نعم لم يهبط الحرية بعد بشكل رسمي إلى أندية الدرجة الأولى رغم هزيمته يوم أمس الأول من الطليعة في الجولة الرابعة والعشرين من بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم، الكل حسم مسألة الهبوط بشكل قاطع لكن على الورق مازال هناك متنفس وبارقة أمل أخير وخاصة أن منافسيه (الفتوة والساحل) سيلتقيهم الحرية في الجولتين المتبقيتين من عمر البطولة، وفي حال فوزه وحصد ست نقاط ربما سيحافظ على موقعه بين الكبار ويدرأ عن نفسه شر الهبوط، الجميع كان يمني النفس أن يعود الحرية من حماة بنتيجة إيجابية تبقيه ضمن الفرق المتصارعة وتكون فرصته بنسبة جيدة لا أن تتضاعف أكثر وتزداد المعاناة، الحرية صمد أمام الطليعة شوطاً ونصف الشوط تقريباً ومن ثم تلقت شباكه ثلاثة أهداف كانت كفيلة بقتل طموح لاعبيه وجماهيره واعتبار الجميع أن الحرية حجز مقعداً منذ الآن نحو الهبوط.
موارد ضعيفة
لعل ما يحدث في كرة الحرية هو فاتورة باهظة الثمن يسددها الفريق الأول فمنذ صعود الفريق للدرجة الممتازة لم يهيأ الفريق ليكون ضمن الفرق القادرة على مقارعة بقية فرق الدوري بالشكل المطلوب ولعبت المشاكل الإدارية دوراً كبيراً في هذا الأمر نتيجة الصراعات التي لا تنتهي فضلاً عن عدم وجود السيولة المالية المطلوبة لتأسيس فريق يليق باسم نادي الحرية، القضية أن اللعب ضمن أندية الدرجة الأولى شيء واللعب في الدوري الممتاز شيء آخر فنوعية اللاعبين لا تصلح لكلا الجانبين ونلاحظ أن أغلب الفرق التي تصعد وترغب بتثبيت أقدامها تستقدم لاعبين لهم وزنهم وثقلهم ويكون لهم دور وازن ويتمتعون بالخبرة المطلوبة، وهذا لا شك يحتاج لسيولة مالية ليست بالقليلة والأندية التي تكون مواردها ضعيفة يصعب عليها الصمود.
تنوع المدربين
الحرية أسس فريقه على نوعية لاعبين متوسطي المستوى وهم الذين توفروا حينها بسوق التعاقدات في ظل الأرقام المرتفعة التي يصعب على نادي الحرية دفعها أمام فرق المقدمة وحتى المتوسطة منها نتيجة الضائقة المالية التي قيدت المسؤولين في البيت العرباوي ـ عملية التوقيع مع اللاعبين يتحمل مسؤوليتها بلا شك مدرب الفريق مصطفى حمصي الذي كان ربان السفينة وبوجود مدير الكرة الكابتن وليد الناصر والأخير أكد في أكثر من مناسبة أن الحمصي هو من انتقى وجهز ولم يتدخل مجلس الإدارة في عمله حينها، والنتائج المتواضعة التي أفرزتها مباريات الدوري كانت ذات نتاج طبيعي وهو ما دفع مجلس الإدارة لإقالة الحمصي والاستعانة بمحمد اسطنبلي الذي لم يوفق مع الفريق أيضاً وسارت الأمور بعكس ما تشتهيه الرياح حتى وصل المطاف للتعاقد مع رضوان الأبرش على أمل أن يفعل شيئاً يستطيع من خلاله إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، ولعل كثرة تغيير المدربين أمر غير جيد والمشكلة لم تكن بالمدربين بقدر ما كانت في عملية الانتقاء وعدم إدارة الفريق منذ البداية بالشكل صحيح مع صراعات كان الجميع يعلمها بين الحمصي والناصر وترت الأجواء منذ بداية الدوري وسارت المشاكل من دون حلول جذرية.
نقطة سلبية
المشكلة أن مجلس الإدارة الذي حضر مؤخراً جاء بتوقيت سيئ جداً فلا يوجد مال والنتائج والمشاكل تحاوط الفريق من كل جانب وربما الإدارة حاولت إنقاذ ما تبقى من خلال سعيها الدائم لتأمين مستحقات اللاعبين التي كانت نقطة سلبية لعبت دوراً في ما وصل إليه حال الفريق نتيجة حالة الإضراب عن المران والتي تكررت في مناسبتين وهذا عامل زعزع أركان الفريق فضلاً عن عدم تمكن الإدارة من سداد مستحقات اللاعبين المتراكمة، وغيابها عن الساحة ترك فراغاً كبيراً لم يستطع المدرب وحده ردمه، ورغم كل ما حدث فقد بادر مجلس الإدارة قبل سفر الفريق إلى حماة لتأمين دفعات بسيطة لجميع اللاعبين بحسب ما توافر والمبلغ كان عبارة عن ثلاثمئة ألف ليرة سورية لكل فرد.
حسابات ورقية
الحرية حتى الآن يحتل المركز الأخير في جدول الترتيب ويملك 12 نقطة ويتقدم عليه الساحل بـ17 نقطة والفتوة بـ18 نقطة وبحسب جدول المباريات المتبقية الحرية يستقبل الساحل الجولة القادمة ويختتم الدوري بلقاء الفتوة في دمشق وفي حال حقق فوزين سيضمن بقاءه بالدوري الممتاز ولكن هذا يتوقف على مباريات خصميه فالحرية يتوجب عليه الفوز على الساحل أولاً ومن ثم هزيمة الفتوة من الوثبة وبذلك يصبح في رصيده 15 نقطة وفي الجولة الأخيرة الحرية مطالب بالفوز على الفتوة وهزيمة الساحل من الوحدة أو تعادله حيث يرتفع رصيده إلى 18 نقطة وبذلك يتجاوز خصميه على سلم الترتيب ويضمن بقاءه في الدوري الممتاز، سواء من حيث النقاط أو الجداءات المباشرة، هي مجرد حسابات أولية نجريها ولا أحد يعلم ما يمكن أن تخرج به نتائج الجولتين المتبقيتين، وعلى الحرية أن يحافظ على رباطة جأشه ويلعب على فرصة الأمل الأخير وألا يستسلم فالكرة مازالت في الملعب.
لن نستسلم
الكابتن رضوان الأبرش أكد في حديثه لـ«الوطن»: رغم صعوبة موقفنا من حيث منافسينا وتضييق الخناق علينا، حيث بتنا الفريق الأقل حظاً بالحفاظ على مكاننا في الدوري الممتاز لكن حسابياً وعلى الورق هناك بارقة أمل بسيطة يمكن أن نبني عليها في ما تبقى لنا من مباريات خاصةً أنها ستجمعنا مع خصومنا وعلينا أن نؤمن أولاً بعدم انتهاء كل شيء كما يشاع ونلعب للرمق الأخير وعدم رمي المنديل والاستسلام، الظروف التي حاوطت الفريق كانت صعبة ومعقدة للغاية كما أن وضع مجلس الإدارة من حيث تأمين السيولة المالية غير مستقر ولم يخدم الفريق بالشكل الأمثل وفعلوا ما يمكن أن يفعلوه بحسب قدرتهم، لقد حاولت كل ما بوسعي ومجلس الإدارة عندما تعاقد معي طلب مني العمل دون أي محاسبة بعد نهاية الدوري فأنا لست مسؤولاً عن انتقاء اللاعبين وتسلمت بوضع حرج جداً ولست أملك عصا سحرية لأصلح مشاكل أشهر، سنؤدي ما تبقى لنا من مباريات بشكل جدي ولن تكون نزهة لنا.