رياضة

تحديد أعمار اللاعبين في الكأس بعيون أهل كرة السلة

| مهند الحسني

تعاني السلة السورية في الفترة الحالية من ارتفاع معدل أعمار لاعبيها، وهذا لن يساهم في تطوير الأندية، وبالتالي سينعكس هذا التراجع على واقع منتخباتنا الوطنية، وهذا الارتفاع بالمعدل ليس حصيلة عمل الاتحاد المؤقت، وإنما هو نتيجة أخطاء تراكمية كبيرة تتحملها الاتحادات السابقة المتعاقبة على اللعبة، لكن الاتحاد الحالي أراد أن يقدم حلولاً جديدة لتفادي هذا المؤشر الخطر على أنديتنا، فقام بتحديد أعمار اللاعبين الواجب مشاركتهم في مسابقة كأس الجمهورية تحت 27سنة وهذا ما أضر بأغلبية الأندية.

فهل بهذا القرار يمكن أن تتطور أنديتنا ومسابقاتنا، وهل سيتماشى مع واقع الأندية، وهل جاء في وقت حرج ومتأخر؟

«الوطن» حيال هذه التساؤلات استطلعت آراء أهل اللعبة عبر التحقيق التالي:

مدرب الاتحاد باسل الحموي: «توقيت خطأ»

بشكل عام قرار جيد وكان من المفروض أن يكون توقيته مناسباً، من المفروض العمل عليه منذ بداية الموسم حتى تتمكن الأندية أن تتأقلم معه، وتقوم بتجهيز فرقها على هذا الأساس، أو إقامة بطولة خاصة لهذه الفئة.

اللاعب لا يتطور بقرار، لأنه يتطور بجهده الشخصي وما يقدمه له المدربون، لا يوجد اتحاد في العالم يقرر تطوير مستوى اللاعبين بهذه الطريقة.

مدرب الجلاء عبود شكور: «إيجابيات وسلبيات»

أنا منذ زمن بعيد أشجع فكرة منح اللاعبين الشباب فرصة اللعب، ورأيي الشخصي أن هذا القرار يتناسب مع مصلحة فريقي الذي يعد من الشباب، لكن من حق الأندية التي تعبت ودفعت الأموال الكبيرة أن تنزعج لأن هذا القرار جاء متأخراً ومفاجئاً، وكان على الاتحاد أن يصدره منذ بداية الدوري.

في الخارج يهتمون بالفئات العمرية من سن 23 وما فوق ويقيمون مسابقة خاصة بها بعد نهاية دوري الرجال، القرار فيه شيء خاطئ وفيه أشياء إيجابية، سنقطف ثماره اليانعة في حال تم تطبيقه بشكل جيد.

مدرب الكرامة خالد أبو طوق: «لا فائدة»

بصراحة توقيت هذا القرار جاء متأخراً ولا يتناسب مع واقع الأندية بالفترة الحالية، وكان حرياً على الاتحاد أن يمنح الأندية الوقت الكافي للعمل عليه، وإذا كان الكلام عن تطوير اللاعب في هذا العمر فهو يحتاج إلى ثلاثة مواسم حتى ينضج ويكتسب الخبرة، ما يعني أنه وصل لعمر31 سنة وهذا لن يفيد المنتخب ولا يمكن أن يخلق جيلاً جيداً، المفروض العمل على الفئات العمرية وتأمين كل مقومات التحضير المثالي لها، ومن ثم هل سيستفيد اللاعب ويكتسب الخبرة من لعب ثلاث أو أربع مباريات بمسابقة كأس الجمهورية، التي تعد مسابقة مهمة ومن حق جميع الأندية أن تشارك فيها وتنافس؟ بالنهاية هو قرار اتحاد السلة.

مدرب الوحدة هيثم جميل: «الهروب إلى الأمام»

هذا القرار يمكن أن نسميه الهروب إلى الأمام، ظاهر الأمر هو الاهتمام بالقواعد والأعمار الصغيرة، لكن هو هروب من الحقيقة وعدم وجود أفكار جيدة أو مسابقات تهتم بالفئات العمرية، اللاعب في عمر 27 سنة ليس بحاجة إلى مسابقة لأنه دخل في مرحلة النضج، ومن جهة ثانية هناك من يحاول الاختباء وراء حقيقة أننا خسرنا جيلاً سلوياً واعداً وأن الظروف التي مرت على البلاد أثرت على سلتنا بشكل عام لكن التعويض لا يتم بمثل هذا القرار، الاحتراف هو احتراف، والحل بتطوير القواعد هو الأهم، ودعم الأندية مادياً، وأي قرار غير ذلك هو هروب إلى الأمام، وأنا ضد هذا القرار، هناك أفكار جيدة أهم، لأن الحلول الناجعة لسلتنا ليست في هذا القرار.

مدرب الطليعة ياسر حاج إبراهيم: «خسارة فنية ومالية»

القرار بحيثياته الحالية سيئ، فبعض الأندية دفعت الكثير من الأموال من أجل المنافسة على بطولتي الدوري والكأس وبهذا القرار وجدت هذه الأندية نفسها خارج المنافسة من دون أي سابق إنذار.

كما أن معظم اللاعبين المميزين والفاعلين في دورينا ومنتخبنا وجدوا أنفسهم خارج إطار المنافسة في هذه البطولة، وبذلك تكون نتائج هذا القرار خسارات مالية للأندية وفنية للاعبين المميزين.

القرار كان سيكون رائعاً لو أقيمت بطولة رسمية ثالثة تحت مسمى آخر ( كأس الاتحاد مثلاً) للاعبين تحت ٢٧ سنة.
ذريعة اتحاد السلة لاتخاذ هذا القرار كانت ارتفاع معدل أعمار لاعبي المنتخب، والسؤال هنا: ما الذي منع اتحاد السلة من استدعاء لاعبين شبان لتمثيل المنتخب والاعتماد عليهم في التصفيات لبناء منتخب صغير السن؟
كما أن هذا القرار يتناقض مع القرار الذي اتخذه اتحاد السلة ببداية الموسم بعد ورقة الاستبيان التي أبدت الأندية فيها رأيها بفتح الأعمار وإلغاء إلزام الأندية بمشاركة لاعبين تحت ٢٤ سنة طوال المباراة، وإلغاء قرار وجود ستة لاعبين على الأقل تحت ٢٤ سنة على لائحة التسجيل.

على اتحاد السلة أن يكون أقرب للأندية، وأن يتشاور مع إداراتها قبل اتخاذ هكذا قرارات لأنه بشكل واضح ظهرت حالة البعد وعدم التنسيق بينه وبين الأندية المهتمة باللعبة.
أتمنى من اتحاد السلة أن يعيد النظر بقراره، وإطلاق بطولة رسمية ثالثة خاصة للاعبين دون ٢٧ سنة.

مدرب النواعير جورج شكر: «مسابقة ثالثة»

أعتقد أن تحديد الأعمار بمسابقة الكأس فرصة لمجموعة ليست قليلة قد يكون زمن مشاركتها بالمباريات قليلاً، وأتاح لها القرار أن تقدم نفسها للمراقبين وحتى للفرق ذاتها، والتي غالباً لديها هدف واحد وهو الفوز والمنافسة على المراكز المتقدمة.

هنا نلاحظ تذمر الأندية التي تعاقدت مع لاعبي النخبة الذين توزعوا على خمسة أندية تقريباً، حيث فقدت فرصتها بالمنافسة على مسابقة كأس الجمهورية بنسبة كبيرة، وهي قد تكون على حق، ولكن من حق الاتحاد المؤقت أن يعدل بعض المسابقات بما يراه مناسباً للتطوير، أو كشف عيوب يعتقد أنها تؤثر في المسيرة المستقبلية للعبة.

حتى للفئات العمرية عندما يؤجل نهائياتها للصيف حتى يحقق العدالة بين الأندية، وقد تكون وجهة نظر اتحاد السلة المؤقت في مسابقة الكأس هو تحقيق العدالة لشريحة من اللاعبين.

علينا الانتظار ومتابعة مسابقة الكأس قبل الحكم على جودتها سواء كنا مستفيدين أم متضررين.

على الصعيد الشخصي أتمنى في الموسم القادم أن يكون لدينا مسابقة ثالثة بعيداً عن مسابقتي الدوري والكأس تجمع لاعبي فئة الشباب ولاعبي فئة الرجال تحت الرعاية أي تحت ٢٣ أو ٢٤ كحد أقصى، ونفتتح بها الموسم القادم، وهي ستحقق العدالة للاعبين والفائدة على المدى البعيد لاتحاد السلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن