شؤون محلية

مشاهد طرطوسية..!!

محمد حسين :

ربما تكون طرطوس المدينة الأولى في بلدنا (وربما في العالم) التي لم تعد الأرصفة فيها مكاناً للمشاة بل سلسلة من الأكشاك التي تمددت وصولاً إلى منتصف الشارع في بعض الحالات.. والمواطن المسكين الذي يمشي راجلاً عليه ركوب المخاطر والقفز بين السيارات والمارة والبضائع المتناثرة (والحامي الله) وكذلك سائق السيارة (هو مسكين أيضاً) فهو يمشي الهوينى محاذراً الاقتراب من البضاعة والمشاة وفوق ذلك السيارات العابرة في الاتجاه المعاكس وكذلك هنا (الحامي الله).
أيضاً في طرطوس وقد يكون في غيرها من المحافظات تحولت الدروس الخصوصية إلى وباء أكل الأخضر واليابس من سمعة مدارسنا الرسمية.. ولم تقتصر على طلاب الشهادات بل شملت أغلب الصفوف وفي كل المراحل من الحضانة إلى البكالوريا و(كل شي بحسابو).. في مدينة يشكل التعليم الهاجس الأكبر لأهلها للارتقاء عبر التحصيل العلمي فلا معامل ولا مصانع فيها ولا هم يحزنون!! وأيضاً في طرطوس بحر على مد النظر ولكنه للنظر فقط والاقتراب منه محفوف بمخاطر دفع المئات من الليرات لتناول فنجان قهوة أو مجرد الجلوس على كرسي بلاستيكي وتأمل البحر.. وإذا حاولت الجلوس على الصخور تهرباً من الدفع فحذار من المراهقين أصحاب العضلات المفتولة الذين يرمقونك شذراً كي لا تفعل شيئاً يخدش حياء البحر المسكين وفي طرطوس أيضاً لا تسأل عن الأسعار.. فهي مدينة سياحية بامتياز ورغم كونها منتجة للخضر إلا أنها أغلى من أي مدينة سورية بما فيها العاصمة.. فتحتار في توصيف ذلك وكيف رغم أسعار الشحن المرتفعة جداً, وفي طرطوس أيضاً يشتكي التجار فهم يدفعون ثمن بضاعتهم قبل إرسالها من المصدر ومرسلها غير مسؤول عنها إذا لم تصل أو حدث فيها مكروه على الطريق.
في طرطوس يحدث ذلك والمضحك المبكي أن الطراطسة يظنون أنه يحدث لهم وحدهم ولا يصدقون أنه يحدث في غير مدينة سورية.. ولذلك يطالبون باستثمار هذه المشاهد في الترويج السياحي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن