عربي ودولي

رداً بالمثل.. روسيا ترحّل من أراضيها دبلوماسيين من دول البلطيق وسلوفاكيا … لافروف: عرضنا على واشنطن طريقة لحل الأزمة الدبلوماسية لكنها رفضت

| وكالات

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن روسيا عرضت على الولايات المتحدة حلاً للنزاع الدبلوماسي، لكن إدارة جو بايدن رفضته.
وفي مقابلة مع وكالة «وفوستي»، أكد لافروف أن البلدين كان يمكن أن يعودا إلى العلاقات الطبيعية لو أن ذلك يعتمد فقط على موسكو، مشيراً إلى أن الجانب الروسي قام بمحاولات في هذا المجال فور تنصيب بايدن.
وقال رئيس الدبلوماسية الروسية بهذا الشأن: «لقد أشرت إلى بلينكين بهذا الأمر. ليس للفرض. قلت فقط إن الخطوة الواضحة بالنسبة لنا لكي نكون قادرين على العمل بشكل طبيعي ستكون التخلص من كل شيء بدأه باراك أوباما حين أغلق الباب بتهيج قبل أسبوعين من مغادرته منصب الرئاسة، ووضع اليد على ممتلكات روسية، وطرد دبلوماسيين روس، منتهكاً جميع اتفاقيات فيينا».
وأشار لافروف إلى أن المحادثة مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكين كانت «ودية وهادئة وعملية»، وقد أكد له خلالها أن موسكو تنوي تجديد الاتصالات والبحث عن حلول مفيدة للطرفين في جميع المجالات عندما تنتهي واشنطن من تشكيل طاقم وزارة الخارجية.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أنه «جرى بعد ذلك رد فعل متسلسل»، مشدداً على أن روسيا تركت منذ البداية طويلاً التصرفات الأميركية من دون رد، وذلك لأن إدارة ترامب طلبت عدم الرد على قرارات فريق باراك أوباما المنتهية ولايته، إلا أن الوضع لم يتغير مع وصول الجمهوريين إلى السلطة.
وقال لافروف معقباً على تطور الأمور: «نرى أن إدارة بايدن تواصل الانزلاق على طول هذا المنحدر»، مضيفاً إن الرئيس الأميركي الحالي، أكد في أول اتصال هاتفي له مع فلاديمير بوتين، للرئيس الروسي أن واشنطن تعتزم إجراء تحليل جاد للعلاقات، ويأمل أن يتضح الكثير بعد هذه المحادثة.
وتابع رئيس الدبلوماسية الروسية قائلاً: «لكن نتيجة هذه المحادثة كانت عقوبات جديدة، أجبرنا على الرد عليها ليس فقط بالمثل، ولكن كما حذرنا مراراً نحن سنتصرف في نهاية المطاف بشكل غير متماثل. وهذا ينطبق، من بين أمور أخرى، على التفاوت الكبير في عدد الدبلوماسيين وغيرهم من الموظفين الذين يعملون في البعثات الدبلوماسية الأميركية في روسيا، متجاوزاً عدد دبلوماسيينا في الولايات المتحدة».
وشدد لافروف في الختام على أن الاستقرار الدولي في العديد من المجالات مرتبط بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.
وكانت الولايات المتحدة فرضت في 15 الشهر الجاري عقوبات جديدة على روسيا، طالت 32 شخصاً طبيعياً واعتبارياً، وحظر على المؤسسات المالية الأميركية شراء السندات الحكومية الروسية عند الطرح الأولي بعد 14 حزيران.
علاوة على ذلك، أعلنت واشنطن أنها بصدد إبعاد عشرة عاملين في البعثة الدبلوماسية الروسية من البلاد.
بالمقابل، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن مثل هذا التوجه الأميركي لا يتوافق مع مصالح شعبي البلدين. وردت روسيا بطرد عشرة موظفين من البعثات الأميركية، وأوصت بأن يعود السفير الأميركي إلى واشنطن للتشاور، وجرى حظر دخول ثمانية مسؤولين أميركيين إلى البلاد.
وعلى خط مواز قررت روسيا إعلان سبعة دبلوماسيين من لاتفيا وليتوانيا وإستونيا وسلوفاكيا شخصيات غير مرغوب فيها، رداً على قرار هذه الدول الأربع مؤخراً ترحيل دبلوماسيين روس من أراضيها.
وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها أنها استدعت أمس الأربعاء سفيري لاتفيا، ماريس ريكستينش، وليتوانيا، أيتويداس باياروناس، والقائم بالأعمال الإستوني لدى موسكو، بيريت رينتام بينو، وأعربت لهم عن احتجاجها الشديد إزاء «إجراءات استفزازية وغير مبررة إطلاقاً لترحيل موظفين من سفارات روسيا في هذه الدول».
وشددت الوزارة على أن دول البلطيق الثلاث «تستمر في اتباع نهج معاد لروسيا، في هذه الحالة تحت غطاء التضامن الزائف مع الإجراءات غير المبررة التي اتخذتها حكومة التشيك بحق روسيا».
وتابعت: «اعتماداً على مبدأ التعامل بالمثل، طالبنا اثنين من موظفي سفارة ليتوانيا وموظفاً واحداً في سفارتي كل من لاتفيا وإستونيا بمغادرة الأراضي الروسية في غضون سبعة أيام».
كما أشارت الخارجية الروسية في بيان منفصل إلى أنها استدعت أمس أيضاً سفير سلوفاكيا لدى موسكو، لوبومير ريغاك، وأعربت له عن احتجاجها الحازم على قرار براتيسلافا إعلان ثلاثة موظفين في السفارة الروسية شخصيات غير مرغوب فيها «تحت ذريعة واهية ومنافية للعقل لتورطهم في أنشطة غير قانونية».
وحذرت الوزارة من أن «قرار السلطات السلوفاكية إبداء تضامن كاذب مع التشيك في حملتها الاستفزازية ضد روسيا يضر بالعلاقات الروسية- السلوفاكية التي تحظى تقليدياً بطابع ودي، وبالتعاون الثنائي البناء بين البلدين».
وكرد بالمثل على الإجراء السلوفاكي، أبلغت الوزارة سفير هذا البلد بإعلان ثلاثة موظفين في سفارة براتيسلافا في موسكو شخصيات غير مرغوب فيها وسلمته مذكرة تطالبهم بمغادرة البلاد حتى نهاية الخامس من أيار القادم.
وقررت دول البلطيق وسلوفاكيا في وقت سابق من الشهر الجاري ترحيل عدد من الدبلوماسيين الروس العاملين لديها، بدعوى التضامن مع جمهورية التشيك في أزمتها الدبلوماسية الحالية مع موسكو.
واندلعت هذه الأزمة بعد طرد حكومة براغ 18 دبلوماسياً روسياً من أراضيها بدعوى تورط الاستخبارات الروسية في الانفجار الذي هز عام 2014 مستودع أسلحة في بلدة فربيتيتسي التشيكية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن