عربي ودولي

رومانيا تعلن ترحيل دبلوماسي روسي وسفير روسيا يرد … الكرملين: اقتراح الرئيس الأوكراني تغيير «صيغة مينسك» إشارة مقلقة جديدة

| وكالات

أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنه لا يؤكد إجراء لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في 15 و16 حزيران القادم، مشيراً من جانب آخر إلى أن اقتراح الرئيس الأوكراني تغيير «صيغة مينسك» إشارة مقلقة جديدة.
ورداً على سؤال صحفي حول استعداد الكرملين لتأكيد موعد إجراء اللقاء المرتقب بين بوتين وبايدن قال بيسكوف للصحفيين حسب موقع «روسيا اليوم»، أمس الإثنين: «حقاً، كانت هناك بعض المقترحات. ولا يمكنني تأكيد هذه المواعيد، لاسيما أنه لا توجد هناك أي اتفاقات بشأن المواعيد. ويدور الحديث حقاً عن أشهر الصيف، لكن الموعد لم يتم تحديده حتى الآن. طبعاً يجب علينا تحليل العديد من العوامل من أجل التوصل إلى أي اتفاقات نهائية».
وأضاف: إن الحديث عن مكان إجراء لقاء بوتين- بايدن سابق لأوانه أيضاً، وأوضح: «لم نذكر أي دولة حتى الآن»، متابعاً: إن إجراء الحوار عن مكان إجراء اللقاء المقبل لا يمكن قبل تحديد موعد إجرائه.
واقترح الرئيس الأميركي جو بايدن على نظيره الروسي فلاديمير بوتين سابقاً في مكالمة هاتفية إجراء لقاء شخصي في أراضي دولة ثالثة. من جانبه أوضح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن بايدن اقترح على بوتين إجراء لقاء في الأسابيع القريبة القادمة.
وفي سياق آخر أعرب بيسكوف عن قلق الكرملين بسبب اقتراح الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مراجعة اتفاقيات مينسك حول تسوية النزاع في منطقة دونباس.
وخلال موجز صحفي أمس قال بيسكوف: «يجدر الانتباه إلى مقابلة أجرتها صحيفة Financial Times مع الرئيس الأوكراني (فلاديمير) زيلينسكي، حيث تحدث عن ضرورة تغيير صيغة مينسك وإشراك دول أخرى فيها وخلافه. إنها رسالة مقلقة جديدة».
وفي وقت سابق اقترح زيلينسكي في تصريحات أدلى بها لـ«Financial Times» الأميركية إعادة كتابة اتفاقيات مينسك وتوسيع مجموعة الدول المشاركة في المحادثات الجارية في العاصمة البيلاروسية مينسك حول تسوية النزاع المسلح في منطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا) ضمن «صيغة النورماندي» (روسيا، أوكرانيا، فرنسا، ألمانيا) عبر مشاركة الولايات المتحدة في العملية التفاوضية.
وأعلنت موسكو مراراً معارضتها لفكرة تغيير صيغة النورماندي، بما في ذلك عبر انضمام الولايات المتحدة إلى المحادثات حول التسوية في دونباس.
من جانب آخر أعلنت سلطات رومانيا أليكسي غريشايف، مستشار الملحق العسكري بالسفارة الروسية في بوخارست، شخصاً غير مرغوب فيه «بسبب نشاطه الذي يتعارض مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961».
وأفادت بذلك الخارجية الرومانية في بيان لها أمس الإثنين، مشيرة إلى أن هذا القرار تم إبلاغ السفير الروسي فاليري كوزمين به بعدما استدعاه الوزير بوغدان أوريسكو إلى مقر الوزارة.
وفي تصريح صحفي وصف كوزمين قرار طرد الدبلوماسي الروسي بأنه «خطوة غير ودية»، مضيفاً: إن روسيا تحتفظ بالحق على «اتخاذ الإجراءات الجوابية المناسبة».
وذكر السفير أن ممثلي الخارجية الرومانية في المناقشات مع الجانب الروسي «تجنبوا بعناية أي تعليقات» بشأن قرارهم.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن السفير الروماني لدى روسيا كريستيان إستراتي «على دراية جيدة بآلية الإجراءات الجوابية على طرد موظفي البعثات الدبلوماسية».
من جانبه، قال فلاديمير دشاباروف، النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الدولية، إنه ينبغي لروسيا الرد على طرد دبلوماسيها من رومانيا بشكل ملائم ومتزامن، وربما بشكل غير متماثل.
وأضاف لوكالة «إنترفاكس»: «لا يمكن ترك مثل هذه التحركات من دون رد. لا أستبعد أن تقرر وزارة الخارجية الروسية طرد ليس دبلوماسياً واحداً، بل ربما اثنين أو ثلاثة من سفارة رومانيا في روسيا».
يأتي ذلك بعد أن قامت بعض الدول الشرق أوروبية بطرد دبلوماسيين روس تضامناً مع جمهورية التشيك، التي أشعلت أزمة دبلوماسية مع روسيا في وقت سابق هذا الشهر باتهامها الاستخبارات الروسية بالوقوف وراء انفجار في مستودع أسلحة في أراضي البلاد عام 2014، وطردها 18 دبلوماسياً روسياً.
ورفضت موسكو هذا الاتهام الذي وصفته بأنه عار من الصحة تماماً ولا يستند إلى أي دليل، وردت على براغ بطرد 20 دبلوماسياً تشيكياً.
على حين أبلغت وزارة الخارجية الروسية أمس الولايات المتحدة بإدخال تغييرات في نظام تنقل موظفي السفارة والقنصليات الأميركية في أراضي روسيا.
جاء ذلك في مذكرة سلمها سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إلى القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في روسيا بارتل غرومان خلال اجتماع معه أمس تناول بحث بعض القضايا الملحة للعلاقات بين البلدين حسبما أفاد بيان للخارجية الروسية.
ووفقاً للبيان فإنه «تم إبلاغ الجانب الأميركي بأنه من المتوقع اتخاذ قرارات جديدة في المستقبل القريب تطويراً للبيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية في الـ16 من نيسان الحالي وأنه سيتم إخطار السفارة الأميركية بذلك في الوقت المناسب».
وكانت روسيا قد أعلنت في الـ16 من الشهر الجاري اتخاذها إجراءات للرد على العقوبات من قبل الولايات المتحدة بينها طرد 10 دبلوماسيين أميركيين، مؤكدة أن هذه الخطوات تمثل فقط جزءاً من الإمكانيات المتوافرة لديها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن