الحليب من دمشق إلى العراق.. ومن حماة إلى الخليج … ونوس لـ«الوطن»: ارتفاع تكاليف النقل حال دون انخفاض الأسعار … الصعيدي: السبب موسم المراعي الضعيف وقلة العرض والتصدير
| محمد راكان مصطفى
شهدت أسعار الحليب ومشتقاته خلال الفترة الأخيرة فورة جديدة رغم انخفاض سعر الصرف الذي من المفترض أنه انعكس بانخفاض أسعار مدخلات الإنتاج وعلى رأسها الأعلاف؟
مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي ونوس قال: من الطبيعي أن يترافق انخفاض أسعار الأعلاف مع انخفاض أسعار الحليب ومشتقاته، مضيفاً: ولكن موضوع ارتفاع تكاليف النقل أثر بشكل سلبي في تكاليف الإنتاج ما حال دون انخفاض الأسعار.
ونوس لفت إلى زيادة أجور النقل بشكل واضح بين مراكز الإنتاج والأسواق بسبب أزمة المحروقات التي مرت بها البلاد بسبب الحصار الجائر على الشعب السوري، مشيراً إلى أن مخصصات المحروقات لسيارات التوزيع لنقل الإنتاج من المزارع إلى الأسواق لا تكفي احتياج القطاع، موضحاً أن التكاليف الأساسية في الإنتاج الحيواني تتركز في الأعلاف والنقل، متوقعاً أن يطرأ انخفاض على الأسعار مع وجود انفراج فعلي في توافر المحروقات.
وأشار مدير الأسعار إلى وجود عامل آخر أثر في أسعار الإنتاج الحيواني وهو انخفاض عدد رؤوس الحيوانات سواء من ماعز أو أبقار أو أغنام، الأمر الذي أدى إلى وجود انخفاض في العرض مقابل الطلب، وبالتالي يساهم ذلك في ارتفاع الأسعار.
ولفت ونوس إلى أن الإنتاج من حليب غير قابل للتخزين في المزرعة لعدم وجود المعدات اللازمة للتخزين، ما يفرض على المزارع نقل إنتاجه إلى السوق أو إلى ورشات إنتاج الألبان.
رئيس الجمعية الحرفية للألبان والأجبان عبد الرحمن الصعيدي كشف لـ«الوطن» أن موسم المراعي لهذا العام ضعيف، وبالتالي لن يكون لها مساهمة في تخفيض أسعار الحليب ومشتقاته.
وأشار الصعيدي إلى أن كيلو العلف انخفض من 1600 ليرة إلى 1250، ويباع حالياً كيلو الحليب من المنتج بسعر 1100 ليرة للكيلو، مضيفاً: ورغم ذلك هناك خسارة للمنتج.
وعلل رئيس الجمعية سبب ارتفاع الأسعار عوضاً عن انخفاضها إلى قلة العرض مقارنة بالطلب إضافة إلى التصدير، موضحاً أن التصدير يتم من دمشق إلى العراق فقط وحصراً لمادة الجبنة المطبوخة، على حين أن الكميات الكبيرة تصدر من حماة مباشرة باتجاه أسواق الخليج.
وشدد الصعيدي على أن مادة الحليب غير قابلة للتخزين والاحتكار، وأنه على المنتج التصرف بها خلال وقت قصير، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة التي تعرض لها قطاع الثروة الحيوانية خلال سنوات الحرب الظالمة على البلاد.
وفي جولة لـ«الوطن» إلى أســواق دمشــق رصــدت وجود ارتفاع في أسعار الألبان ومشتقاته حيث سجل سعر كيلو الحليب سعر 1250 ليرة سورية، وسعر كيلو اللبن الرائب 1500، وسعر كيلو اللبن المصفى الصاغ تجاوز 6000، وسعر كيلو الجبنة الشلل بلغ 12 ألف ليرة سورية والجبن البلدي سعر الكيو 6000 ليرة.