عربي ودولي

موسكو اعتبرت قرار بولندا طرد دبلوماسيين روس محاولة لإظهار ولائها لواشنطن … بوتين: الانتخابات يجب أن تجري بعيداً عن الخطابات الفارغة والشعبوية

| وكالات

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحملات الانتخابية الفيدرالية والمحلية التي ستشهدها روسيا في الخريف المقبل يجب أن تجري بعيداً عن الخطابات الفارغة والشعبوية.
وخلال اجتماع لمجلس المشرعين التابع للجمعية الفيدرالية الروسية عقد في سان بطرسبورغ، أمس الثلاثاء، دعا بوتين إلى ضرورة أن يكون التنافس بين المرشحين نزيهاً وشفافاً ومبنياً على الاحترام المتبادل بين المتنافسين، وألا يتجاوز أطر القانون والآداب السياسية.
وأضاف: «يجب أن تكون روسيا قدوة للآخرين وأن تتجنب الخطابات الفارغة والشعبوية الرخيصة غير مدعومة بشيء، فإنكم تعلمون مدى ضرر ذلك».
في غضون ذلك أعربت لجنة الانتخابات المركزية الروسية عن ترحيبها بحضور خبراء دوليين لمراقبة انتخابات مجلس الدوما الروسي المزمع إجراؤها في أيلول المقبل شريطة التزامهم الحياد في عملهم.
وقالت رئيس اللجنة إيلا بامفيلوفا في حديث لمحطة «روسيا 24» التلفزيونية: إنه ونظراً لأن هذه الانتخابات حملة فيدرالية ولأنه لدينا اتفاقات دولية في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وعدد من المنظمات الدولية الأخرى فإننا سنحترم جميع التزاماتنا بشأن التعاون مع المراقبين الدوليين ونحن – وعلى خلاف بعض الدول الديمقراطية التي تعتبر نفسها متقدمة للغاية – سنمتثل تماماً لالتزاماتنا ولا نخشى من ذلك.
وأضافت: إن اللجنة مهتمة بوصول المراقبين الدوليين ولدينا مطلب واحد في هذا السياق وهو التزامهم بتغطية هذا الحدث بحيادية وهذا هو الشرط الذي سنضعه لهم، محذرةً المراقبين من كتابة بعض التقارير الموضوعة مسبقاً وفقاً لأوامر أطراف أخرى.
ومن المزمع إجراء انتخابات مجلس الدوما في الـ19 من أيلول المقبل وفي الوقت عينه ستجري الانتخابات البلدية والإقليمية حيث سيجري انتخاب رؤساء تسع مناطق فيدرالية روسية و39 برلماناً إقليمياً.
ومن جانب آخر أكد سفير روسيا لدى بولندا سيرغي أندرييف أن قرار بولندا طرد دبلوماسيين روس من دون أي أسس أو أسباب مبررة هو محاولة لإثبات ولائها للولايات المتحدة.
وقال أندرييف في مقابلة مع وكالة «تاس» بمناسبة ذكرى مرور مئة عام على قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين: «لقد تم مؤخراً وكما جرت العادة فرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا تحت ذرائع من الواضح أنها مزيفة وتم توجيه اتهامات سخيفة من دون أدلة ضدنا لتسارع السلطات البولندية مستبقة حلفاء واشنطن الآخرين لإظهار ولائها غير المشروط للولايات المتحدة وإثبات ذلك من خلال طرد الدبلوماسيين الروس».
وأضاف أندرييف: إن موسكو ردت على هذا العمل غير الودي من قبل وارسو بالطريقة المناسبة، مشيراً إلى أن التصرف البولندي لم يجلب أي جديد على العلاقات بين البلدين، وقال: إن «المشكلة تكمن في دفع الجانب البولندي العلاقات عمداً نحو التقليص ونحو تدمير الروابط والتعاون في جميع المجالات تقريباً».
ورأى أندرييف أن نقطة التحول في العلاقات بين البلدين حدثت عام 2014 حيث لم تتوقف منذ ذلك التاريخ حملة الكراهية المسعورة ضد روسيا من جانب المسؤولين في بولندا ووسائل الإعلام، معتبراً أنه من حيث المبدأ «لا توجد قضايا خلاف مبدئية بالفعل بين البلدين لا يمكن حلها بسهولة إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الجانبين».
وأعلنت السلطات البولندية في الـ15 من نيسان الجاري أن ثلاثة دبلوماسيين روسيين أشخاص غير مرغوب فيهم وردت موسكو على ذلك بطرد خمسة دبلوماسيين بولنديين.
وفي سياق آخر أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن تصرفات واستفزازات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوروبا تسهم في زيادة التوتر وخطر اندلاع الحرب.
وقال شويغو في اجتماع لمجلس وزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي في عاصمة طاجيكستان دوشنبه: إن «الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في المنطقة الأوروبية من زيادة الاستعداد القتالي للقوات وتعزيز الوجود وزيادة كثافة التدريب العملياتي والقتالي وتحديث البنية التحتية تزيد التهديد بخطر اندلاع نزاعات في المنطقة».
وأشار إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات المناسبة رداً على تهديد الأنشطة العسكرية للناتو، كما تم إجراء فحص مفاجئ للجاهزية القتالية لقوات المناطق العسكرية الغربية والجنوبية الروسية، لافتاً إلى أن روسيا تراقب عن كثب تحرك ونقل الناتو للقوات في أوروبا كجزء من تدريبات «ديفيندر يوروب».
إلى ذلك أعلن وزير الدفاع الروسي أمس الثلاثاء، أن روسيا وطاجيكستان قررتا إنشاء نظام مشترك للدفاع الجوي.
جاء هذا التصريح في مستهل المباحثات التي عقدت بين شويغو ونظيره الطاجيكي شيرعلي ميرزو أمس الثلاثاء في دوشنبه.
وقال شويغو: «من أجل تعزيز حماية حدود الدولة الجوية، قمنا بإعداد مشروع اتفاق حول إنشاء نظام دفاع جوي إقليمي مشترك بين روسيا وطاجيكستان. أقترح التوقيع على هذا الاتفاق في نهاية اجتماعنا».
وأشار شويغو إلى أن الوضع في أفغانستان يستمر في التدهور، وأن روسيا وطاجيكستان تعملان على التخطيط المشترك لصد التهديدات المحتملة من هذا الاتجاه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن