رياضة

كرة الفتوة بعد أن تنفست الصعداء.. تغيير كبير قاد النادي من اليأس إلى النشوة

| شادي علوش

عرس حقيقي عاشته جماهير أزرق دير الزور، في الأيام الماضية، فرحاً ببقاء ناديها في الدوري الممتاز، بعد أوقات عصيبة عاشها هذا النادي وجماهيره، التي كادت أن تفقد الأمل بإمكانية البقاء لولا الانقلاب الكبير الذي شهده أداء الفريق ونتائجه في الأسابيع الأخيرة، والتي مكنته من حسم مسألة البقاء قبل أسبوع من نهاية الدوري.

تخبطات مزعجة

على عكس المتوقع، وعلى عكس السقف المرتفع الذي تحدث عنه مسؤولو النادي قبل انطلاقة الدوري جاءت البداية غير مثالية مع المدرب إياد عبد الكريم رغم الأداء المقنع للفريق في المباريات الأربع الأولى التي لعبها تحت قيادته.

عبد الكريم أعلن استقالته بعد نهاية الأسبوع الرابع وبحصيلة تعادل وحيد وثلاث هزائم، ليخلفه عساف خليفة والذي لم ينجح هو الآخر في فك شيفرة عدم الفوز، ليقود الفريق في خمس مباريات كانت حصيلتها تعادل وحيد، مقابل أربع هزائم.

وكما سلفه، أعلن عساف خليفة استقالته أيضاً، ليأتي ثالث المدربين سائد سويدان، في الأسبوع العاشر، وليقود الفريق في ثلاث مباريات، كان حصيلتها تعادلاً وحيداً وهزيمتين.

ولم يكن حال السويدان بأفضل ممن سبقه، ليقدم استقالته أيضاً، وليقع الخيار على همام حمزاوي كرابع مدرب للفريق في مرحلة الذهاب، وكان ذلك قبل الأسبوع الأخير.

همام تابع المسار نفسه، فقاد الفريق في أربع مباريات كانت حصيلتها تعادلين وخسارتين.

التغيير الكبير

دخل نادي الفتوة في النفق المظلم بعد كل تلك التخبطات وخرجت الأصوات لتنادي برحيل الإدارة وبفتح حساب التعاقدات والأموال التي صرفت قبل أن يأتي القرار بتعيين أنور عبد القادر مدرباً للفريق بمساعدة وليد عواد.

لم تكن النظرة متفائلة استناداً لسوء أداء ونتائج الفريق الذي بات بحاجة لمعجزة حتى يحقق أول فوز له بالدوري بعد مضي ١٦ مرحلة كان الفوز بها عزيزاً على الفتوة.

وبشكل غريب ومفاجئ تبدل الحال، وكانت البداية بالفوز على الجيش، ثم كان التعادل أمام حرجلة، وبعدها الخسارة غير المستحقة أمام الطليعة «وهي الوحيدة تحت قيادة عبد القادر».

بعد مباراة الطليعة حقق الفريق تعادلاً ثميناً أمام الكرامة في حمص، أتبعه بفوز على الاتحاد، ثم تعادل ثمين آخر أمام حطين في اللاذقية، فتعادل آخر أمام الوحدة، قبل تحقيق انتصارين متتاليين حسما بقاء الفتوة على الساحل والوثبة.

ما الذي تغير

على صعيد اللاعبين لم يتغير شيء سوى التعاقد مع المدافع محمد هزاع، صاحب هدف الفوز القاتل على الوثبة.

التغيير الكبير طرأ في الجانب الفني، إذ استطاع أنور عبد القادر بخبرته الكبيرة في الدوري بشكل عام وبناديه الفتوة على وجه الخصوص أن يصنع فارقاً فنياً كبيراً، بالتزامن مع عودة الداعمين الماليين، إذ بلغت مكافآت الفوز في مباراة الساحل فقط ١٨ مليوناً، وفي مباراة الوثبة أكثر من ٢٢ مليوناً، كان من بينها تقديم ابن النادي قائد منتخب سورية عمر السومة مبلغ ٣٠ مليوناً على دفعتين.

ماذا بعد

في الأيام الماضية ذهبت أغلبية آراء جماهير الفتوة لعدم جدوى التعاقد مع مدربين من خارج دير الزور بعد تجربة الموسم الحالي المريرة.

كذلك توحدت الآراء حول ضرورة أن يكون الاستعداد للموسم القادم بشكل مبكر وعدم الانتظار لما قبل بداية الدوري بأيام كما حصل في الموسم الحالي.

وأيضاً توحدت الآراء نحو أمرين مهمين وهما الاحتفاظ بالجهاز الفني الحالي بقيادة أنور عبد القادر، وحسم مسألة بقاء أو رحيل الإدارة منذ الآن كي لا يعيش النادي ذات الفراغ الذي عاشه قبل بداية هذا الموسم.

كذلك تحدثت بعض الآراء عن ضرورة الحفاظ على بعض التعاقدات الجيدة للنادي كالحارس يزن عرابي والمدافع ليث علي.

وأخيراً، وهو المطلب الأهم، عودة النادي إلى دير الزور واللعب في ملعبها بعد غربة قاسية دامت عشر سنوات، ومبرر هذا المطلب أن معاناة الفتوة الفنية ستبقى مستمرة كلما استمر الغياب عن الأرض والجمهور وخاصة في الموسم المقبل الذي سيشهد هبوط ٤ فرق.

اليوم ارتاح أبناء الفتوة من الكابوس، فهل سنشهد تصحيحاً للمسار، أم إن الحكاية ستتكرر، وربما بوجع أكبر؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن