صحفيون للإيجار !!
عبد الفتاح العوض :
زملاء يستغربون تغير آراء وتوجهات بعض الصحفيين اللبنانيين.. مما يحدث في سورية، وهذه التغيرات والتبدلات تحدث مراراً وتكراراً وملاحقتها تصيب بالدوخة!
تراه أحياناً في دمشق من مكتب إلى آخر، وفي فترة أخرى ينقطع وتبدأ موجة التبدلات في لهجته ثم لغته وأخيراً موقفه.
السوريون يلومون الصحفيين اللبنانيين، والأحق –برأيي- أن يلام المسؤولون السوريون.. هؤلاء الذين يقدمون للصحفيين المنافقين ميزات خاصة في كل شيء.
وكنت شاهداً على بعض من هذه الميزات الخاصة التي حظي بها صحفيون يشتغلون الآن ضد سورية كبلد وهم في وقت قريب كانوا «يمسحون» الجوخ ولا أقول شيئاً آخر!!
ثمة من قال يوماً: إن بعض الصحفيين اللبنانيين لا يباع ولا يشترى بل يُستأجر.
وهؤلاء في واقع الأمر أصبحوا كثراً في الصحافة اللبنانية.
شخصياً لا أؤمن بحياد الصحفي، لكن ما أؤمن به هو موضوعيته واحترامه للمعايير المهنية، الموضوعية والعقلانية والمعايير المهنية قادرة على لجم أي جنوح للصحفي بأي اتجاه وتمنع انحيازه من أن يكون فاجراً.
فكيف يمكن أن تتحدث عن هؤلاء الذين يتحولون من ضفة إلى ضفة ومن جهة إلى جهة وبكثير من الوقاحة وبلا أدنى خجل؟!
دوماً أحرص على الابتعاد عن الأسماء لأن المشكلة لا تكون مع هذا الاسم أو ذاك، بل هي مشكلة عامة وكسوري أرغب أن يحاسب المسؤولون الذين يقدمون مزايا لأي كان من الشخصيات الإعلامية أو الثقافية بغض النظر عن موقفها.
دراكولا الطاقة
في علم الطاقة يتحدثون عن نموذج من الناس مجرد أن تجلس معه تصاب بالإحباط.
لا أستطيع أن أؤكد إيماني بما يسمى علم الطاقة لكن الذي أنا متأكد منه أنه فعلاً بعض الأشخاص يمكن أن نطلق عليهم بوابات الاكتئاب..
النماذج التي يتحدث عنها علم الطاقة كثيرة.. لعل أكثرهم وضوحاً هو المتشائم الذي ينقل إليك كل مشاكله وتتحول أنت إلى «حاوية مصائب».
هذا النموذج الذي ينقل إليك مشاكله غالباً ما يعرف أنك غير قادر على المساعدة وهو لا يطلب المساعدة أصلاً فقط هو يفرغ شحنته السلبية وينقلها إليك، نماذج أخرى من هذا النوع أولئك الذي يتحدثون إليك بصيغة تشعر أنها ستخرجك عن طورك فوراً وخاصة الأكاذيب الفجة والصادمة.
المبالغة والتهويل في كل شيء هو جزء من جعل عقلك يعمل في الاتجاه الخاطئ.. تنفق طاقتك، وأنت تتابع حفلة كذب في الوجه مباشرة!!
ثمة نوع آخر مما يمكن أن تسميهم «مصاصي الطاقة» أو «دراكولا الطاقة» وهو الذي لا يتذكرك إلا وقت مشاكله.
عندما تراه.. أو ترى اسماً على شاشة موبايلك تتوقع مشكلة وعليك حلها تحت عنوان «الواجب» ولا شيء غير الواجب.
بصراحة نحن لسنا بحاجة إلى هذه الأنواع من البشر وخاصة في هذه الأزمة.
نحن بحاجة إلى من ينشر الروح الإيجابية، ويكون مصدر أحاسيس جميلة.
نحن في أزمة فلا نكون مع الأزمة على أنفسنا..
فكل منا لديه ما يكفيه من المشاكل.. تعالوا نخفف عن بعضنا وليس العكس.
والأمر عملي وبسيط.. ليس شعراً وليس عواطف للبيع إنما هو تقديم ما يبشر ولا ينفر.. وييسر ولا يعسر.
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا».
أقوال:
• الحب سعادة ترتعش.
• لا تخف من الظلال.. فإنها تعني أن هناك ضوءاً يسطع في مكان ما قريب.