رياضة

في الأسبوع ما قبل الأخير من الدوري الممتاز.. لغة الإثارة بين فريقين والهدف ثمنه ذهب … اليوم يُحسم اللقب والفتوة يتطلع والساحل يأمل والحرية يتألم

| ناصر النجار

اليوم قد تحسم كل منافسات الدوري الكروي الممتاز لتصبح مباريات الأسبوع الأخير مجرد وداعية ليس إلا.
تشرين يستعد على أرضه لإعلان الأفراح بالتتويج وذلك بمجرد فوزه على الطليعة، وهو أمر ممكن الحصول، لذلك سيحشد البحارة كل قوتهم في هذا اليوم الموعود، فهذه المباراة تعادل موسماً بأكمله.
والجيش في موقف حرج، لكنه ينتظر المفاجأة الكبيرة فآماله معلقة على مفاجأة يأمل أن يحققها الطليعة بالفوز على تشرين، لينتقل الحسم إلى الأسبوع الأخير، وإن تحقق هذا الأمر فإن قمة الدوري ستشتعل وتصبح على صفيح ساخن، ليتأجل الحسم بذلك إلى صافرة الحكم النهائية للدوري.
هذا الأمر من الناحية النظرية، فعلى الورق كل شيء ممكن، لكن كرة القدم ليست لعبة رياضيات، إنما هي لعبة مفاجآت، ودوماً لا تعترف بالمنطق، وتعترف بشيء واحد، فمن يخدمها تخدمه، وهذا هو الشعار الأصلي لكرة القدم، فمن يملك ثقافة الفوز، سيملك كل الاختيارات وسيضع كل الاحتمالات في حسابه الخاص.
الدوري أقرب بنسبة 90% إلى تشرين، وأي هدف ثمنه ذهب سواء سجله تشرين أم الطليعة.
الجيش في عداد المتفرجين، وهو من وضع نفسه في هذا المكان وعليه الفوز، ولكن الفوز قد لا يكفي، لأنه بحاجة معه إلى عناية السماء، وكما قلنا هذا صعب، ولكنه غير مستحيل التحقق.
بكل الأحوال مهما حدث هذا الموسم، وعلى أي صورة فسينتهي الدوري سواء أصفر أم أحمر فإنه لابد من الدراسة الوافية والكافية لكل هذا الموسم من أجل العبرة مما فيه من تفاصيل، والاستفادة الكاملة من الأخطاء والعثرات للعمل على دراستها، ومتابعة الحالات الإيجابية ليتم البناء عليها، وهذا الكلام لا يخص فريقي الصدارة المتنافسين على اللقب فقط، بل يخص كل فرق الدوري على الإطلاق.

خطوة مهمة

الفتوة خطا خطوة مهمة نحو النجاة ولكننا لا نستطيع الجزم بذلك، لأن المنافسة التي تحوم حول بطاقتي الهبوط أكثر من مشتعلة، ورغم أن الحرية عملياً بحكم الهابط إلى الدرجة الأولى إلا أنه نظرياً ما زال يتنفس من هواء الدوري الممتاز، أكسجة الفريق قد تتحسن إن فاز في آخر لقاءين له وهذا أمر ممكن، لذلك علينا الصبر وعدم استعجال إصدار الحكم على الفرق الهابطة.

نقول: الفرق المهددة هي الفتوة والساحل والحرية، الحرية وضعه صعب جداً وهو يحتاج إلى الفوز بالمباراتين القادمتين وهما مع خصميه المباشرين، فإن فاز بهما نجا وهبط الساحل والفتوة ولهذه الحالة حساباتها وخصوصاً إن وصلت الفرق الثلاثة إلى الرصيد نفسه من النقاط.

الفتوة وضعه أفضل بقليل، ومروره نحو النجاة والسلامة يبدأ من ملعب حمص بلقاء الوثبة، فإن تعادل فسيحبس أنفاس عشاقه إلى الأسبوع الأخير وخصوصاً إن فاز الساحل على الحرية، ففي هذه الحالة سيتقدم الساحل على الفتوة بفارق نقطة، وإن خسر الفتوة أمام الوثبة وفاز الساحل على الحرية، فسيتقدم الساحل بفارق نقطتين، وبذلك سيتأهل الحسم إلى الأسبوع الأخير مع العلم أن أي تساو بالنقاط بين الفتوة والساحل هو بمصلحة الفتوة لفرق جداءي المباراتين، فالفريقان تعادلا في الذهاب سلباً وفاز الفتوة في الإياب 2/صفر، لذلك فإن أي تعثر للفتوة يجب أن يرافقه تعثر للساحل والحرية.

«مثلاً»: تعادل الفتوة مع الوثبة بالمقابل يجب أن يتعادل الحرية مع الساحل، ونشير هنا إلى أن أي نتيجة سلبية للحرية تجعله الهابط الأول وتخرجه من كل الحسابات، فضلاً عن أن مباراته الأخيرة ستكون مع الفتوة بدمشق ومن المؤكد أن يؤديها بمن حضر من لاعبين ولرفع العتب.
الساحل كما نلاحظ أنه يبني مباراتيه الأخيرتين على الفوز أولاً وعلى سقوط الفتوة بمباراة حمص مع الوثبة فإن تعثر الفتوة في مباراة حمص فستتجدد آمال الساحل مرة أخرى، وجماعة الفتوة ينتظرون الفوز، لذلك فإن الدوري بأكمله معلق على نقطة وهدف، وقد يكون ثمنهما عشرات الملايين ويعادل مصروف موسم بأكمله.

بقية المباريات

المباريات المتبقية ستكون من أجل تحسين المواقع على سلم الترتيب، فالكرامة يحل ضيفاً على جبلة، وهدف الكرامة من هذه المباراة تثبيت أقدامه بالمركز الثالث وربما فكر بالوصافة إن استسلم الجيش وتعثر بمباراتيه القادمتين.

وأعتقد أن الميزان لا يصب في خانة جبلة الذي يستعد لنهائي الكأس مع حطين الذي سيقام يوم الخامس من أيار القادم، فكل تفكير وجهود جبلة تنحصر في المباراة النهائية، وحتماً فإن المباراة مع الكرامة بالدوري ستكون بروفة ناجحة قبل نهائي الكأس، وسيضع الشمالي لمساته الأخيرة على الفريق في مثل هذه المباراة القوية والمهمة، ولكن لن يضع الفريق كل جهده خشية الإصابة والإرهاق، لذلك فالتوقع أن تنتهي المباراة لمصلحة الكرامة إما بالفوز أو بالتعادل.

حطين الشريك الثاني في نهائي كأس الجمهورية سيلعب في دمشق- الجلاء بضيافة الشرطة، والكلام السابق عن مباراة جبلة مع الكرامة ينطبق على هذه المباراة، فالشرطة يلعب بلا ضغوط ولا تهمه اليوم المواقع والترتيب حاله حال حطين، لكن الأخير سيلعب بحذر خشية إصابة لاعبيه وخشية الخسارة أيضاً لأنه لا يريد تكريس عقدة الشرطة بحياته وقد هزم ذهاباً بين جمهوره وعلى أرضه بهدف.

المباراة الثالثة، ستقام بدمشق على ملعب تشرين بين الوحدة والاتحاد، ومن المفترض أن تكون المباراة كبيرة بكل اعتباراتها، الوحدة سيتعامل مع المباراة ضمن هذه الصورة، وسيبذل جهده لتحقيق فوز جيد.

بغض النظر عن أهمية المباراة من عدمها، وعن موقع الفريقين على سلم الترتيب، إلا أن هذه المباراة لها خصوصيتها بين الفريقين، فهي تاريخ بحدَّ ذاتها، ومن هنا فإن المباراة يجب أن يرافقها أداء عال ومستوى متميز يترافق مع الأجواء الحميمية وغيرها التي يشعلها ويفرضها جمهور الفريقين.

 

في موقف حرج

الفرق التي تواجه فرق الصدارة والهبوط تقع في موقف حرج خشية الشبهات وما قد يقال عن هذه الفرق في كواليس الدوري إن خسرت أو تعادلت.

أولاً: الطليعة سيلعب في كنف تشرين باللاذقية، بكل الأحوال وبعيداً عن حساسية المباراة فإن حالة تفوق البحارة واضحة في كل شيء، لذلك فإننا فاز البحارة في المباراة نقول عدلت كرة القدم والمنطق فرض نفسه، أما إن خسر تشرين فإننا سنقول: الطليعة يفجر مفاجأة ويخدم الجيش.

من الفرق التي ستتعرض إلى الحرج فريق حرجلة وقد دخل أمان الدوري، وسيواجه الجيش الوصيف، فريق الجيش ينسحب عليه الكلام السابق من حيث فروق القوة والتوازن، لذلك فإن فوز الجيش أمر بديهي ومتوقع، ومن حق حرجلة أن يلعب كرة القدم من أجل الصفاء والنقاء بعيداً عن أي حسابات أخرى.

الوثبة موقفه حرج للغاية بمواجهة الفتوة الطامح للبقاء، من كل النواحي فإن فريق الوثبة أميز ويتحصن بأرضه، لكن الفتوة الضيف يمتاز بالرغبة والعزيمة الصادقة للفوز، لذلك سنجد المباراة صعبة على الوثبة من كل النواحي والاعتبارات.

المباراة الأخيرة هي مباراة السابع من نيسان في حلب وتجمع فريقين لا يرغبان في المجاملة في الوقت الحالي، وكل فريق يغني على ليلاه، فالحرية صاحب الضيافة سيتمسك ولو (ببصيص أمل) بينما الساحل يرى حياته كاملة في هذه المباراة، وأي إخفاق بالخسارة أو التعادل فإن وجود الساحل بين الكبار سينتهي، وسيعود أدراجه إلى الدرجة الأولى، هذه المباراة تنافسية ومثيرة وقد تكون المباراة الوحيدة هذا الأسبوع التي تجري بعيداً عن الشبهات والقيل والقال.

 

ذكريات الذهاب

تشرين تعادل مع الطليعة بهدف لمثله، سجل أولاً زكريا العمري لتشرين وأدرك أحمد حديد التعادل للطليعة في الدقيقة الأخيرة من المباراة.

الجيش فاز على حرجلة على ملعب الجلاء بهدفين لهدف وحيد سجل للجيش أحمد الخصي وزيد غرير ولحرجلة محمد حمدكو من ركلة جزاء.

تعادل الكرامة مع جبلة بلا أهداف على ملعب الباسل في حمص، والوحدة تعادل مع الاتحاد في حمدانية حلب بهدف لهدف سجل للاتحاد زكريا عزيزة وللوحدة عبد الرحمن بركات.

لقاء حطين مع الشرطة بالذهاب كان أكثر اللقاءات جدلية بقرارات الحكم عمار أبو علو، المباراة انتهت إلى فوز الشرطة بهدف مازن علوان من ركلة جزاء في الدقيقة 93، وطرد الحكم في المباراة ذاتها من حطين وائل الرفاعي د 77 وأحمد الشمالي د 85.

في لقاء الفتوة مع الوثبة الذي جرى على ملعب تشرين قلب الوثبة تأخره مع الفتوة بهدف إلى فوز متأخر وثمين بهدفين لهدف، سجل أولاً للفتوة عبد الكريم فتيح د60، وعادل للوثبة سعد أحمد د 81 وسجل هدف الفوز علي الصارم د 90، وكان رامي عامر أضاع ركلة جزاء للوثبة في الدقيقة 50.

لقاء الساحل مع الحرية ذهاباً انتهى إلى فوز الساحل 2/0 سجلهما أحمد غلاب ومحمد عوض، وكان هذا الفوز هو الأول للساحل بالدوري لهذا الموسم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن