عربي ودولي

قمة بوتين بايدن قد تعقد في حزيران وروسيا تدرج الولايات المتحدة ضمن قائمة الدول غير الودية … لافروف: مستعدون لمزيد من إجراءات الرد إذا استمرت أميركا بالتصعيد

| وكالات

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأحد أن بلاده مستعدة لاتخاذ مزيد من إجراءات الرد إذا استمرت الولايات المتحدة في التصعيد، بالتوازي مع إعلان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن موسكو قد أدرجت الولايات المتحدة على قائمتها للدول غير الودية.
يأتي ذلك على حين أعلن الكرملين أن لقاء قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن قد يعقد في حزيران القادم، لكن انعقاده يتوقف على العديد من العوامل.
ونقلت «سبوتنيك» عن الوزير الروسي قوله على قناة «روسيا1»: «أعلنا عن الإجراءات التي اتخذناها تجاه أفعال الولايات المتحدة وما زلنا مستعدين لاتخاذ المزيد منها إذا استمر التصعيد».
وأشار لافروف إلى أنه بطلب من الرئيس بوتين تم استقبال اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن بعقد قمة بشكل إيجابي وتتم دراسته الآن.
وفي السياق قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، في حديث لقناة «روسيا 1» أمس رداً على سؤال عن موعد اللقاء المحتمل بين الرئيسين، إن الحديث يدور حول حزيران القادم وقد تم طرح مواعيد أولية محددة رفض الكشف عنها.
وأكد أوشاكوف أن هناك «إشارات من الجانب الأميركي» بشأن رغبته في عقد لقاء بين بوتين وبايدن، لكن مناقشة القمة المحتملة على المستوى العملي بين الطرفين لم تنطلق بعد.
وأضاف: «لم تنطلق المناقشات على المستوى العملي بعد، لكن هناك إشارة تلقيناها، وسندرسها.. بطبيعة الحال سيكون قرارنا رهن العديد من العوامل».
واقترح بايدن على بوتين في آخر مكالمة هاتفية جرت بينهما في 13 نيسان الحالي عقد لقاء في دولة ثانية في الأشهر القادمة.
وأوضح الرئيس الأميركي لاحقاً أن اقتراحه لنظيره الروسي يقضي بعقد لقاء في أوروبا الصيف القادم.
في غضون ذلك أعلنت زاخاروفا، أن موسكو قد أدرجت الولايات المتحدة على قائمتها للدول غير الودية، والتي بدأت روسيا في وضعها.
وفي تصريحات لقناة «روسيا-1» ذكرت زاخاروفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مؤخراً على مرسوم يمنع الدول المعلنة غير الودية تجاه روسيا من توظيف مواطنين روس للعمل في بعثاتها الدبلوماسية والقنصلية.
وتابعت: «وما تلك الدول غير الودية؟ العمل جار حالياً على تحديد القائمة منها.. وكما نعرف فإن القصة كلها بدأت من الخطوة الجديدة من الخطوات غير الودية من قبل الولايات المتحدة.. لعلكم تفهمون، وبإمكاني التأكيد أن الولايات المتحدة قد تم إدراجها على القائمة المذكورة».
والجمعة الماضي، أصدر الرئيس الروسي مرسوماً يقضي «بتبني إجراءات الرد على الخطوات غير الودية من دول أجنبية» تجاه روسيا. وكلف بوتين بموجب مرسومه هذا، الحكومة بتحديد «قائمة الدول غير الودية التي ستتخذ تجاهها هذه الإجراءات».
إلى ذلك قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، في مقالة نشرتها «نوفوستي»، أن الكثيرين لا يستقون العبر والدروس من التاريخ والماضي.
واقتبس مدفيديف في مقالته، عبارة من كتاب «فن الحرب» للجنرال والخبير العسكري والفيلسوف الصيني سون تزو الذي قال: «تجنب الاصطدام بالقوى الكبيرة ليس مؤشر خوفٍ أو جبنٍ بل دليل حكمة، لأن التضحية بالنفس لا تعتبر ميزة أبداً في أي مكان وزمان».
وأكد مدفيديف، أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة انتقلت عملياً في السنوات الأخيرة، إلى المواجهة، وعادت في الواقع، لقد عادت إلى حقبة الحرب الباردة.
وشدد المسؤول الروسي، على أن الضغط الناجم عن العقوبات والتهديدات وكذلك الدفاع بشكل أناني عن المصالح، يغرق العالم في حالة من عدم الاستقرار الدائم.
وأشار مدفيديف، إلى أنه عندما تكون العلاقات بين البلدين في مثل هذا الوضع لفترة طويلة، يسمى ذلك بالأزمة. ومثل هذه الأزمات هي أرض خصبة للغاية لظهور فترات أكثر حدة في العلاقات – «أزمة الأزمات».
وفي مثل هذه الحالة، قد تؤدي أي خطوة خاطئة، وقلة الصبر، وانعدام الفهم الإستراتيجي لوزن كل كلمة، إلى دفع ليس فقط دولتين محددتين بل العالم بأسره إلى هاوية المشاكل الصعبة، والانزلاق إلى حافة الدخول في اشتباك عسكري مباشر، ونوه بأن العلاقات بين الدولتين، شهدت سابقاً مثل هذه الحالة، وبالذات خلال أزمة الكاريبي.
ووفقاً لرئيس وزراء روسيا السابق، «تتمثل هذه الحالة اليوم، في العقوبات ضد روسيا، وفي الحملة المنظمة لمضايقة روسيا، وفي السياسة الأميركية تجاه جيراننا، وصول الناتو إلى حدودنا بشكل تام، وفي معارضة بناء خط السيل الشمالي-2، ومحاولة عرقلة استخدام روسيا للطريق البحري الشمالي، وكذلك الأزمة الأوكرانية وغير ذلك الكثير».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن