ثقافة وفن

«2020».. بين المسموح والممنوع … تحقيق العدالة منطلق من الثأر ومواجهة الحب في ظروف صعبة

| سوسن صيداوي

تختلط المشاعر وتحارب نفسها كونها واقعة بين نارين، بين الثأر والواجب ليأتي الحب، ليعذّب الروح ويقسو على رهافة القلب. لماذا لا نحسب حساب فتح الأبواب؟، لماذا لم نفكر بما هو خارج عما قد تمّ التخطيط له؟، ولماذا يأتي الحب دائماً كي يعقدّ الأمور بل ليقلب الموازين رأسا على عقب. أسئلة كثيرة يطرحها مسلسل «عشرين عشرين» المشترك في قصته الاجتماعية البوليسية المشوّقة والتي تجمع بين الثأر وتحقيق العدالة مع الحب، ويتم عرضه في الموسم الرمضاني الحالي، وهو من تأليف بلال شحادات ونادين جابر، ومن إخراج فيليب أسمر، وإنتاج شركة «صبّاح إخوان»، وكان قد تم تأجيل عرضه في العالم الماضي بسبب تداعيات جائحة كورونا حيث التزم طاقم المسلسل بقرار الحكومة اللبنانية بوقف أعمال التصوير، لكنه استكمل بقية مشاهده بعد عودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها في لبنان والسماح بمزاولة الأنشطة الفنية مثل بقية الدول في العالم. والعمل من بطولة: قصي خولي، نادين نسيب نجيم، طوني عيسى، وسام صليبا، كارمن لبس، ماريتا الحلاني، ليليان نمري، فادي إبراهيم، حسين مقدم، رولا بقسماتي، جنيد زين الدين، رندة كعدي، فؤاد شرف الدين وأخيراً النجم رامي عياش كضيف شرف.

في القصة

عنوان العمل «2020» يأتي من ملف المهمة في الأمن الداخلي والتي يحملها الرقم نفسه، وهذا الملف فيه المعلومات السّرية والكاملة عن مجمل الأحداث التي نراها عبر الحلقات. وبالنسبة للقصة فهي تجمع بطلين أحدهما يعيش في بيئة شعبية فقيرة وبسيطة للغاية، والبطلة من مستوى اجتماعي مختلف فهي ابنة ضابط متقاعد في الأمن الداخلي وأخوها له رتبته المهمة في السلك وهي برتبة نقيب، وما يقحمها في المنطقة الشعبية طلبها بأن تكون عميلاً متخفياً ومكلّفاً للقبض على عصابة خطيرة تقوم بتهريب الممنوعات والمخدرات، ويضاف إليه سبب يهمّ النقيب شخصياً، فأخوها استشهد في أثناء تنفيذ هذه المهمة. ولكن فقر الحال والبساطة التي يعيشها الناس في هذه المنطقة، يدفع النقيب «سما» إلى التدخل الإنساني، ليتوسع الحدث الدرامي وتتصاعد الأحداث لترتبط شخصيات المسلسل ببعضها البعض.
فالقصة الدرامية بعيدة عن الكلاسيكية، ومع كل حلقة هناك مفاجآت جديدة، إضافة لاستعراض الواقع المُعاش وتصويره بطريقة فيها من الشفافية غير المبالغ فيها على الإطلاق، مع إظهار للظروف الصعبة والمعقدة والتي يعيشها البشر، وبغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية سواء أكانوا من طبقة مخملية ويعيشون القصور الفخمة والمنازل الأنيقة، أم كانوا من الناس البسطاء والذين طحنتهم ظروف الحياة.

لا… للرومانسية

يعد «عشرين عشرين» العمل الدرامي الثاني الذي يجمع بين الثنائي نادين نسيب نجيم وقصي خولي، بعد تألقهما في مسلسل «خمسة ونص» الذي تم عرضه في رمضان 2019.

وبالنسبة لدور نجيم فهي هذه المرة تخرج عما قدمته لنا عادة من أدوار رومانسية، حيث تجسّد شخصية «سما» الضابط برتبة نقيب في قوى الأمن الداخلي، والتي تتمتع بشخصية قوية جداً وصارمة وجدية إلى حدّ كبير وهذا مطلوب في العمل الذي تقوم به.

بعد أن استشهد أخوها «جبران» وهو أيضاً برتبة مهمة في سلك الأمن الداخلي، حينما كان في مهمة سرّية لملف» عشرين عشرين»، هنا تقرر «سما» أن تكمل مسيرة أخيها وتلتزم بواجبها وتعتبر هذه المهمة هي مهمتها الأخيرة. ما يدفعها للتخفي بشخصية «حياة» لتقتحم ضمن أحداث مليئة بالتشويق والأكشن الممزوجين بمواقف فيها من الحب والعاطفة، المنطقة لكشف العصابة الأخطر في ترويجها للمخدرات والممنوعات والتي يقودها في السر «صافي»، وكيف تسعى للقبض عليه وتقديمه للعدالة. صراعات قوية تعيشها «سما» وتناقض مرعب، فنراها من خلال شخصيتين في العمل، لا تشبهان بعضهما لا من الداخل ولا من الخارج، وما بين الواجب والهدف الأساس الذي أقحمت نفسها فيه، عليها أن تواجه مشاعر قلبها وحبها لـ «صافي» إضافة إلى تعاطفها الإنساني الكبير مع البيئة الشعبية التي تخفّت بها لأجل المهمة.

رجل عصابات بارز

«صافي» وهي شخصية يجسّدها الممثل قصي خولي، فهو يقود عصابة تقوم بترويج المخدرات والممنوعات، ولكن ما يظهر للعيان بأنه يدير محلاً لبيع الخضراوات والفواكه، «صافي» شخص يتميز بالدهاء والقدرة على المراوغة مع رجال الأمن وخصوصاً بأنه لا يثق بأحد، وأيضاً يعيش صراعات كبيرة وتناقضات حادة ما بين العمل الخفي الذي يديره، وطبعه لكونه شاباً طيباً وصاحب خلق ويحب عائلته ويقدم الخير لكل سكان الحي.

إذاً الريس «صافي» هو الشاب المحبوب والذي ينظر إليه أهل الحي على أنه «روبن هود» والكل يطلب منه النجدة والمساعدة، وبالمقابل هو لا يرد أحداً خائباً. وكما أسلفنا كونه لا يثق بأحد، هذه المرة قلبه يكلفه الكثير، فلقد وثق بـ«حياة» نقيب الأمن الداخلي المتخفي، وخصوصاً أن والدته أحبتها وتعاملها كابنتها. فما بين العقل والقلب هناك الكثير ليواجه رجل العصابة وسيكشفه القادم من الحلقات.

شارة المسلسل

تبدأ شارة مسلسل «عشرين عشرين» بصوت الممثل قصي خولي قائلا: «ما في أبشع من إنو الإنسان يكذّب على اللي قدّامه ويفرجيه شي مش حقيقي»، يتبعه صوت الممثلة نادين نسيب نجيم قائلة: «في فرق بين إني كون قبلانه كون مع الشخص اللي بحبه أو قدرانه كون وحدي».

وأخيراً الشارة بعنوان «بيختلف الحديث» كتبها علي المولى ولحّنها محمود عيد وقام بغنائها الفنان زياد برجي، مطلعها يقول: «بيختلف الحديث بين المسرح والكواليس يللي فكرتن أحلام طلعو بالآخر كوابيس». في إشارة منسجمة مع أحداث المسلسل المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن