يخشى من شن الحرب الإرهابية على سورية من كلمة الشعب السوري التي سيقولها في صناديق الاقتراع في 26 أيار المقبل، ويخشى أن تكون هذه الكلمة وتلك الأصوات صدى للأفعال التي خطها ونفذها الشعب السوري في الميدان وتمخض عنها هزيمة العدوان وإفشال أكبر مؤامرة كونية استهدفت سورية ورمت للإطاحة بها بكيانها ودورها في هذا الشرق والعالم.
وكما امتهن أهل العدوان خلال المواجهات في الميدان إطلاق الإشاعات وتلفيق المسرحيات الكيميائية من أجل تشويه الانتصارات السورية وتبرير مزيد من التدخل العدواني أملاً في تحقيق الحرب الكونية لأهدافها، فان السلوك ذاته يتكرر في الميدان السياسي ويطل هؤلاء المعتدون الآن برؤوسهم وألسنتهم وأيديهم للتدخل في مسار العملية الانتخابية التي ستجري وفقا للدستور السوري النافذ والذي تحطمت عند دفاته كل أحلامهم وأمالهم.
يبتغي المعتدون إنكار نتائج الانتخابات قبل حدوثها، لأنهم يعلمون أن النتائج لن تكون كما يشتهون، ويبتغي هؤلاء شيطنة العملية الانتخابية لأنهم يعلمون أن هذه العملية التي سينخرط فيها الشعب السوري لن تكون ألا وجها آخر من عمليات الدفاع عن سورية خاصة بعد أن رفع الشعب السوري شعاراً مفاده: إن كل صوت في صندوق الاقتراع يحدث من الأثر ما كانت تحدثه الرصاصة في الميدان في قلب المعتدين، ولذلك يرى السوريون أن من فاته شرف القتال والمساهمة بالعمل الميداني لهزيمة المؤامرة فإنه سيعوض عن فوات الفرصة في صناديق الاقتراع.
إن سورية التي عرفت في الميدان العسكري كيف تنتصر على العدوان وتمنعه من تحقيق أهدافه التي استخدم من أجلها كل فنون الإجرام والإرهاب، ستعرف أيضا كيف تلقن المعتدين دروساً في السياسة، وأن من وصف ديمقراطية بلاده بالمشوهة والعرجاء والناقصة، كما فعل الرئيس الأميركي الحالي، لا يحق له ولا لأحد من أتباعه وعملائه أن يقيّم العملية الانتخابية السورية التي اختار السوريون مسارها ويثقون بما سينتج عنها وبمن يفوز عبرها ليكون رئيساً لسورية يقودها في معارج النصر والقوة.