عربي ودولي

«هيومن رايتس» تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين … رام الله: التقرير شهادة حقّة على معاناتنا وليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته

| وكالات

رحّب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بتقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش»، واصفاً إياه «بالشهادة الدولية القوية والحقّة» على نضال ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي وسياساته الاستعمارية والقمعية.
وأكد أبو ردينة أن هذا التقرير المُحكم والموثق جيداً يثبت ارتكاب إسرائيل لجرائم الفصل العنصري والاضطهاد، الأمر الذي يستدعي تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته الفورية تجاه فلسطين، ومساءلة إسرائيل على جرائمها المتعددة بحق شعبنا.
وقال: «إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن العدالة القائمة على قرارات الشرعية الدولية وعدم الإفلات من العقاب هي السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في فلسطين وإسرائيل والمنطقة بأسرها»، مشيراً إلى أن هذا التقرير يأتي في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بضراوة ضد شعبنا الفلسطيني وخاصة في القدس المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.
ودعا أبو ردينة جميع الأطراف الدولية إلى مراجعة هذا التقرير بعناية والنظر في توصياته، وتذكير الدول بالتزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي، مشدداً على ضرورة تدخل المجتمع الدولي للجم خروقات إسرائيل – السلطة القائمة بالاحتلال، وضمان عدم تورط هذه الدول والمنظمات الدولية والشركات بأي شكل من الأشكال في تنفيذ جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في فلسطين.
واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الدولية إسرائيل أمس الثلاثاء، بانتهاج سياسات تمييز عنصري واضطهاد في معاملة الفلسطينيين والأقلية العربية بإسرائيل، ترقى إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.
ونشرت المنظمة التي مقرها نيويورك تقريراً من 213 صفحة تحت عنوان «تجاوزوا الحد: السلطات الإسرائيلية وجريمتا الفصل العنصري والاضطهاد»، قالت فيه إنه لا يقارن بين إسرائيل وجنوب إفريقية إبان فترة الفصل العنصري لكنه يقيم «إجراءات وسياسات بعينها» لتحديد ما إذا كانت تمثل تمييزاً عنصرياً كما يعرفه القانون الدولي.
وأشارت المنظمة في التقرير إلى قيود إسرائيلية على حركة الفلسطينيين والاستيلاء على أراض مملوكة لهم لإقامة مستوطنات يهودية في مناطق احتلتها في حرب عام 1967 باعتبارها أمثلة على سياسات وصفتها بأنها جرائم تفرقة عنصرية واضطهاد.
وجاء في التقرير: «قصدت السلطات الإسرائيلية الهيمنة على الفلسطينيين بالسيطرة على الأرض والتركيبة السكانية لمصلحة الإسرائيليين اليهود.. على هذا الأساس، يخلص التقرير إلى أن مسؤولين إسرائيليين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية من تفرقة عنصرية واضطهاد».
ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية ما جاء في التقرير زاعمة بأنه «غير معقول وزائف» واتهمت المنظمة بانتهاج «برنامج معاد لإسرائيل» والسعي «منذ سنوات للترويج لمقاطعة إسرائيل».
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أعلنت قبل أسابيع أنها ستحقق في جرائم حرب محتملة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وخصت بالذكر الجيش الإسرائيلي وجماعات فلسطينية مسلحة كحركة «حماس» باعتبارهم من الجناة المحتملين.
على خط مواز، رحبت الحكومة الفلسطينية بتقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وأكدت ضرورة ترجمة المواقف إلى إجراءات عقابية واضحة وعملية.
وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، في بيان صدر عن مكتبه، «لقد سمّى هذا التقرير الدّولي ذو المصداقية العالية الأمور بمسمياتها الحقيقية، وقدّم لها التوصيف القانوني الموضوعي».
وتابع: «يضاف هذا التقرير لتقارير وآراء قانونية سابقة، تؤكد ضرورة قيام المجتمع الدولي بواجباته التي يمليها عليه القانون الدولي، وحقوق الإنسان، ويفرض على دول العالم أن تلتزم بمسؤولياتها في حفظ السلم العالمي، وبالتالي محاسبة إسرائيل على جرائمها، وفي مقدمها جرائم الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري والاضطهاد، التي تم تشريعها في صلب قوانين إسرائيل وسياساتها».
وقال رئيس الوزراء: «لم يعد الاكتفاء بالشجب والإدانة من قبل العالم مقبولاً»، مؤكداً ضرورة أن تراجع الدول المختلفة قاطبة علاقاتها، واتفاقياتها، وتبادلاتها الدبلوماسية، والثقافية، والتجارية، مع إسرائيل».
إلى ذلك، شارك العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والإسلامية، في وقفة تضامن وسط العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، دعما لأبناء شعبنا في القدس المحتلة، الذين يتصدون لجنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.
ورفع المشاركون في الوقفة التي دعت إليها الجمعيات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في كوبنهاغن علم فلسطين، واللافتات والشعارات التي تؤكد عروبة القدس ودعم صمود نسائها وأطفالها ورجالها وشيوخها.
في سياق متصل، جدد عشرات المستوطنين الإسرائيليين أمس اقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال.
وذكرت وكالة «وفا» أن 75 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وينفذ المستوطنون الإسرائيليون يومياً اقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.
إلى ذلك، أخطرت طواقم بلدية الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، بهدم منشآت سكنية في بلدة العيسوية بمدينة القدس المحتلة.
وأوضحت مصادر محلية، أن طواقم بلدية الاحتلال وبتعزيزات عسكرية اقتحمت بلدة العيسوية، وأخطرت بهدم بنايات ومنازل سكنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن