النظام التركي خفّض حصتي سورية والعراق من 500 إلى 200 متر مكعب في الثانية من مياه نهر الفرات … رئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر في الحسكة لـ«الوطن»: يريد تهجير السكان واحتلال مناطقهم والجزيرة بلا كهرباء
| موفق محمد
ندد رئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر العربية السورية في محافظة الحسكة، الشيخ ميزر المسلط، بقطع النظام التركي حصة سورية من مياه نهر الفرات، وأوضح أن منطقة الجزيرة السورية بلا كهرباء بسبب ذلك، معتبراً أن النظام التركي يهدف من وراء ذلك إلى الضغط على السكان لتهجيرهم من مناطقهم ومن ثم احتلالها.
وفي تصريح لـ«الوطن»، تحدث المسلط عن واقع معيشي مزر يعيشه المدنيون في منطقة الجزيرة، حيث لا يوجد كهرباء، بعدما قطع النظام التركي قبل يومين حصة سورية من مياه نهر الفرات.
ووقعت سورية وتركيا في تموز 1987 بروتوكولاً مؤقتاً لتقاسم مياه نهر الفرات خلال فترة ملء تركيا حوض سد أتاتورك وتمتد إلى 5 سنوات، ونصت على تعهد الجانب التركي بأن يوفر معدلاً سنوياً يزيد على 500 متر مكعب في الثانية عند الحدود التركية السورية بشكل مؤقت إلى حين الاتفاق على التوزيع النهائي لمياه نهر الفرات بين البلدان الثلاثة الواقعة على ضفتيه.
وقامت سورية في 17 نيسان 1989 بتوقيع اتفاقية مع العراق تنص بأن تكون حصة العراق الممررة له على الحدود السورية العراقية قدرها 58 بالمئة من مياه الفرات في حين تكون حصة سورية 42 بالمئة من مياه نهر الفرات. وبذلك تكون حصة سورية من مياه نهر الفرات 6.627 مليارات متر مكعب وحصة العراق 9.106 مليارات متر مكعب وحصة تركيا 15.700 مليار متر مكعب في السنة.
وفي عام 1994 قامت سورية بتسجيل الاتفاقية المعقودة مع تركيا لدى الأمم المتحدة لضمان الحد الأدنى من حق سورية والعراق في مياه نهر الفرات.
وأوضح الشيخ المسلط، أن النظام التركي «خفض حصتي سورية والعراق بشكل كبير من مياه نهر الفرات، وأدى ذلك إلى عدم تشغيل عنفات توليد الكهرباء في سد الطبقة، وهذا الأمر إثر في المنطقة التي لديها فقط 4 ساعات كهرباء يومياً وتأتي من السويدية وتوزع على المشافي والأفران والمراكز التي تحتاج للكهرباء، على حين الأحياء المدنية بلا كهرباء، والبعض يعتمد على الأمبيرات».
وأكد المسلط، أن تصرف النظام التركي سيؤدي إلى تضرر المزروعات في مناطق الجزيرة كافة على اعتبار أنها تعتمد على مياه نهر الفرات لإروائها.
واعتبر المسلط، أن تصرف النظام التركي، يأتي في سياق الضغوط التي تمارس ضد سورية، وقال: «هو يتمدد في المنطقة من جرابلس إلى منبج وعين عيسى ورأس العين وتل أبيض».
ولفت المسلط إلى أن النظام هو من فتح حدوده للإرهابيين للدخول إلى سورية ونهب المعامل والمصانع في حلب وغيرها، مشيراً إلى أن هذا التصرف يهدف أيضاً إلى تهجير السكان من مناطقهم ومن ثم الاستيلاء عليها.
وأوضح، أن رئيس البرلمان تهكم على أحد أعضاء المعارضة التركية، وقال له: «نحن لدينا كذا مليون لاجئ سوري ونحن متحملون هؤلاء».
وأكد محافظ الرقة عبد الرزاق خليفة في تصريح نقلته وكالة «سانا» للأنباء «قيام الجانب التركي بتخفيض الوارد المائي من نهر الفرات إلى سورية من 500 إلى 200 متر مكعب في الثانية في الفترة الأخيرة الأمر الذي حال دون تشغيل عنفات توليد الكهرباء المنتجة في سد الفرات ناهيك عن تدني المتاح المائي من مياه الري والشرب».
من جهة ثانية، أوضح المسلط في تصريحه، أن «اتفاق حي طي مازال على ما هو عليه، ولا يوجد شيء جديد، فـ«قسد» مازالت في الحي ولم تنسحب، كما لم تنتشر الشرطة المدنية» التابعة للحكومة السورية فيه كما ينص اتفاق التهدئة.
وأشار المسلط إلى أن هناك عودة للأهالي إلى الحي، لكن كل من ينتمي إلى قوات الدفاع الوطني لا يستطيع العودة.
وبعد أن تحدث المسلط عن وجود الاحتلال الأميركي في المنطقة، لفت إلى أن ميليشيات «قسد» قرارها مرتهن له وتأخذ تعليماتها منه، وقال: «كل شيء يحصل هو بتحريض من الأميركي وبضوء أخضر منه لـ«قسد» وغيرها في المنطقة».
وحسب مصادر إعلامية معارضة، فقد تجولت دورية مشتركة بين القوات الروسية وما تسمى قوات «الأسايش» التابعة لميليشيات «قسد» في حي طي.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن قواتها وقوات الاحتلال التركي نفذت يوم الجمعة الماضي دورية مشتركة لمسافة قياسية شمال شرق سورية حيث امتدت أكثر من 100 كيلومتر في منطقة مدينة القامشلي.
ونقل الموقع عن قائد قافلة القوات الروسية، العميد أندريه تيتوف قوله: «تم اليوم تنفيذ دورية روسية تركية مشتركة جديدة من معبر شيرك. وتتمثل خصوصية هذه الدورية في المسافة الطويلة للمسار، حيث شمل عدداً كبيراً من البلدات».
وأضاف تيتوف: «الدورية جرت بطريقة نظامية، ونجحت تشكيلة القوات والمعدات العسكرية في تنفيذ المهمة. ورحب السكان المحليون في معظم البلدات بالقافلة».
وقطعت القافلة المشتركة مسافة تتجاوز 100 كيلومتر في أول عملية من نوعها لقوات البلدين في سورية، وشملت 10 بلدات خالية من وحدات كردية بموجب الاتفاقات الروسية التركية التي تم التوصل إليها سابقاً لتسوية التوتر في المنطقة.
وشارك في الدورية 60 عسكرياً من قوات الروسية وقوات الاحتلال التركي وأكثر من 10 قطع للمعدات العسكرية برفقة مروحيات تابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية.