طهران جدّدت تأكيدها دعم القضية الفلسطينية … رام الله: ندفع ثمن عجز مجلس الأمن عن تنفيذ قراراته
| وكالات
على وقع ما تعيشه القدس المحتلة من انتهاكات عنصرية تعكس تمادي العدو الصهيوني في إجرامه، أرجعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية معاناة الفلسطينيين إلى تخاذل المجتمع الدولي في وقف تلك الانتهاكات، على حين رأت إيران أن الدفاع عن المسجد الأقصى من أهم الواجبات المحتمة على المسلمين، مجددة تأكيدها دعم الشعب الفلسطيني المقاوم.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية: إن المطلوب من مجلس الأمن الدولي، اتخاذ إجراءات وتدابير عملية كفيلة بوضع حد للاحتلال والاستيطان ووقف الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والمقدسيون بشكل خاص.
وأكدت الخارجية في بيان صحفي أمس الأحد، أن عزوف مجلس الأمن عن ممارسة مهامه وصلاحياته كما هو منصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وعدم تنفيذ قراراته الخاصة بالحالة في الشرق الأوسط وبالقضية الفلسطينية تحديداً، يحوله إلى منتدى عالمي يقف عند حدود تشخيص الحالة، ولا يلتزم بمسؤولياته بصفته أعلى هيئة دولية يقع على عاتقها الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ما يؤدي إلى خلط الأوراق وعدم تحميل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن انتهاكاتها وجرائمها وإجبارها على إنهاء احتلالها واستيطانها.
وأدانت الوزارة، عدوان الاحتلال ومستوطنيه ومنظماتهم الإرهابية ضد المواطنين الفلسطينيين في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة والقدس بشكل خاص، معتبرة أن هذه الهجمات واستمرارها امتداد لمخططات استيطانية استعمارية تهدف لاستكمال ضم القدس وتفريغها من مواطنيها وضم الضفة المحتلة وفرض القانون الإسرائيلي عليها وسرقة أرضها واستخدامها كمخزون استراتيجي للتوسع الاستيطاني، كما يحدث في جميع المناطق المصنفة «ج» بما فيها الأغوار.
كما أدانت الخارجية إرهاب جيش الاحتلال ومستوطنيه في قمع الحراك الشعبي السلمي في القدس وغيرها من المحافظات، واعتبرته اعتداء صارخاً على مبادئ القانون الإنساني الدولي والحريات الأساسية للإنسان وفي مقدمتها حريته في الدفاع عن نفسه، وحريته في العبادة وفي الوصول إلى دور العبادة وحريته في الحركة والتنقل وحريته في الحياة بكرامة.
وقالت: إن ما تتعرض له القدس ومواطنوها المقدسيون يعكس بشاعة الاحتلال والاستيطان وعنصريته التي باتت تسيطر على دولة الاحتلال ومفاصل الحكم فيها، كما يعكس أيضاً حجم تفشي ثقافة الكراهية والعنف وإنكار حق الفلسطيني في أرضه وطنه وفي الحياة الحرة الكريمة، وفي الوقت ذاته يلخص إيديولوجيا الاحتلال الظلامية التي تقوم على محاربة الوجود الفلسطيني الوطني والإنساني في القدس ببلدتها القديمة وحاراتها وأحيائها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وطالبت الخارجية، في بيانها، مجلس الأمن، بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه انتهاكات وجرائم الاحتلال ضد شعبنا عامة، وضد القدس ومواطنيها خاصة، وتدعوه للخروج من صيغ التضامن الشكلي مع معاناة شعبنا.
على خط مواز، قال المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبداللهيان، أمس الأحد، إن الدفاع عن الأقصى من أهم واجبات المسلمين.
ونقلت وكالة «إرنا»، عن عبد اللهيان، الذي يتولي أيضاً، منصب الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية، أن «القدس تشهد اليوم انتفاضة جديدة، بمشاركة الرجال والنساء والشباب لمواجهة جرائم الصهاينة والدفاع عن المقدسات الدينية والقيم الإنسانية».
ودعا عبد اللهيان مسلمي العالم إلى التحرك للدفاع عن المسجد الأقصى باعتباره قبلة المسلمين الأولى، مضيفاً في بيان إن «انطلاق صواريخ المقاومة مجدداً للرد على الوقاحة والجرائم الصهيونية يؤكد اقتدار المقاومة وقوتها، وبداية لتغيير المعادلة لمصلحة الشعب الفلسطيني»، معتبراً أن استمرار واتساع انتفاضة رمضان إلى كل الأراضي الفلسطينية حقيقة لا يمكن إنكارها.
وأكدت الوكالة أن «بلادها تعلن دعمها وتعاطفها مع الشعب الفلسطيني المقاوم، وتدين بشدة العنف الذي يمارسه الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين ضد الفلسطينيين، وملاحم القدس هذه الأيام تعد بشارة كبرى لنهضة واسعة للشعب الفلسطيني المقاوم ضد المحتلين الصهاينة، من أجل تحرير القدس وكل أراضي فلسطين التاريخية».
وتشهد مدينة القدس الفلسطينية المحتلة أعمال عنف متصاعدة، منذ يوم الخميس الماضي، بين شبان فلسطينيين من جهة والشرطة الإسرائيلية ومتشددين يهود من جهة أخرى، أسفرت عن إصابة مئات الفلسطينيين واعتقال آخرين.
إلى ذلك، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. أحمد مجدلاني أن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته بإلزام الاحتلال بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وتحديداً فيما يخص العاصمة القدس.
وأضاف مجدلاني: إن ما تقوم به دولة الاحتلال من إجراءات في القدس إرهاب دولة منظم يتطلب عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لبحث هذا العدوان وإدانته.
وتابع مجدلاني: التصعيد الذي يقوده (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو يهدف لفرض المزيد من الوقائع على الأرض، وإن صمت المجتمع الدولي عن ذلك يعتبر بمثابة التشجيع لمزيد من الجرائم، مشيراً إلى أن القدس بوحدة أبنائها ومؤسساتها ستبقى مدافعة عن عروبة وفلسطينية المدينة.
في سياق متصل، اقتحم مستوطنون متطرفون، أمس الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك.
وقالت الأوقاف الإسلامية: إن 74 مستوطناً اقتحموا باحات الأقصى وأدوا طقوسا تلمودية، بينما أغلقت قوات الاحتلال باب المغاربة.