شؤون محلية

عطش بسبب جفاف آبار الريف الشرقي من حماة … صيانة الغاطس كانت تكلف مليون ليرة قبل سنتين أما الآن فتصل إلى 15 مليوناً

| محمود الصالح

كشف المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في حماة مطيع العبشي عن انجاز أكثر من 95 بالمئة من خط جر المياه الجديد إلى مدينة حماة والذي يبلغ طوله حوالي 82 كم يمتد من محطة القصير في ريف حمص الغربي الجنوبي وصولاً إلى مدينة حماة.

العبشي أكد لـ«الوطن» أن هذا المشروع يعتبر من المشاريع الاستراتيجية الكبيرة ، حيث بدأ العمل به قبل الأزمة ولكنه توقف خلالها نظراً لوجود مقاطع من هذا المشروع كانت في مناطق تحت سيطرة المسلحين، مضيفاً: وبعد أن تم تحرير جميع المناطق من قبل أبطال الجيش العربي السوري، عاد العمل في هذا المشروع، منوهاً برصد 2.8 مليار ليرة سورية في موازنة العام الحالي لهذا المشروع فقط.

وأشار إلى أن أهمية المشروع تأتي من التغطية التي يوفرها في مياه الشرب حيث يروي مدينة حماة كاملة بكمية تصل إلى 60 ألف م3 يومياً، إضافة لمدينة السلمية التي تحصل منه على 12 ألف م3 يومياً، إضافة لـ 65 تجمعاً سكانياً آخر في الجزء الجنوبي من المحافظة، ويغطي 55 بالمئة من إنتاج المحافظة من مياه الشرب، لافتاً إلى وجود مصادر أخرى رافدة لهذا المصدر وهي 450 بئراً منتشرة في أنحاء المحافظة و95 نبعاً وهذه المصادر توفر 45 بالمئة من إنتاج محافظة حماة من مياه الشرب.

وأشار العبشي إلى أن جميع مصادر المياه تنتج يوميا حوالي 300 ألف م3 من المياه ويتم ضخها ضمن الشبكات في مدن وريف المحافظة بعد معالجة ما يحتاج منها لمعالجة بالكلور، وتتم مراقبة كل هذه المصادر على مدار الساعة من ستة مخابر لتحليل مياه الشرب منتشرة في مواقع المؤسسة.

وعن عدد المشتركين بيّن المدير العام أن العدد الكلي لمشتركي مياه الشرب في محافظة حماة يصل إلى 370 ألف مشترك ويستفيد من شبكة المياه أكثر من مليوني نسمة، ويوجد في المحافظة 57 مركزاً للجباية.

وعن توافر المياه في منطقة مصياف والغاب ومحيطها بيّن العبشي أن وزارة الموارد المائية قامت مؤخراً بحفر حوالي 40 بئراً جديداً لتأمين مياه الشرب ودعم الوارد المائي وتعويض النقص وتلبية الطلب الإضافي على المياه، وتعمل الآن الوزارة على تجهيز هذه الآبار تباعاً وحسب الأولوية والإمكانيات المادية المتاحة.

وأكد المدير العام أنه مع تجهيز هذه الآبار يصبح الوضع المائي في مصياف والغاب مستقراً، وتحتاج أغلب شبكة مصياف والغاب للاستبدال نتيجة مرور سنوات طويلة على تنفيذها، حيث تعمل المؤسسة على تنفيذ خطة تجديد واستبدال في هذه الشبكة حيثما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

أما في الريف الجنوبي من محافظة حماة فقد قامت المؤسسة بإعادة تأهيل جميع المشاريع القائمة في تلك المناطق ووضعها في الخدمة بعد أن كانت قد تعرضت للتخريب ومنها مشاريع ( عقرب – طلف – حربنفسه – جرجيسة – عوج….) وفي الريف الشمالي المحرر تقوم الآن المؤسسة بإعادة تأهيل بعض المشاريع وفق الاعتمادات المتوافرة، حيث تمت إعادة تأهيل شبكات مياه الشرب والخزانات ومصادر المياه في مشاريع (اللويبدة – الزوار – صوران – طيبة الإمام) وإعادة تأهيل آبار مياه الشرب في بلدات ( مورك – حلفايا – لطمين – اللطامنة – كرناز).

وأكد المدير العام للمؤسسة وجود معاناة نتيجة عدم توفر مياه الشرب في المنطقة الشرقية من محافظة حماة ، التي كانت ومازالت تعاني من جفاف الآبار السطحية فيها حيث يوجد في جميع قرى هذه المنطقة آبار لكنها جفت جزئيا بسبب سنوات الجفاف المتلاحقة ، وعدم صلاحية المياه الجوفية للاستهلاك البشري ، وعدم وجود مصادر مياه بديلة ، وتعمل الآن وبشكل عاجل وزارة الموارد المائية على البحث عن تأمين مصدر مستقر لتأمين مياه الشرب لهذه المنطقة.

وأوضح العبشي أن هناك معاناة كبيرة جداً أمام المؤسسة وخاصة أنها في مرحلة إعادة تأهيل واسعة، في وقت تضاعفت فيه الأسعار المواد عشرات الأضعاف خلال العاميين الماضيين فقد كان يتم إجراء الصيانة للمضخة الغاطسة بقيمة مليون ليرة قبل عامين واليوم لا تقل تكلفة صيانتها عن 15 مليون ليرة سورية، علماً أن أغلب تجهيزات شبكات المياه قديمة، وتتعرض للأعطال وبالتالي تحتاج للصيانة بشكل دائم، هذا كله أدى لرفع تكاليف إنتاج المتر المكعب الواحد من مياه الشرب من 98 ليرة في عام 2019 إلى 200 ليرة سورية في عام 2020، وهذه التكاليف دون تكاليف التأسيس، وهي تكاليف تشغيلية فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن