام التركي.
وأول من أمس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: إن بايدن أعرب خلال اتصال هاتفي مع أردوغان عن اهتمامه بعلاقة ثنائية بناءة مع مجالات تعاون موسعة وإدارة بناءة للخلافات.
وأشار البيت الأبيض إلى أن بايدن تحدث هاتفياً إلى الرئيس التركي في أول اتصال مباشر بين زعيمي الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي اللتين توترت العلاقات بينهما بشدة.
وتم الاتصال الهاتفي الذي طال انتظاره بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تنصيب بايدن وهو تأخير يعتبر على نطاق واسع جفوة لأردوغان الذي قامت بينه وبين الرئيس الأميركي السابق ترامب علاقة قوية.
وفي سياق منفصل أعلنت وزراة الدفاع الأميركية، أنها تعتزم نشر قاذفتين من طراز بي اثنين وخمسين B-52 في الشرق الأوسط لتقديم الدعم الجويّ للانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان.
المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، أكد أن ما يهم واشنطن هو سلامة جنودها، معرباً عن الاستعداد للتعامل مع أي تهديد في أي مكان.
كيربي، أشار إلى أنه سيتم الإبقاء على حاملة الطائرات (آيزنهاور) في المنطقة لضمان انسحاب عسكري آمن من أفغانستان، وأعرب عن اعتقاده أن الانسحاب منها سيكون بشكل آمن ومنظّم.
وعقد أول من أمس اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية تركيا وأفغانستان وباكستان، لمناقشة مجالات التعاون بين الدول الثلاث في قضايا مثل الأمن والطاقة والهجرة إضافة إلى تطورات عملية السلام في أفغانستان.
وأصدر وزراء خارجية هذه الدول بياناً شدّد على الالتزام بالتسوية السياسية في أفغانستان، واحترام سيادتها ووحدتها، والتوصل إلى حل لأزمة اللاجئين.
يذكر أن الرئيس الأميركي أعلن، في وقت سابق، انسحاب قوات بلاده من أفغانستان بشكل تدريجي بدءاً من الأول من أيار المقبل على أن يكتمل بحلول أيلول المقبل.
وفي سياق آخر أفادت وسائل إعلام أميركية بأن السلطات كانت تخطط العام الماضي لاستخدام مقاتلات حربية للتعامل مع احتجاجات واضطرابات اجتماعية محتملة في ولاية كاليفورنيا.
ونقلت صحيفة Los Angeles Times في تقرير عن أربعة مصادر مطلعة في الحرس الوطني في الولاية تأكيدها أن قوات الحرس تلقت في آذار العام الماضي من مقره الرئيس في ساكرامينتو أمراً غير عادي يقضي بوضع إحدى المقاتلة من طراز «إف 15 سي» المنتشرة في قاعدة بمدينة فريسنو في حالة تأهب استعداداً لتنفيذها «مهمة داخلية محتملة».
وأوضحت مصادر الصحيفة أن نص الأمر لم يكشف عن تفاصيل هذه المهمة المحتملة، لكنها، نظراً لمواصفات تلك المقاتلة، رجحت أن الحديث يدور عن إمكانية استخدامها لإخافة وتفريق محتجين مناهضين لتشديد القيود المفروضة للحد من تفشي فيروس كورونا في الولاية، وذلك من خلال تنفيذ طلعات فوقهم على ارتفاع منخفض بما يسبب ذلك من الطنين واندفاع أعمدة من النار من محركاتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن