«على صفيح ساخن» يطرح أجواء جديدة تُقدّم للمرة الأولى في الدراما السورية صراع على البقاء بين لقمة العيش والحب والمصلحة.. وسلطة المال
| سوسن صيداوي
إن تصويب الواقع بشفافية، مع تسليط الضوء على محاولات الخلاص الفردي ضمن منطقة كُتب عليها القهر والعذاب، ليس بالأمر السهل وفيه الكثير من التحدي، لأنه يتطلب استهداف قضايا مهمة وجريئة بصدق وشفافية تلامس ما يحصل بحق من دون أي مبالغة أو تجميل. هذا ما تمكّن مسلسل «على صفيح ساخن» من أن يقدمه بموضوعه الشائق والجديد، فمفتاحه حدوتة تدور حولها الأحداث المحبوكة بطريقة دقيقة عبر نص متين من السياق الدرامي، الذي تتوزع منه خطوط مختلفة ولكنها كلّها تتمحور حول مركز واحد كما تتداخل مع بعضها بمصادفات مهمة ومدروسة بعناية.
إجماع كبير على متابعة هذا المسلسل من الجمهور منذ حلقاته الأولى والكل يشيد به، ويشجع الآخر على متابعته. واليوم نحن نفرد لكم بعضاً من الأمور التي استطعنا جمعها في الحلقات الأولى منه.
في التفاصيل
بداية ينتمي المسلسل إلى الدراما الاجتماعية وتدور أحداثه في وقت معاصر في سياق من التشويق والإثارة، «على صفيح ساخن» من تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف سبيعي، ومن بطولة: باسم ياخور وسلوم حداد وأمل بوشوشة وميلاد يوسف وعبد المنعم عمايري ونظلي الرواس وسمر سامي ويامن الحجلي ويزن خليل وتسنيم باشا ووائل زيدان وعلياء سعيد وسارة الطويل وسليم صبري وعبد الفتاح مزين وبلال مارتيني وشادي الصفدي وسواهم.
تجدر الإشارة إلى أن مسلسلنا أطلق عليه لاحقاً اسم «في وضح النهار» ليحمل بذلك اسمين، وأرجع البعض السبب إلى أنه ربما يكون متعلقاً بطلب من شركتي الإنتاج «غولدن لاين» و«آي سي ميديا»، أو بطلب من إحدى القنوات التي ستعرض المسلسل على شاشتها.
على حين يتناول في قصته جوانب مظلمة من المجتمع كتجارة الأعضاء البشرية والمخدرات، ويسلّط الضوء على معاناة الأشخاص ممن كانوا ذا سطوة وثروة وكيف انقلب بهم الحال وأصبحوا مفلسين بسبب إخفاق أعمالهم بالخسارة أو بالنصب عليهم من الشركاء.
صراع البقاء والوجود، مع محاولات مريرة للتخلص من بؤس الحال والجوع مع الفقر، وتجاوز الانكسارات والمهانات للحصول على لقمة العيش من بعد تذوق طعم الثراء والرغد، مواجهة الآخر عبر الحنكة والاحتيال كي يسود في المنطقة ويستأثر وحده بأرباح التجارات المتنوعة التي يؤمّنها مكب النفايات والنبش بالقمامة، وصولاً إلى تجارة المخدرات وغيرها مما هو ممنوع. وما بين الحب والمصلحة أمام سلطة المال، وما بين الحب أيضاً وإثبات النفس أمام الآخر، مع الكثير من سواد الحرمان والضياع وكلّها وأكثر حالات تصورها لنا حكاية المسلسل بشخصياته المتنوعة.
سلوم حداد
يشارك الفنان سلوم حداد مجسداً أحد أدوار البطولة، من خلال شخصية «زهير الطاعون»، الرجل الذي يؤّمن زاده اليومي من خلال القيام بنبش القمامة، في شخصية مربكة ومركبة بحسب قوله، فالدور جديد عليه ومختلف تماماً عن كل الأدوار الفنية التي قدمها خلال مشواره الفني الطويل. حداد يقوم بدور زعيم الزبالين ويعيش بجانب مكب للنفايات، ويعمل تحت إمرته مجموعة من الصبية، وظيفتهم أن يقوموا بالنبش في القمامة للبحث عن الأشياء الثمينة والأشياء التي تستخدم في تدوير الصناعة مرة أخرى، ثم بعد ذلك يتطور بهم الأمر ليصل إلى القيام بعمليات تهريب للممنوعات. يواجه «الطاعون» صراعه الأول بأن يسود في المنطقة بشكل كامل مستأثراً بالتجارات والأرباح التي يؤمّنها مكب النفايات والنبش بالقمامة عبر تكرير المواد المتنوعة، على حين صراعه الثاني هو نزاعه مع أولاد أخته على الأرض التي عليها مكبّ النفايات التي تمثّل ثروة طائلة إن تمّ تنظيمها وبناؤها، هذا عدا الصراعات التي يواجهها «الطاعون» في تكديس المال الذي يدخره لابنته الوحيدة وخوفه الكبير عليها.
باسم ياخور
يجسد الممثل باسم ياخور دور «هلال» الذي يعود إلى سورية وطنه بعد غياب طويل في الخارج، ويضع نصب عينيه هدفاً، وهو أن يستعيد أمواله وأخوته من خاله «زهير الطاعون» إضافة إلى نزاعه مع عمّه حول الأرض التي ورثها وأخوته عن أبيه بعد أن تم الحجز عليها لتحصيل دين مستحق لجهة عمّه، لكنه يصطدم بأن الأمر معقد للغاية، ويزداد تعقيداً بتدخل ابن عمّه الذي يحيك الحيل الخبيثة بين الأخوة ليتم التنازل عن الحصص إن جاز التعبير «بتراب المصاري»، وصراعه الأكبر في تورّطه بجريمة قتل، عدا معاناته من انكسارات نفسية داخلية لكونه قَبِل أن يعمل في تنظيف غرف فندق بعدما كان صاحب شركة سياحية، فقسوة الذل مرعبة ولكن الحاجة لأن يبقى هو كبير البيت تدفعه لأن يضحي بكرامته وعزّة نفسه.
أمل بوشوشة
يشهد مسلسل «على صفيح ساخن» عودة ثنائية للنجم باسم ياخور والفنانة الجزائرية أمل بوشوشة بعد أن تعاونا معاً في عام 2015 من خلال مسلسل «العراب» للمخرج الراحل حاتم علي.
وشخصية بوشوشة في المسلسل هي «هند» التي تبدأ صراعاتها أولاً بانفصالها عن زوجها الذي تحبه، لكنها تعيش ضغوطات الانفصال المربك عنه، هذا من جهة ومن جهة أخرى تعيش صراعها مع أخوتها لكونها تنازلت عن حصص الجميع لعمّها مقابل مبلغ لا يمكن مقارنته أبداً بالأرض التي يقع عليها الصراع الأكبر، ما أدى إلى خلاف كبير بينهم لتنهزم مكتفية بعملها وإدارتها لصالون التجميل.
سمر سامي
تجسد الممثلة سمر سامي دور سيدة تدعى «شمس الموازيني» وهي امرأة من كبرى عائلات الشام العريضة، تعرضت عائلتها لظروف صعبة في الماضي، فبقيت وحيدة لليوم. تعيش «شمس» في «فندق المجرّة» حيث تلتقي «هلال» باسم ياخور الذي يعمل في تنظيف غرف الفندق، فتنشأ صداقة بينهما.
جنى العبود
من الوجوه الشابة التي تظهر لأول مرة على الشاشة، الوجه الجديد جنى العبود، التي تمكنت بظهورها منذ أول الحلقات أن تشير قدرتها التمثيلية الكبيرة والواعدة بحسب مخرج العمل سيف سبيعي إلى أن تكون ممثلة محترفة في المستقبل. فـ«تمارا» دورها ابنة «زهير الطاعون» فصراعها مضاف إلى حال الفقر لكونها ابنة نباش قمامة، هناك ما هو أكبر عندما تكتشف أن والدها هو من قام بقتل والدتها.